بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أوزبكستان – الصين : آليات جذب الاستثمارات في قطاع السياحة

أوميد شادييف

رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان

 

في النصف الأول من عام 2025، يتم تنفيذ مشاريع سياحية في أوزبكستان بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار أمريكي بمشاركة مستثمرين صينيين.

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في التعاون السياحي بين أوزبكستان والصين، حيث تم تسجيل زيادة في أعداد السياح، إلى جانب إقامة شراكة استراتيجية في مجال الاستثمارات. وأصبح قطاع السياحة أحد الجسور الرئيسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والإنسانية بين البلدين. وفي هذا السياق، يتم تنفيذ آليات فعالة تشمل جذب الاستثمارات، وتنمية الأقاليم، وإنشاء منتجات سياحية جديدة بشكل مشترك.

في النصف الأول من عام 2025، عرضت أوزبكستان جناحها الوطني في أكبر المعارض السياحية الدولية في الصين، مثل CSITE (تشنغدو)، GITF (قوانغتشو)، وITE (هونغ كونغ)، وشاركت أكثر من 100 جهة سياحية من مختلف مناطق البلاد لعرض الإمكانيات السياحية الغنية لأوزبكستان. فعلى سبيل المثال، استقطب معرض GITF في قوانغتشو حوالي 40,000 متخصص من 55 دولة، بينما استقبل معرض ITE هونغ كونغ نحو 60,000 زائر، مما جعل هذه الفعاليات منصات تسويق مهمة لأوزبكستان.

كما أُقيمت جولات ترويجية (Roadshows) في تسع مدن صينية كبرى، منها تشونغتشينغ، بكين، ماكاو، فوزهو، شنتشن وغيرها، حيث تم الترويج لحزم سياحية مشتركة مثل “منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم + أوزبكستان”، ومسارات سياحية ذات طابع مثل “مغامرات طريق الحرير”، بالإضافة إلى وجهات السياحة الشتوية. وساهمت هذه الفعاليات في تنظيم اجتماعات أعمال (B2B) مع مئات من شركات السفر الصينية الرائدة، وأسفرت عن توقيع أكثر من 40 اتفاقية تعاون.

وفي 3 يوليو 2025، استضافت مدينة سمرقند المنتدى الدولي “السياحة على طريق الحرير” (WTA Silk
Road Dialogue)، بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من الصين والمجتمع السياحي الدولي. وتم خلال المنتدى الاتفاق على تعميق التعاون الاستثماري في إطار مسار “منطقة شينجيانغ + أوزبكستان”، وتنفيذ مبادرات ترويج واستثمار مشتركة على مستوى الأقاليم. وشملت المناقشات مركز “أردا خيوه” السياحي في مدينة خيوه، إلى جانب التراث المادي وغير المادي في بخارى وسمرقند، والتي شكلت أساسًا لحزم سياحية جديدة.

ومع تزايد اهتمام السياح الصينيين بأوزبكستان، شهدت البنية التحتية للنقل الجوي تطورًا كبيرًا؛ فمنذ يوليو 2025، بدأت ثلاث شركات طيران صينية رائدة – إير تشاينا، تشاينا ساذرن، وتشاينا إيسترن – بتسيير رحلات منتظمة إلى أوزبكستان. فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة تشاينا إيسترن رحلات على خطي “شيآن – طشقند” و”شنغهاي – طشقند”، بينما تُسيّر إير تشاينا رحلات على خط “بكين – طشقند”. وهذه التحسينات في البنية التحتية تخلق ظروفًا مواتية للمستثمرين ومنظمي الرحلات على حد سواء.

وخلال النصف الأول من عام 2025 وحده، أطلقت أوزبكستان 16 مشروعًا سياحيًا بمشاركة مستثمرين صينيين، بإجمالي استثمارات بلغ 519.5 مليون دولار أمريكي. تهدف هذه الاستثمارات إلى تطوير البنية التحتية السياحية، وقطاع الفنادق، والمتنزهات الترفيهية، والجولات المشتركة، وتسهم هذه المشاريع في إثراء المنتج السياحي، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، ودعم تنويع الاقتصاد الإقليمي.

اليوم، تمثل العلاقات السياحية بين أوزبكستان والصين تعاونًا واسع النطاق يشمل تدفق السياح، والاستثمارات، والبنية التحتية، وتبادل التكنولوجيا، ويُسهم توسيع نطاق المعارض، وتنظيم المنتديات رفيعة المستوى، وفتح خطوط جوية جديدة، في خلق فرص جديدة لجذب الاستثمارات الصينية إلى قطاع السياحة في أوزبكستان. وهذا بدوره يُشكّل أساسًا قويًا لجعل أوزبكستان وجهة مميزة للسياحة الأجنبية وفرصة استثمارية جذابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى