في حوار مع أصــداء .. قنصل أوزبكستان في مسقط : الانتخابات الرئاسية في 24 أكتوبر المقبل وكافة الاستعدادات جاهزة..

القنصل بهـرام عـمروف :

* أوزبكستان احتفلت بعيد استقلالها الثلاثين محققة تنمية كبيرة في مختلف المجالات..

* العلاقات العمانية الأوزبكية وثيقة وتزداد رسوخاً وتحظى بدعم قيادتي البلدين..

أجـرى الحـوار : عـلـي الحـسـنـي

تصـويـر : عيـسى الرئيـسي

في 31 أغسطس 1991م أعلنت جمهورية أوزبكستان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي معلنة 1 سبتمبر عيد الاستقلال الوطني.

ويعد هذا العام 2021م عاماً مميزاً لأوزبكستان حيث تمر البلاد بمناسبتين وطنيّتين هما الاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على الاستقلال ، وأيضاً الانتخابات الرئاسية للفترة الثانية.

وبمناسبة عيد الاستقلال الثلاثين لجمهورية أوزبكستان يسر رئيس تحرير صحيفة أصــداء الإلكترونية والعاملين بها أن يتقدموا بخالص التهاني إلى حكومة وشعب أوزبكستان ، وأصدق الأمنيات للشعب الأوزبكي الصديق بمزيد من الرخاء والاستقرار واضطراد التقدم والنماء.

حول هاتين المناسبتين وما يمثلانه من أهمية للشعب الأوزبكي ، والعلاقات العمانية الأوزبكية كان لنا هذا الحوار مع القنصل في سفارة جمهورية أوزبكستان “بهـرام عُمروف” ، الذي حدثنا بداية عن الاحتفال بعيد الاستقلال الثلاثين لأوزبكستان.

بهرام عمروف : الحقيقة أن احتفالات عيد الاستقلال هذا العام شكلت أهمية كبيرة لأوزبكستان من حيث مرور 30 عاماً من الاستقلال والسيادة الوطنية ، وما شهدته الجمهورية من استقرار وتنمية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وأكد ذلك على قدرة أوزبكستان على التقدم والتطور من خلال استثمار ثرواتها البشرية والطبيعية.

وقد أقيم احتفال رسمي بعيد الاستقلال في العاصمة طشقند في 31 من أغسطس الماضي بحضور فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف الذي ألقى كلمة هنأ فيها الشعب بهذه المناسبة الوطنية ، حاثاً إياهم إلى استمرار التكاتف والتعاون والوئام بروح الشعب الواحد ، والعمل بهمة وعزيمة لا تتوقف من أجل أوزبكستان الحديثة والمتقدمة.

وتضمن الاحتفال على الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية والرقصات التقليدية الأوزبكية والألعاب النارية وغيرها من الفعاليات الاحتفالية الأخرى.

كما تضمن الاحتفال الرسمي بداية في صباح يوم الثلاثاء الموافق 31 أغسطس، حيث قام فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف بزيارة ميدان الشهداء في العاصمة ، وتليت الفاتحة وآيات من القرآن الكريم على أرواحهم.

ويحتل المجمع التذكاري ميدان الشهداء “Shagidlar hotirasi” (المترجم من اللغة الأوزبكية – “إحياءً لذكرى ضحايا القمع” في حقبة الاتحاد السوفيتي) يحتل مساحة شاسعة مقابل برج تلفزيون طشقند وهو ضمن منطقة ترفيهية في المتنزه على ضفاف نهر بوزسو ، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للنصب التذكاري 17 هكتاراً.

كما أقيمت في الأول من سبتمبر احتفالات كبيرة بمناسبة عيد الاستقلال في جميع الأقاليم والمحافظات الأوزبكية.

وتقام في الحدائق والمتنزهات والميادين العامة احتفالات شعبية بهذه المناسبة الوطنية ، ويقوم المواطنون بتنظيم الفعاليات الترفيهية المختلفة ، وتقديم الأكلات التي تشتهر بها أوزبكستان.

أصـــداء : متى تقام الانتخابات الرئاسية في أوزبكستان ؟ وكيف هي الاستعدادات لإجراء هذه الانتخابات ؟

بهرام عمروف : هذه الانتخابات التي ستجرى في 24 من أكتوبر القادم بناءً على قانون الانتخابات الجديد الذي وافق عليه البرلمان وصادق عليه الرئيس ، وهي الانتخابات الثانية في تاريخ أوزبكستان بعد الاستقلال ، وقد أجريت أول انتخابات رئاسية مبكرة في أوزبكستان في 4 ديسمبر 2016 ، بعد وفاة الرئيس الأول والمؤسس لأوزبكستان الحديثة إسلام كريموف في 2 سبتمبر 2016 ، حيث نص الدستور على إجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر من وفاة الرئيس ، وفاز شوكت ميرضيائيف الذي كان رئيساً مؤقتاً ؛ فاز في الانتخابات بنسبة قاربت 90% من الأصوات.

الحمد لله الاستعدادات تجري على ما يرام وبوتيرة متسارعة وبطريقة منظّمة سواءً في أوزبكستان وكذلك في سفاراتها وقنصلياتها في الخارج ، حيث تعقد اللجنة الانتخابية المركزية الأوزبكية اجتماعاتها بشكل دوري ومستمر ، وتم تسجيل الأحزاب المتنافسة ومرشحيها وهي على النحو الآتي :

شوكت ميرضيائيف الرئيس الحالي للبلاد من حركة رجال الأعمال (الحزب الديمقراطي الليبرالي لأوزبكستان).

بهرام عبدالحليموف نائب رئيس أكاديمية العلوم في أوزبكستان ، من (الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأوزبكي) “عدالة”.

مقصودة وارثوفا – نائبة رئيس لجنة حماية صحة المواطنين في الغرفة التشريعية في المجلس الأعلى ، من (الحزب الشعبي الديمقراطي الأوزبكي).

عليشير قادروف نائب رئيس الغرفة التشريعية في المجلس الأعلى – زعيم الفصيل في مجلس النواب بالبرلمان ، من (الحزب الديمقراطي) “ملي تيكلانيش”.

نرز الله ابلاهمرادوف رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس المركزي للحزب من (الحزب الإيكولوجي) “البيئة” في أوزبكستان.

وقد تم التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالانتخابات لحضور ومراقبة سير الانتخابات الرئاسية ، كما تم حتى الآن تسجيل 930 مندوباً لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية الانتخابات هذا العام في أوزبكستان.

أصــداء : ماذا عن استعداد سفارة أوزبكستان في مسقط لعملية إجراء الانتخابات الرئاسية لأفراد الجالية الأوزبكية في السلطنة ؟.

بهرام عمروف : الحقيقة أنه يتواجد في السلطنة جالية أوزبكية قليلة ، إلا أنها في ازدياد مستمر بحكم العلاقات الوطيدة والمتنامية بين سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان وخاصة بعد إعفاء مواطني البلدين من التأشيرات المسبقة ، والحقيقة أن أفراد الجالية الأوزبكية جميعهم يشعرون بالسعادة والراحة والأمان والاطمئنان لإقامتهم بالسلطنة نظراً لطيبة الشعب العماني وعاداته وقيمه العربية والإسلامية الأصيلة ، فالشعب العماني شعب كريم مضياف ، وشعب ودود ومسالم محب للآخرين ، بالإضافة إلى الأمن والاستقرار الذي تعيشه السلطنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

والسفارة ضمن استعداداتها فيما يتعلق بإجراء الانتخابات قامت بنشر الإعلانات والمنشورات الخاصة بموعد الانتخابات وأهميتها إلى كافة أفراد الجالية الأوزبكية المقيمة في السلطنة عبر مختلف الوسائل ، كما تقوم بالاتصال المباشر معهم على أرقام هواتفهم المسجلة لدى السفارة ومن خلال جهات عملهم هنا في السلطنة للتأكيد عليهم بموعد إجراء الانتخابات ، وأهمية حضورهم وممارسة حقهم الانتخابي.

أصــداء : ذكرت أن هنا في السلطنة جالية أوزبكية قليلة إلا أنها تشهد ازدياداً مستمراً .. هل لك أن تحدثنا عن هذه الجالية وطبيعة وجودها وعملها في السلطنة ؟.

بهرام عمروف : بعض أفراد الجالية الأوزبكية يقيمون هنا مع عائلاتهم ، ويعمل أفراد الجالية في مجالات مختلفة ، فمنهم مستثمرون ، ومنهم يعملون أطباء ، ومنهم مهندسون ، وآخرون محاضرون في القطاعين الحكومي والخاص.

وهناك العديد من المستثمرين الأوزبك الذين يرغبون الاستثمار في سلطنة عمان بالإضافة إلى السياح الذين يودّون زيارة السلطنة نظراً لموقعها الجغرافي المتميز المطل على بحار عدة تربطها بآسيا وأفريقيا ، إلى جانب ما تتمتع به من مقومات سياحية وموارد طبيعية وتاريخية وثقافية متنوعة إلا أن جائحة كورونا وقفت عائقاً أمام هؤلاء خلال الفترة الماضية ، ونتطلع خلال الفترة المقبلة إن شاء الله مع بَدْء عودة الأمور تدريجياً إلى طبيعتها أن يتم ذلك ، وأن نشهد تبادل الاستثمار وزيارة السياح بين البلدين.

أصــداء : في إطار العلاقات المتينة القائمة بين السلطنة وأوزبكستان هل من أنشطة وفعاليات قادمة سيتم تنفيذها قريباً ؟.

بهرام عمروف : العلاقات العمانية الأوزبكية علاقات وطيدة وتشهد تطوراً ونمواً مضطرداً ، وتحظى بدعم جلالة السلطان هيثم بن طارق وفخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف للوصول بها لأعلى مستويات التعاون والتنسيق في شتى المجالات.

وهذا العام نسعى لتنفيذ عدد من الفعاليات والأنشطة ، فهناك اجتماع للجنة العمانية الأوزبكية المشتركة يتم الإعداد لعقده خلال أكتوبر أو نوفمبر القادم ، لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك للبلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

كما نسعى خلال هذا العام – ونأمل التوفيق في ذلك – إلى عقد لقاءات مشتركة ومتبادلة بين البرلمانيّين في البلدين ، لتبادل الأفكار والخبرات في مجال العمل البرلماني .

معلومات مهـمة :

* جمهورية أوزبكستان هي دولة مستقلة ذات سيادة يبلغ عدد سكانها نحو 33 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة طشقند، وعملتها السوم الأوزبكي، واللغة الرسمية هي الأوزبكية، كما يجيد غالبية السكان اللغة الروسية.

* تقع جمهورية أوزبكستان في غرب قارة آسيا، في منطقة آسيا الوسطى التي تمتد من بحر قزوين في الغرب إلى الصين ومنغوليا في الشرق.

* تقدر مساحة جمهورية أوزبكستان بـحوالي 448 ألف كيلو متر مربع ، وهي دولة غير ساحلية مرتين ، فهي غير ساحلية ، والدول المحيطة بها أيضاً غير ساحلية ، تحدها كازاخستان من الشمال ومن الغرب ، وتركمانستان من الجنوب ، وقيرغيزستان وطاجيكستان من الشرق ، وكلها جمهوريات إسلامية.

* تضم جمهورية أوزبكستان جمهورية قراقل باك، كما تضم أقاليماً لها حكم ذاتي يبلغ عددها تسعة أقاليم؛ منها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام؛ كـ (بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم)، وقد قدمت هذه المناطق علماء أثّروا في التراث الإسلامي بجهدهم، كان منهم : الإمام البخاري ، والخوارزمي ، والبيروني ، والنَّسائي ، والزمخشري ، والترمذي وغيرهم العديد من أعلام التراث الإسلامي.

* بموجب القانون، يجب أن يتولى الرئيس منصبه في غضون شهرين من الإعلان الرسمي لنتائج التصويت.

* يتألف البرلمان من مجلسين :

1- مجلس الشيوخ (غرفة التمثيل الإقليمي)، ويضم 100 عضو يمثلون أقاليم ومحافظات الجمهورية.

2- المجلس التشريعي (الغرفة السفلى)، ويضم 150 نائباً يمثلون الأحزاب المعتمدة والمسجلة من قبل الحكومة.