
الشعب يريد كأس أفريقيا!
حسين الذكر
منذ قرعة كأس العالم الأخيرة في واشنطن وحضور ثلاثة رؤساء عالميين يتقدمهم الرئيس الأمريكي ترامب أعلن بشكل رسمي أن معركة الرأي العام تقودها كرة القدم، وأن الملاعب الكروية تشهد قيادة الأحداث العالمية خلال عقود وربما قرون قادمة.
هكذا فهمت الرسالة ولم تشذ أفريقيا السمراء عما يعزف على أنغام الجوق الأبيض والأصفر والبرونزي … حتى بدى ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة المغربية الرباط زاهيا مزدانا بحضور جماهيري رسمي قارب المائة ألف يبتهج ويبرق رسائل الافتتاح طول وعرض البقاع العالمية ( أن أفريقيا ستخرج من قمقمها الأسود نحو آفاق لن تقف عند حدود ذكريات ومدونات الأدب الأسمر.
ببساطة وبلا تعقيد قدم المغرب لوحة غنية متخمة بالمشاهد الثقافية المغربية والأفريقية تحكي قصة الإنسان من مهده الأسود المزعوم حتى رحمه العولمي الذي ما زال طريا يرقص على انغام موسيقى الذكاء الاصطناعي في احتدام تواصلي لا حدود لشكل وآليات العلاقات الاجتماعية ما بعد المقبلة في تحد واضح لكل الظروف القاهرة التي لا تقف عند حدود طموح الإنسان وجنوحه نحو الحرية والرقي والأمان والسلام.
الفن والإعلام وكرة القدم .. لوحة لم تعد خطوطا شائكة لحروف غير مفهومة على لوح مسماري وجد تحت أنقاض نهر النيل . بل هي مخرجات وامتزاجات عصف التقنيات التي جعلت من القرية العالمية كثيرة الأعراس الرياضية والكرنفالات الفنية لتعميم رسالة وفهم حضارة لن تقف على مفترق طرق بين صخب نووي وتنافس كروي .. حيث يجنح الفكر ويشغف القلب بالفطرة نحو ضفاف أمن الملاعب ليكتب قصة تاريخ جديد لشعوب أهل الأرض في صراعهم من أجل البقاء.
بعد مباراة عُد فوز المغرب فيها طبيعيا يتسق مع كم النجوم الأفذاذ خريجي مدارس الاحتراف المدججين لكتيبة أسود الأطلسي.. عدت المفاجأة بما قدمه منتخب جزر القمر ذلك الفريق حديث العهد ضخم الإبصام الأول بما يوحيه من دلالة على أن الاحتدام والتنافس الأفريقي في كان المغرب 2025 لن يكون سهلا وسيبقى اسم البطل عصيا حتى آخر لحظات عمر البطولة التي ستشهد مفاجآت حتمية تليق بصناعة الحدث.
فيما كان رئيس الاتحاد الافريقي يعلن أن الحدث يمثّل فرصة مهمة لإظهار قدرات القارة الأفريقية أمام شعوب العالم، هتفت الجماهير المغربية بمنطقة المشجعين بالرباط بلغة فرنسية احتجنا مترجم لفهمها (الشعب يريد كأس أفريقيا) . بشعار لم يأت اعتباطا بل يمثل ردا وتحديا لمخرجات مرحلة عربية ولت بلا رجعة .. !
قناة بي ان سبورت الرياضية كعادتها في التألق كأنها أدركت من تجارب سنوات خلت .. كي تظهر لنا بعد المباراة تحليلا إعلاميا ببرنامج مساء أفريقيا 2025 الذي نجح في تقديمه وإدارة ملفاته الإعلامي مشاري الخزيم باستضافته عددا من نجوم الصحافة الرياضية العربية ( المغربي بدر الدين الإدريسي والتونسي فتحي المولدي والمصري صابر الغراوي ومن جزر القمر حسام الدين أحمد ).
نجحوا تماما حينما تناولوا الحدث الأفريقي المغربي من وجوه وجوانب لم يختزلها التكتيك الفني الذي غدا مملا في بعض جوانبه بصورة دعت الحاجة الملحة لبعض استوديوهات التحليل الكروي العربي إلى ضرورة تعزيز استوديوهاتها بصحافة خبيرة بالعلاقات الاجتماعية والإعلامية والشؤون العربية والعالمية العامة – كما فعل حسنا زميلنا مشاري – بما يمكنهم من قدرة شد المشاهد وإجباره على فهم النص الكروي من زاوية أخرى وعدم إطفاء التلفاز بعد صافرة الحكم مباشرة.









