بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

سلسلة التطوير المؤسسي الذكي (4).. التقنيات الحديثة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة (كيف تسهم التكنولوجيا في خلق مستقبل مستدام ؟)

المهندس/ عامر إبراهيم

مستشار تطوير وريادة أعمال وتحول رقمي

مـلاحـظـة :

هذا المقال هو الجزء الرابع من سلسلة “التطوير المؤسسي الذكي”، التي تهدف إلى تقديم خطوات عملية وأفكار واقعية تساعد المؤسسات وروّاد الأعمال على مواكبة التحول الرقمي، استثمار التقنيات الحديثة، وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة.
نسير معًا نحو مستقبل مؤسسي أكثر كفاءة ومرونة.

يقول جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- : “التنمية المستدامة هي الركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل أفضل لعمان وأجيالها القادمة”.
ومن هذه الرؤية، تنطلق أهمية اعتماد التقنيات الحديثة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

التقنيات الحديثة والتنمية المستدامة .. علاقة تكاملية :

التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة للرفاهية، بل أصبحت ضرورة استراتيجية تساعد في تحسين استخدام الموارد، تقليل الهدر، وخلق بيئات صحية ومستدامة.
وفق تقرير الأمم المتحدة 2024، تسهم التكنولوجيا في تقليل الهدر البيئي بنسبة تصل إلى 25%.

كيف تسهم التقنيات الحديثة في التنمية المستدامة؟

1. إدارة الموارد الذكية :

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه والكهرباء ساهمت في تقليل الاستهلاك بنسبة تصل إلى 30% في العديد من المدن الذكية العالمية.

2. الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة :

تطوير تقنيات حديثة مثل الخلايا الشمسية المرنة والبطاريات المتطورة مكّن بعض الدول من تغطية ما يزيد عن 50% من احتياجاتها بالطاقة النظيفة.

3. الزراعة الذكية وتحقيق الأمن الغذائي :

استخدام إنترنت الأشياء (IoT) في الزراعة ساعد في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى 20%، وتخفيض استخدام المياه بنسبة 40%.

4. النقل الذكي والتنقل المستدام :

تبني تقنيات النقل الذكي مثل السيارات الكهربائية وأنظمة إدارة المرور الذكية ساهم في تقليل الانبعاثات الضارة بنسبة 35% وفق دراسة من Bloomberg NEF (2024).

أمثلة محلية وعالمية :

* في سلطنة عمان، تم إطلاق مشاريع طاقة شمسية ضخمة مثل محطة عبري للطاقة الشمسية التي تسهم في خفض كبير للانبعاثات الكربونية.

* مجمع الابتكار مسقط يُعد بيئة حاضنة للمشاريع التقنية المستدامة، حيث تحتضن شركات ناشئة تعمل على حلول ذكية في مجالات الطاقة والمياه.

* شركة “تنمية طاقة” العمانية بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة عمليات الإنتاج وتقليل الفاقد في استهلاك الطاقة.

* مبادرة “مواصلات الذكية” التي أدخلت الحافلات الكهربائية في بعض خطوط النقل العام، مما ساهم في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.

* مدينة نيوم في السعودية، التي تُستخدم فيها أحدث التقنيات لتحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2030.

تحديات يجب التغلب عليها :

* ارتفاع التكلفة الأولية : يمكن تخفيض التكاليف عبر الدعم الحكومي والشراكات بين القطاعين الخاص والعام.

* نقص الوعي بالتكنولوجيا : البرامج التدريبية والتثقيفية تعد حلاً مثاليًا.

* تحديات البنية التحتية : الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية الذكية يُعتبر ضرورة.

كما أقول : “الاستثمار في التقنية المستدامة ليس فقط مسؤولية، بل هو رؤية استراتيجية للمستقبل”.

توصيات عملية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع :

* ابدأ بمراجعة استهلاكك: استخدم تطبيقات الطاقة الذكية لتحديد مصادر الهدر وتقليل التكاليف.

* استثمر في الطاقة النظيفة : حتى لو بشكل جزئي (مثل استخدام الألواح الشمسية في مقر عملك أو مشروعك).

* اجعل عملك رقميًا: الانتقال نحو الأنظمة السحابية والتعاملات الرقمية يقلل من الاعتماد على الموارد الورقية ويزيد الكفاءة.

* استخدم تقنيات ذكية في التوصيل أو التخزين أو حتى التسويق: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ليس رفاهية، بل أداة تنافسية.

* شارك في المبادرات الوطنية: مثل مبادرات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في السلطنة، فستحصل على دعم وتوجيه وفرص جديدة.

الـخـلاصـة :

التقنيات الحديثة هي مفتاح حقيقي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من خلال الاستخدام الذكي للتكنولوجيا يمكن تقليل الهدر، تعزيز كفاءة الموارد، وبناء مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة. الوقت الآن مناسب لبدء رحلتك في الاستثمار في التقنيات النظيفة، والاستفادة من الخبرات المتخصصة لتحقيق أفضل النتائج.

شاركنا أفكارك وتجاربك، لنساهم جميعًا في بناء مستقبل أكثر استدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى