حرب المُسيّرات .. قراءتي السريعة لبعض ملفات المنطقة !!..
الكاتـب/ سمـير عـبـيد
محلل سياسي – العـراق
حرب المُسيّرات .. قراءتي السريعة لبعض ملفات المنطقة !!..
معسكر الإيمان ومعسكر الشيطان..
تماشياً مع ظروف الشهر الفضيل “رمضان المبارك” والتي يستغلها الناس الخيّرين للعبادات وتطهير النفوس من الذنوب والآثام والأخطاء ويمثل هؤلاء معسكر الايمان .. ويستغلها (الساسة، وتجار الشنطة، وزعماء المافيا وذريتهم من فئة 56، ولاعبي كرة قدم بالدّين) للصفقات والتحالفات الليلية الخبيثة والمُضرّة بالوطن والشعب والدين ويمثل هؤلاء معسكر الشيطان !!.
مع هكذا سباق وهكذا مؤامرات دون الخوف من الله لا يحتاج الموضوع الى تنظير طويل؛ بل يحتاج الى تحليلات خاطفة ومركزة لتعريف الرأي العام بما يدور حولنا !!.
أولاً : العراق..
بلد لن يعود للوراء، بل تعدى الاغلبية المطلقة للمراحل الخطيرة والمؤلمة والحزينة ولجميع المؤامرات التي خططت ضده، وبالتالي بات ضد الأزمات وضد الكوارث، أي باتت لدى العراق مناعة عالية للصدمات، ولم يبق لديه إلّا :
١- معركة شعبه مع (البنك الدولي) لمنع تنفيذ القوانين التي كتبها الحاكم الأميركي اليهودي بول بريمر، ويجب أن تتصدى لها النُّخَب والرجال الوطنيّين وإسقاطها، أي معركته بأن لا يُفرض عليه السيناريو في دولة تشيلي اللاتينية؛ بحيث يصبح الفلّاح العراقي أجيراً في أرضه مقابل راتب حماية له ولأولاده؛ لأن كل شيء في العراف سيصبح ملكاً للبنك الدولي، وهذا يعني ملكاً للرأس المال اليهودي !!.
٢- معركته ضد الفساد والفاسدين ولقد بدأت معالمها !!.
العراق اقترب من الخروج من عنق الزجاجة، ولكن قبل خروجه سوف يمر بخضّات سياسية واجتماعية وسوف يكون بطلها القضاء العراقي ضد الفساد والفاسدين، ويفترض بالجميع وبمقدمتهم الإعلام مساندة القضاء والحكومة في الاجراءات المقبلة.
٣- الإنفتاح الخليجي على العراق ليس منّةً منهم بل حاجة ماسة لهم في العراق؛ لأن العراق ماضٍ ليكون الحائط الصلب؛ وبالمقابل دول الخليج ماضية للدخول في مواسم الفوضى والأزمات ومهما صنعوا من مَصَدّات ضدها .. وليس لديها غير العراق لحماية ظهرها !!.
وهذه لعبة الزمان والوفاء التي لم يستعدوا لها عندما اعطوا ظهورهم للعراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن؛ بل شارك بعضهم في إيذاء العراق والعراقيّين، لا بل شاركوا في تهديد وجودي للعراق وأنهم وليس غيرهم من عزّز الطائفية في العراق كمثال لأفعالهم.
وبالتالي يجب تعليق العواطف القومجية، ويجب التعامل مع كل دولة على حدة وحسب مقدار إيذائها العراق، وعليها ضريبة أن تدفعها؛ فالعراق المُضَحّي أولا والمستفيد آخراً قد ولّى وبات عراقاً جديداً.
٤- وأخيراً لقد سقط مخطط تقسيم العراق بفضل بروز المحور الصيني الروسي وباتت الولايات المتحدة ورغم انفها تدافع عن وحدة العراق، لأن أي تقسيم للعراق سوف يضر بالمصالح الأميركية في المنطقة، وهنا سوف تسخن جبهة كردستان وصولاً للفوضى والمساومات !!.
ثانيا : السعودية..
السعودية ذاهبه بقدميها الى واقع مختلف؛ فالجبهة اليمنية لن ينتصروا بها إطلاقا بحيث حتى انفتاحهم على العراق لن يقلل من المخاطر القادمة لهم، وللأسباب التالية :
١- الوضع الجيوسياسي والأمني في السعودية سيصبح بيد واشنطن بنسبة ٩٠٪ لأن الولايات المتحدة باشرت منذ أشهر باحتلال ناعم للسعودية !!.
٢ -ستصبح قريباً جميع المنشآت النفطية والاقتصادية والمطارات والموانئ السعودية بيد واشنطن بنسبة ٩٠٪ !!.
٣- (هيئة البيعة) التي من اختصاصها اختيار الملك السعودي باتت أميركية، وهي التي سوف تهندس عملية التغيير القادمة في السعودية بعد رحيل الملك سلمان بن عبدالعزيز.. والقادم هو الملك (خالد بن سلمان بن عبد العزيز) وزير الدفاع الحالي، وولي عهده عمه أحمد ولن يكون لمحمد بن سلمان أي وجود وتأثير وهي شرارة الفوضى في السعودية وملامح التشظي !!.
٤- إيران سوف تلعب دوراً كبيراً في تحريك المنطقة الشرقية “الشيعية” لكي يغير شيعة السعودية من واقعهم ويكونوا شركاء في تركيبة الحكم الجديد في السعودية، وستكون إيران أباً روحياً لهم، وهذا لن يمر بسهولة وسوف يصطدم بمقاومة طائفية ومذهبية، وسوف يحدث تشظّي خطير داخل السعودية وهي بداية الفوضى !!.
وإن شيعة العراق لن يكون موقفهم الحياد في هذه المعركة بل سوف يتدخلون !!.
٥- وهذا ما دفع السعودية للاقتناع أخيراً بأن الحوار مع إيران هو الطريق الوحيد الذي يُهدّئ الجبهات في (اليمن والعراق وداخل السعودية)، ولقد أخذت سلطنة عُمان الضوء الأخضر السعودي في ترطيب الأجواء مع إيران؛ فوجدت مسقط أن جميع التقاربات السعودية الإيرانية تمر عبر العراق ولهذا حدثت مفاوضات سرية “سعودية ايرانية” في العراق في التاسع من نيسان ٢٠٢١، ونشرته صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية أخيراً !!.
والسبب لأن إيران ليس لديها استعداد ترك العراق للأميركيّين اطلاقا، وإن خرجت من العراق لن تترك السعودية سالمة من خلال استراتيجية (المقص) من جهة اليمن من خلال أنصار الله الحوثيّين، ومن جهة العراق من خلال الفصائل المقاومة العراقية التي هي حليفة لإيران !!.
وإن إطلاق المسيّرات ولأول مرة داخل العراق وضد أهداف في أربيل هي رسالة للسعودية والأميركيّين بأن لسيناريو المسيّرات اليمنية التي تدك السعودية هناك سيناريو شقيق له في العراق وأكثر قوةً ودقةً وانتقاءً للأهداف (وتخيّل لو انطلقت المسيّرات من اليمن والعراق معا باتجاه العمق السعودي .. ماذا سوف يحدث بالسعودية وللسعوديين) !!.
والحل المطروح هو :
هو نقل السيناريو اللبناني للعراق عندما تحالفت السعودية وإيران على إدارة لبنان لسنوات طويلة من خلال السفارتين الإيرانية والسعودية في لبنان وبإشراف المايسترو الأميركي، وكان أدق مفصل دور السفير الأميركي في لبنان فيلدمان والسفراء الذين جاءوا من بعده ومنهم ساترفيلد وجميعهم خدموا في السفارة الأميركية في العراق !!.
ثالثاً : الكويت..
١- دولة الكويت تقف على كف عفريت، وكان مقرراً أن يحدث فيها انقلاب؛ تزامناً مع الانقلاب في الأردن، ولكن الأمير الكويتي أجهضه مؤقتاً بمساعدة خارجية، ومثلما تم إجهاض سيناريو التغيير في الأردن بمساعدة خارجية، والانقلابَيْن وراءهما إسرائيل ومساعدة خليجية !!.
٢- والكويت لازالت في مرحلة الخطر وأنا على المستوى الشخصي كل ما أنهض صباحاً أتوقع أن أسمع انقلاباً أو فوضى عارمة في الكويت، وقبل أيام سارعت المخابرات المصرية والروسية معاً لمنع انقلاب كان جاهزاً، وهو الآخر في الكويت وإن التعاون مستمر بين مخابرات الدول الثلاث حتى الساعة !!.
٣- وأيضاً هناك طرف شيعي سوف لن يسكت من المساس به من جهة السلفيّين المتشدّدين وتنظيمات الإخوان في الكويت وسوف تستغلها إيران طبعاً كأب روحي للشيعة في الكويت؛ ناهيك أن شيعة الكويت يمتلكون أصولاً ماليةً وتنظيميةً كبيرةً وليسوا فقراء، وعلاقتهم بالقصر الأميركي جيدة، وعلى عكس السلفيّين والإخوان والمتطرفين الآخرين .. وهناك طرف متربص آخر وهو (العشائر الكويتية المتنافسة) فقسم منها مع أنظمة خليجية، وقسم آخر مع القصر الأميري الكويتي، وأخرى تحلم بالتقسيم؛ ناهيك أن هناك ملف جانبي وهو ملف البدون الذي سوف يكون له دور ما !!.
٤- وشيعة العراق هنا لن يكون موقفهم الحياد وهم يرون اضطهاد أشقائهم الشيعة في الكويت، وحينها سوف يكون هناك واقع خطير في المنطقة !!.
٥- العراق بشكل عام معنيٌّ جداً بالملف الكويتي، والبصرة معنيّة وبشكل خاص بالملف الكويتي، وبالتالي فالكويت والسعودية ليس لهما إلا العراق فهو الملاذ الآمن وهو وجهة اللجوء عند الشدائد والفوضى !! والسعودية بدأت تستوعب ذلك وتحركت، والكويت عليها رمي الأنَفَة الفارغة والهرولة الى العراق !!