قضايا أصداء

طريق التجارة بين أوزبكستان وباكستان عبر أفغانستان خطوة هامة لتعزيز التكامل التجاري الإقليمي .. (تقـريـر)..

طريق التجارة بين أوزبكستان وباكستان عبر أفغانستان خطوة هامة لتعزيز التكامل التجاري الإقليمي .. (تقـريـر)..

 

كتـب : عـلي الحـسـني – أصــداء

 

في النصف الأول من عام 2020، بدأت أوزبكستان وباكستان في تنفيذ النقل التجاري عبر أفغانستان والذي يعتبر فصلًا جديدًا في التكامل الاقتصادي الإقليمي.

لقد تلقى المشروع دعمًا فنيًا وماليًا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وذكرت الوكالة إن المبادرة تهدف إلى “تعزيز التكامل التجاري والترابط في المنطقة” ، وبموجب المشروع ووفقًا لاتفاقية النقل البري الدولي، يسمح الاتفاق الجمركي للأطراف القيام ببعض عمليات الشحن ، وتزيل المعاهدة متعددة الأطراف الحاجة إلى دفع الرسوم الجمركية والضرائب.

علمًا بأن أفغانستان انضمت مرة أخرى إلى اتفاقية النقل البري الدولي في عام 2013 بعد تعليق دام 30 عامًا، ودخلت باكستان في المعاهدة في عام 2017.

كان التعاون في النقل والعبور موضوعًا خاصًا للنقاش بين شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان ، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عبر الاتصال المرئي خلال القمة الافتراضية والتي انعقدت بتاريخ 14 أبريل من العام الجاري وخلال هذا اللقاء ، تم التوصل إلى اتفاق لاتخاذ تدابير إضافية لتعزيز المشاريع ذات الأولوية في مجال اللوجستيات وتهيئة الظروف المواتية لزيادة التجارة وتعزيز التعاون الصناعي.

عبدالرزاق داوود، مستشار رئيس الوزراء الباكستاني لشؤون التجارة والاستثمار، يؤكد بأن المشروع التجريبي كان ناجحًا جدا ، وأضاف؛ أن “إسلام آباد تتوقع توقيع اتفاقيات عن التجارة التفضيلية في الشهور القادمة والتي قد تشمل خفض التعريفة الجمركية في التجارة مع أوزبكستان وأفغانستان”.

من جانبه أكّد وزير النقل الأوزبكي إلهام ماخكاموف أنه “من أجل مزامنة النصوص القانونية، وإنشاء أساس قانوني للتجارة والنقل والعبور ، تم الآن وضع مشروع اتفاق بشأن تجارة المرور العابر ، وأن تطوير صناعة النقل والعبور بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية باكستان الإسلامية يساهم حقا في خفض التكاليف وتسريع النقل”.

تسعى باكستان منذ سنوات للوصول إلى الأسواق في آسيا الوسطى الغنية بالموارد وذكرت وسائل الاعلام المحلية مرارًا ان اسلام اباد تريد استيراد المزيد من السلع الأوزبكية بما فيها الفحم والاسمدة والمنسوجات وتخطط شركتا النقل والإحالة “بيست ترانس بي في تي” (باكستان) و “أسعد ترانس” (أوزبكستان) لزيادة عدد المركبات التي تحمل بضائع إلى باكستان وأوزبكستان إلى 50 مركبة بحلول نهاية عام 2021.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصناعة والتجارة الباكستانية فؤاد أحمدى لمحطة راديو ليبرتي المحلية بأن طريق الشحن بين باكستان واوزبكستان سيسمح لأفغانستان بأن تصبح “مفترق طرق” للتجارة الاقليمية ، وقد وصف الرئيس الأفغاني أشرف غني مرارًا إمكانات بلاده بأنها “مركز للعلاقات الإقليمية”.

أوزبكستان التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى الشحن البحري ستكون من أكبر المستفيدين من نمو التجارة الإقليمية وقد سعت طشقند إلى توفير اتصال مباشر مع الموانئ البحرية في باكستان وإيران وفي فبراير 2020، وقّع كبار المسؤولين من أفغانستان وباكستان وأوزبكستان “خارطة الطريق” لبناء خط سكة حديدية يربط مزار الشريف – كابول – بيشاور.

كما وقّعت طشقند عدداً من الاتفاقيات مع جيرانها الجنوبيّين لتوسيع التجارة الاقليمية؛ وعلى الرغم من العقبات التي تعترض بسبب عدم الاستقرار في أفغانستان ، بالإضافة إلى الحالة الجغرافية السياسية في المنطقة ؛ فإن الطريق “أوزبكستان – باكستان” يعطي فرصة لجميع المشاركين في المشروع لتكثيف التجارة المتبادلة ، وسيعود المشروع بفوائد ملموسة على كل من باكستان ودول آسيا الوسطى ، بالإضافة إلى زيادة اهتمام البلدان المجاورة بإرساء الاستقرار في أفغانستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى