رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية .. من المواطنين العرب (النيل والفرات ودجلة) قبل إعدامهم.

الدكتور المهـندس/ محمد المعموري
رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية .. من المواطنين العرب (النيل والفرات ودجلة) قبل إعدامهم.
عندما كنا شباب نتابع ونسمع ونقرأ كان الأمين العام لجامعة الدول العربية متواجداً بصوته وهيبته مع القضايا العربية، وكان أكثر الشباب يعرفونه بل يحترمون وجوده ويتباهون بطرحه وقليل من الشباب أو الشيوخ لم يعرفوا اسمه أو سيرته في ذلك الزمان ، وللأمناء مكانة كبيرة عندنا فكان الأب يحكي قصصهم ومواقفهم وأتذكر منهم (عبد الرحمن عزام ، محمد عبد الخالق حسونه ، محمود رياض ، الشاذلي القليبي ، أحمد عصمت عبد المجيد ، عمرو موسى ……) ولكن آخر أمين عام من الأمناء أتذكره هو عمرو موسى أعتقد غادر الأمانة بأمانة عام 2011.
ومنذ ذاك التاريخ سيدي الأمين العام لم نتعرف على سيادتك لأنك انزويت، فأصبحت مهمتك هو حضور اجتماعات القمة والجلوس مع الرؤساء على منصة الرؤساء ، ولو سألت شبابنا العربي الآن من سيعرفك ؟!!..
قبل أيام قليلة تسلمت رسالة حزينة من ثلاثة مواطنين مهنتهم يهبون الحياة وينبتون الزرع ويسقون الأرض والبشر والطير وكل الحيوانات والنباتات وحتى الجماد ، إنهم الإخوة (النيل ودجلة والفرات) .. ذهبوا بدون ذنب ليحاكموا عن العطاء والخير والسخاء ، لأرض أمة وهبت لمن حولها كل آيات النقاء، كان محاميهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمُدّعي كان ثعلباً مكاراً يطلب قتلاً دون حياء ، أما قاضيهم فيا للويل إنه شر القضاة، عُقِدَت تلك المحاكمة الهزيلة في غفلة من أمة كانت عظيمة، حكم القاضي عليهم دون مرافعة لديهم كان محاميهم ينام، ثم يصحو فينام حتى غابت عنه أيام المحاكمة (الهمام)، حكم القاضي عليهم (إعدموهم)… دون أن يحضر محاميهم إليهم وانتهى الحكم عليهم.
إلّا أن الحكم لم يتضمن طريقة الإعدام (شنقا او رميا بالرصاص) ولكني أتوقع سينفذ الإعدام خنقا وببطء حتى الممات.
نعم قتلت دجلة والفرات والنيل في غفلة من الأمة، قتلت أعظم أنهار العرب التي تمر في أرض العرب الطيبة وتفتت الجمع، وأصبح كل قُطْر ينظر الى حدوده، وأصبحت جامعة الدول العربية مكاناً للتَّجمُّع واتخاذ القرارات التي لم تنقذ الموقف العربي، والتي لم تقدم ولم تؤخر، ولم تنفذ اي قرار في توحّد العرب في موقف قومي يبين وحدتنا وقوتنا وخير ما نلمسه اليوم هو عجز جامعة الدول العربية عن اتخاذ موقف محدد وموحد لإيقاف تركيا وأثيوبيا من تعطيش أبناء العروبة وقتل أحلامهم … أين الموقف الذي يخيف تلك الدول ويجعلها تتراجع عن مشروعها الذي صمتت عنه الجامعة أو أنها “نددت” بحياء .. نحن نطلب ونطالب بموقف عربي موحد بقيادة جامعة الدول العربية توضح عمليا عزمها على عدم السماح لتركيا وأثيوبيا من تنفيذ مخططاتهما العدوانية ضد أبناء العروبة ، ولا أعتقد تحتاج الجامعة بكل مستشاريها استشارتي في طريقة الردع أو الفعل الذي يجب أن تتخذه.
وإليك سيدي الأمين العام الذي لم أعرف اسمك، ولم ألمس إنجازك، إليك رسالة الإخوة الكرام النيل ودجلة والفرات :
(بسم الله الذي وهبنا نعمة أن نهب الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) بسم الذي أنزلنا من السماء وأخرجنا من بين صخور الجبال ، بسم الذي بنا جعل الارض اهتزت وربت (ومن آياته أنك ترى الارض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير).
من / النيل ودجلة والفرات …
إلى / أمين عام جامعة الدول العربية ؛
بواسطة / النبات والجماد والحيوانات والعباد من الاغنياء والفقراء والأطفال والشيوخ والشباب (نساء ورجالا).
الموضوع / صرخة النيل وإخوته دجلة والفرات.
بعد التحية والسلام ..
نحن الأبرياء (الجناة) النيل ودجلة والفرات، وهبنا للدنيا الحياة، في جوفنا خيرات العباد وعلى أسطحنا تحمل السفن الشداد وتسقى الأرض من فمنا فنهب للدنيا الحياة، أنا النيل ولي أخوين دجلة والفرات تسبح في أجسادنا لغة الحياة.
من مائنا ارتويت، ولفضلنا نسيت، وعند محنتنا انزويت، فلا انتفضت ولا حكيت، ولا تحركت ولا مشيت، ولا سمعت بيوم محاكمتنا فأتيت، بنوا على ضفافنا السدود، وقطعوا أجنحة بها نموج، وتآمر الجمع علينا عندما عنا انزويت، فصرخنا في صوت مدوي “وااا عرباه” نحن نختنق نموت …
وأقول يا سيد الصرح الجميل لازال في الوقت اتساع ولازال للحكم (تمييز واستماع) فاخرج إلى متسع الفضاء، واحمل حقيبة فيها دواء، واضرب طوابير المتخاذلين الجبناء وأعلنها حربا على من وضع السدود بلا حياء، قبل أن نهلك فتنتهي الحياة في أمة كانت خير أمة أخرجت للأنام.
اللهم إنّا بلّغنا .. اللهم فاشهد..
يرجى التفضل بالبكاء .. حتى تمطرنا السماء بلطف الجبار منزل الماء..
التوقيع :
النيل ودجلة والفرات
إنتهت الرسالة وننتظر الجواب…












