بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

(قال أخرقتها لتغرق أهلها) ؟!!..

الكاتبة/ ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

مدربة معتمدة ومحاضرة في اكتشاف الذات

 

(قال أخرقتها لتغرق أهلها) ؟!!..

 

“في الظاهر ابتلاء، وفى الواقع فرج………”.

كم خرقت الأيام لنا من السفن، فاشتكينا وبكينا ولم نعلم حينها أن الله كان يُهيئنا لأمر عظيم، وأن الله قد نجانا من ضرر كبير.

لا يتركك الله في منتصف الطريق كما يفعل الآخرون، هو ينظر إليك من حيث لا تراه، يسيرك بحكمته التي قد لا ترضيك أحيانًا، حتى تدرك بعد حين أنها الفعلة الصائبة.

أدري يقينًا أن عبور تلك المحن على قلبك لم يكن سهلًا، ولكن ثق بالله أن الأيام الثقال ستصنع منك شخصًا لا يميل ولا ينكسر.

كونك مشتت الآن لا يعني أنك ستبقى مشتتًا للأبد في يوم ما تنظر للماضي، وتتساءل لما كنت قلقًا لهذه الدرجة؟!.

تعيش لتدرك أن أثقل القيود لم تصنع من الحديد، بل من العواطف والتوقعات والأفكار.

حين تفلت الخيوط من بين أيدينا وتتشابك، وتختلط البدايات مع النهايات.

حين نملك القدرة على الحركة ولا نجرؤ على التحرك ولو بضع خطوات.

حين يتحول حالنا من خفة الانطلاق والسعي؛ إلى ثقل الهم وسياج القلق.

توقف عن الإشفاق على ذاتك.

توقف عن التقليل من شأنك.

توقف عن التذمّر.

كن جبلًا لا ترهبك قوة الضربات، فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها.

إن المؤمن بالله حقًا لا يزال يطلب من الله حاجته، ولو كانت السنن الطبيعية كلها تعبر عن استحالة الوقوع.

على الأغلب لا يوجد سوء مطلق، التجارب التي تمر بها والصعوبات التي تعترض طريقك والأشخاص الذين تتعامل معهم، والصفقات الفاشلة، والتجارة غير الرابحة، وحتى الأماكن التي تزورها، حتمًا تحمل بين طياتها فوائد وعبر ومكاسب، قد تراها وقد لا تستطيع أن تراها وربما لا ترغب أن تراها ولكنها موجودة.

أنت الذي يقرأ كلماتي لا أعلم من أي أرض تقرأ كلماتي، ولا أعلم كم الحزن الذي يحتل قلبك، ولا أدري كم يحمل قلبك من تفاصيل تؤلمه، وطالما وصلت بالقراءة حتى هنا، فربما لامست كلماتي ثنايا قلبك التي تخفيها عن الخلق، اسمح لي أن أخبرك أنني على يقين أن الله خلق مع العسر يسرًا، ومع الألم حياة، ومع الحزن فرحًا.

إنهض اليوم..

هذه رسالة لقلبك الجميل، إبدأ من جديد واستعن بالله وافرح وكأنك تملك الكون بما فيه، فالله عند ظنك فيه.

أفراحك قادمة قريبًا..

أبشر..

تعليق واحد

اترك رداً على Prof. Mac Ebrahim إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى