حوارقضايا أصداء

“أصـــداء” تواصل انفرادها بإجراء الحوارات الرياضية الأسبوعية مع أساطير ونجوم كرة القدم الخليجية .. الحوار (6)..

حوار هذا الأسبوع مع نجم كرة القدم العمانية الأسبق النجم يونس أمان..

 

أجـرى الحـوار :

خمـيـس بن عـبيـد القـطـيـطـي

 

في سلسلة لقاءات أساطير كرة القدم الخليجية؛ معنا اليوم؛ نجم من الجيل الذهبي للمنتخب الأحمر العماني، ولاعب قيادي سجل تاريخاً مشرِّفاً في ذاكرة كرة القدم المحلية والخليجية، ولمع هذا الاسم في المنتخب الوطني العماني، ذكريات جميلة منذ بداية الثمانينيات، وما أجمل أن نستعيد تلك الذكريات مع أحد نجوم كرة القدم الكبار ونجم ناديي ظفار ومرباط الأسبق الذي شارك في بداية بطولات الأندية الخليجية، وكان للكابتن الكبير يونس أمان نصيبا من التألق في بطولات كأس الخليج العربي، كما ميز  بأهدافه الجميلة كرأس حربة لناديه الزعيم، وكذلك في بيته الثاني (العفاريت) نادي مرباط، وسجل أهدافا حاسمة، وكان أيضا نموذجا للنجم الخلوق داخل الملعب وخارجه، دعونا نقترب في هذه المحطة من النجم الرائع يونس أمان كأحد أهم أساطير الكرة الخليجية..

١. الكابتن الكبير يونس أمان نجم منتخبنا الوطني العماني الأسبق متابعي سلسلة أساطير نجوم كرة القدم الخليجية يرحبون بك في هذا اللقاء .. ونرجو التكرم بتقديم نبذة شخصية مبسطة كما نود التحدث عن البدايات كيف كانت ؟؟ وكيف تدرجت في كرة القدم حتى وصولك لتمثيل ناديي ظفار ومرباط ثم المنتخب الوطني العماني؟؟.

يونس أمان :

شكرا أخي خميس على هذا الحوار الطيب، وأنا سعيد أن أكون معكم في هذه السلسلة من الحوارات واللقاءات من أساطير الكرة الخليجية، وأرحب بكل المتابعين الأعزاء في خليجنا العزيز وضمن سلسلة أساطير نجوم الكرة الخليجية ويشرفني تواجدي معكم..

وإذا ما تحدثنا عن البدايات فأعتقد كل بدايات لاعبي كرة القدم ستكون قريبة من بعض، وأنا شخصيا قد تكون الأسرة لعبت دورا كبيرا في حياتي الرياضية فلقد نشأت في بيت أخوالي وكانوا يقطنون في صلالة الوسطى وهي معقل نادي ظفار، وخالي الكابتن زايد عوض كان لاعبا في بداية السبعينيات في نادي ظفار فتربيت في بيت هذه الأسرة الظفاروية المحبة والعاشقة للزعيم، وطبعا الحارات القريبة أيضا كان لها دور في عشقي لكرة القدم ثم يأتي دور المدرسة السعيدية بصلالة، وحينها كان مدرس التربية الرياضية مصري الجنسية واسمه (فوزي السقا) – أهتم بي كثيرا ووجهني للتدريب مع ناشئي ظفار – وهو شخصيا كان يدرب الفريق الأول بالنادي عام ١٩٧٥- ١٩٧٦م وحصل معه على أول بطولة تدخل خزينة الزعيم (ظفار) فلعبت لناشئي ظفار عام ١٩٧٧م وللفريق الأول عام ١٩٧٨م في دوري المناطق.

في موسم ٧٨/ ١٩٧٩م شاركت مع الفريق الأول لنادي ظفار في آخر دوري للمناطق بمشاركة ظفار والنصر والاتحاد ومرباط وسجلت ٤ أهداف وبناءً عليه جاء النصر وظفار في المركزين الأول والثاني والاتحاد ومرباط في المركزين الثالث والرابع وسمي هذا الدوري دوري (التصنيف) استعدادا لانطلاق أول دوري عام في السلطنة بمشاركة أبطال المناطق من موسم ٧٩/ ١٩٨٠م.

ولعبت لنادي ظفار الى نهاية موسم ٨٧/ ٨٨ وبعدها لعبت لنادي مرباط في موسم ٨٨/ ٨٩ الى موسم ٩٤/ ٩٥م..

أما بدايتي مع المنتخب فقد استدعيت لأول مرة من قبل المدرب الانجليزي جورج سميث عام ١٩٧٩م مدرب المنتخب في بطولة الخليج الخامسة ببغداد ١٩٧٩م وسافرت مع المنتخب الى معسكر ألمانيا، والحقيقة أن استدعائي للمنتخب لتشجيعي نظرا لصغر سني وحسب كلامه يتوقع أن هذا اللاعب سيصبح نجما كبيرا، وبعدها استدعيت من قبل المدرب التونسي المنصف المليتي استعدادا لدورة الخليج السادسة عام ١٩٨٢م في ابوظبي ولكن للأسف لم أتمكن من المشاركة بالدورة رغم جاهزيتي البدنية والفنية وذلك بسبب ظروف قاهرة، وهي مرض والدي في الهند (رحمه الله) .. لذلك لم أشارك في الدورة السادسة وشاركت بعدها بعامين في دورة الخليج السابعة بمسقط عام ١٩٨٤م وكذلك شاركت بالثامنة في البحرين عام ٨٦م والتاسعة في السعودية عام ١٩٨٨م ثم ابتعدت عن المنتخب بعد الدورة، وآخر مرة لعبت فيها للمنتخب كانت عام ١٩٩٣م عندما استدعاني حشمت مهاجراني للمشاركة في تصفيات كأس العالم عام ١٩٩٤م في مجموعة ضمت إيران وسوريا وعمان وتايبيه (تايوان) ولعبنا في ملعب أزادي في طهران ثم انتقلنا الى سوريا في ملعب العباسيين وتأهلت ايران عن هذه المجموعة ثم تأهلت الى كأس العالم عام ١٩٩٤م.

٢. النجم الخلوق أبو أمان لو تحدثنا عن الزعيم نادي ظفار لوقفنا احتراما لهذا النادي الذي لم يغب عن البطولات منذ بداية مشاركاته، بطولات كثيرة حققها نادي ظفار، لكن نود منك تذكير الجماهير بأهم إنجازات ظفار التي شارك بها يونس أمان على مستوى الدوري والكأس وبطولات مجلس التعاون الخليجي؟.

يونس أمان :

تمت الاجابة على السؤال خلال الحديث عن البدايات في السؤال الاول وكذلك سنمر على بعض التفاصيل في بقية المقابلة.

٣. الكابتن يونس أمان الجماهير الرياضية حفظت هذا الاسم جيدا من خلال بطولات الخليج التي تألقت فيها وخاصة بطولة الخليج السابعة في مسقط حدثنا عن بطولات الخليج التي شارك بها يونس أمان، ولا تنسى الجماهير أجمل أهدافك في مرمى المنتخب السعودي في السابعة، وكذلك هدفك في المرمى القطري في أول فوز يحققه الأحمر العماني في البطولة التاسعة بالرياض؟.

يونس أمان  :

شاركت في ٣ بطولات لكأس الخليج ٨٤ مسقط و٨٦ المنامة و٨٨ الرياض، سجلت أجمل أهداف الدورة في مسقط ٨٤م (خليجي٧) في مرمى المنتخب السعودي من ضربة حرة مباشرة على الطريقة البرازيلية، وبالفعل هدف جميل أعتز به كثيرا وعرفني على الجماهير الخليجية، كذلك في دورة الخليج التاسعة بالرياض ٨٨م سجلت هدف عزيز وغالي على نفسي في مرمى المنتخب القطري، وسجل المرحوم غلام خميس هدف ثاني، وفزنا على قطر وهو أول فوز عماني في دورات الخليج، وكانت فرحة عارمة للجماهير العمانية والتي خرجت للشوارع والساحات فرحة بهذا الانتصار، وبالفعل كان يوما جميلا لا يُنسى بكل تفاصيله وكلنا يعرف قيمة الفوز في دورات كأس الخليج.

٤. لنعود الى سلسلة الانجازات الشخصية للنجم يونس أمان منها هداف الدوري المحلي، وهداف عدة بطولات لكأس جلالة السلطان، وهداف بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي بالرياض، وهداف العرب، ماذا تمثل هذه الألقاب للكابتن يونس أمان ؟، وهل هناك ألقاب أخرى أطلقتها عليك الصحافة والإعلام؟.

يونس أمان :

الألقاب الشخصية مهمة في حياة اللاعب بالإضافة الى الألقاب الجماعية، وأنا شخصيا حققت عدة ألقاب كهداف للدوري، وهداف الكأس، وهداف كأس الاتحاد العماني مع نادي مرباط ٨٨/ ٨٩م، وهداف بطولة أندية مجلس التعاون مع نادي ظفار عام ١٩٨٦م بالرياض، وهداف العرب في موسم ٨٦/ ٨٧م مع نادي ظفار، وهداف دوري الدرجة الاولى مع مرباط مرتين ٨٨/ ٨٩م و ٨٩/ ٩٠م، وهداف الدوري عام ٨١/ ٨٢م و ٨٢/ ٨٣م و ٨٦/ ٨٧م، وسجلت في حياتي الرياضية ما يقارب (٣٠٠) هدف وأعتز بأهدافي وإنجازاتي الشخصية والجماعية مع نادي ظفار (الزعيم)، وكذلك مع العفاريت نادي مرباط؛ فلقد حصلت معهم  كأس الاتحاد العماني ١٩٨٩م، ولقب الهداف، ووصيف كأس جلالة السلطان بعد نادي فنجا عام ١٩٨م، ووصيف الدوري عام ٩٢/ ١٩٩٣م، وشاركت مع مرباط في كأس الكؤوس الآسيوية ضد النادي القطري عام ١٩٩٣م.

٥. لنتوقف قليلا مع بطولة مجلس التعاون الخليجي الرابعة بالرياض عام ١٩٨٦م التي احرز فيها نادي ظفار المركز الثالث كأبرز إنجاز عماني في ذلك الوقت وحصولك على لقب الهداف والعروض التي انهالت على يونس أمان وكذلك حدثنا عن البطولة والاندية الخليجية المشاركة؟.

يونس أمان :

بطولة الأندية أبطال مجلس التعاون الخليجي (الرياض ١٩٨٦) الرابعة كانت تضم الهلال السعودي والعربي القطري وظفار العماني والعربي الكويتي والنصر الإماراتي والبحرين البحريني، وقد أقيمت البطولة في ضيافة نادي الهلال وهي مجمعة لأول مرة، ولعبنا البطولة على استاد الملز بالرياض، والحضور الجماهيري كامل العدد بمعدل ٣٥ ألف متفرج رغم ان الاجواء ماطرة خلال الدورة، وقد اقيمت البطولة في ابريل ١٩٨٦م بعد كاس الخليج الثامنة في البحرين التي اقيمت في مارس.

الحقيقة لا استطيع وصف هذه البطولة لأنها ليست بطولة انما عرس كروي خليجي للأندية فاق التوقعات والتكهنات ولا زال صداها الى اليوم رغم مرور السنين، وكانت مباراتنا الاولى مع نجوم العربي الكويتي بطل الدورة الاولى المدجج بالنجوم من ابطال آسيا والمشاركين في كأس العالم ١٩٨٢م واولمبياد موسكو، أما نادي ظفار فكان يضم ٦ من لاعبي المنتخب افضل حارس بالبطولة الكابتن حامد عبدالرزاق، وسعيد مبارك وسعيد فارح السيم وعبدالسلام عبدالرزاق وجابر عبدربه والترشيحات في مباراة العربي كانت تصب لصالح العربي ولكن ابناء الزعيم قلبوا التوقعات وفزنا على العربي الكويتي٤ مقابل هدفين سجلت أول هدفين؛ الأول كان الأسرع في البطولة، والثاني من ضربة جزاء، وسجل رشيد جابر الهدف الثالث والهدف الرابع سجله ايضا الكابتن رشيد جابر؛ اما هدفي العربي فقد سجلهما صباح عبدالله وكانت اكبر المفاجآت حسب الاعلام والصحافة وكان هذا الفوز أول فوز عماني يسجل على الكرة الكويتية.

في نهاية البطولة جاء الهلال في المركز الاول والعربي القطري المركز الثاني وظفار العماني المركز الثالث والميدالية البرونزية وحصلت على لقب هداف البطولة وحصل حامد عبدالرزاق على افضل حارس وجاء الكابتن صالح النعيمة كأفضل لاعب بالبطولة وهذه الذكرى تذكرني بأجمل الأيام.

٦. ممكن تعطينا كلمة السر في تألق الزعيم نادي ظفار طوال العقود الماضية ولم يغب عن البطولات .. أنت هنا طبعا لا تبيح سرا، ولكنك تقدم الزعيم كنموذج نأمل من انديتنا أن تحذو حذوه؟.

يونس أمان :

كلمة السر في تألق ظفار طوال العقود الماضية باختصار هي روح الأسرة الواحدة، ودائما فيها كبير العائلة وهو معالي الشيخ عبدالعزيز الرواس الرئيس الفخري للنادي وكذلك التكاتف والتلاحم بين رجال الزعيم والروح العالية التي يلعب بها اللاعبون لحصد كل البطولات التي يشاركون فيها على مستوى المراحل السنية أو الكبار، بالإضافة الى توالي عدد من الرؤساء الذين يحظون دائما بالاحترام، ويقودون السفينة الظفراوية بكل اقتدار، والأطقم الادارية التي تعمل بكل اخلاص ولا ننسى القاعدة الجماهيرية الكبيرة للزعيم فهم السند للنادي .

٧. ما هي أصعب المواقف التي واجهت يونس أمان خلال مشواره الرياضي؟ وكذلك ما اصعب اصابة تعرضت لها خلال تاريخك في الملاعب؟.

يونس أمان :

أصعب المواقف التي صادفتها هي أن والدي – رحمه الله منعني من اللعب والمشاركة مع نادي ظفار موسم ٧٩/٨٠ وفعلا لم أشارك في بداية الدوري، ولكنه في الاخير تنازل عن هذا القرار بعد محاولات الشيخ سيف بن حفيظ الرواس رئيس النادي وبعض رجال الزعيم في ذلك الوقت أذكر منهم المرحوم عمر بن عوض الرواس والشيخ مبروك الرواس أبو عادل – رحمه الله، وكذلك كان للوالدة والوالد والعم عبدربه جمعان أبو الكابتن مطر – رحمه الله.

أما عن الإصابات فهي كثيرة ولكن اصابتي في الركبة بالغضروف هي الأصعب وذلك في تدريبات المنتخب عام ١٩٨٣م وكنا نستعد لكأس فلسطين للشباب في المغرب عام ١٩٨٣ في اغسطس، وأجريت عملية الغضروف وعدت للملاعب وشاركت في دورة الخليج في مارس ١٩٨٤م في مسقط ولعبت الافتتاح ولم أكن في كامل جاهزيتي البدنية، والحمد لله كانت لي بصمة بتسجيل الهدف الأشهر في مرمى المنتخب السعودي.

٨. منتخبنا العماني ومنذ دورة كأس الخليج السادسة كان يضم نخبة من النجوم أمثال غلام خميس وحمتوت جمعان وناصر حمدان ومحمد جمعه وغيرهم من النجوم ونحن تابعنا المنتخب وقدم مباريات رائعة؛ لكن متلازمة المركز الأخير كانت قدر الأحمر العماني وبعد هذا الجيل جاء جيل آخر ولم يحقق البطولة حتى الجيل الثالث الذي تمكن من تحقيق لقب البطولة .. ماذا كان ينقص المنتخب العماني لتحقيق مركز متقدم رغم النجوم والمستوى الجميل الذي يقدمه في بعض المباريات؟!.

يونس أمان :

الكرة العمانية أنجبت العديد من النجوم والأسماء التي تتمتع بالموهبة والفنيات العالية سواءً الجيل الأول جيل السبعينيات أو جيلنا جيل الثمانينات أو جيل التسعينات والألفية، ولكن الكرة العمانية ظروفها مختلفة عن أقرانها في دول الخليج، فمعظم الرعيل الأول كان خارج البلاد قبل السبعين وقبل النهضة المباركة وعندما أتى المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس الى الحكم وعاد اللاعبون فشارك معظم اللاعبون في خليجي ٣ في الكويت عام ١٩٧٤م، وخليجي ٤ في قطر عام ١٩٧٦م، وفي العراق عام ١٩٧٩ الدورة الخامسة، وكانت المنتخبات الخليجية تسبقهم بمراحل، ورغم ذلك قدموا مستويات جيدة، وهناك أسماء لا زلنا نذكرها الى الآن إلا أن الفوارق كانت كبيرة في مختلف المعطيات التي تبني المنتخب، فمنتخبات الكويت والعراق والسعودية والبحرين وقطر – كانوا أكثر تأهيلا واهتماما، ومع ذلك لاعبي منتخبنا كانوا يملكون الروح والعزيمة لاختصار المسافات وكل عمليات البناء التراكمية تحسنت وتطورت مع الوقت، لذلك فقد أتى الجيل الآخر وقد كان أكثر حظا من الأجيال السابقة، ولكن بعض منتخبات الخليج بدأت تفكر منذ ذلك الوقت بالوصول الى المونديال العالمي والفوز بكأس آسيا.

في البدايات كان في عمان ملعب معشب واحد فقط هو استاد الشرطة حتى الأعوام ٨٢/ ١٩٨٣م بعدها تم إنشاء ثلاثة ملاعب معشبة لاستضافة بطولة كأس الخليج العربية السابعة بمسقط عام ١٩٨٤م، وهذه الملاعب هي ملعب بيت الفلج والمعلمين وملعب النادي الأهلي بدارسيت، ولكن مع هذه الظروف كنا مؤمنين بأن أبناءنا والأجيال القادمة في عمان ستحرز بطولة الخليج، وهذا ما حدث في مسقط ٢٠٠٩م، وفي الكويت ٢٠١٨م، وستتوالى الإنجازات مع الاهتمام والتخطيط السليم في المستقبل.

٩. نود أن نوغل في الذاكرة حول بعض الذكريات العالقة حتى اليوم؟.

يونس أمان :

من الذكريات الجميلة التي تحضرني التجمعات والجلسات في دورات الخليج، وفي فندق إقامة الوفود؛ حيث كان الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد والشيخ عيسى بن راشد – الله يرحمهم،  وكثير من الوفود، ويتم التحدي والتشجيع والروح الطيبة، وكنا في كثير من المرات نتجمع عندهم وكانت الروح العائلية والأخوية هي التي يصدرونها لأبنائهم الخليجيين من اللاعبين والإعلاميين والإداريين وكل من يتابع دورات الخليج .. هذه الجلسات في البهو لا يمكن أن تُنْسى.

١٠. ما أجمل تلك الذكريات في بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم عندما يصطف الفريقان وينشد النجوم السلام الوطني لكل دولة، والتمثيل المشرف في عصر يمكن تسميته عصر النجوم .. ممكن تحدثنا عن بطولات الخليج ماذا تعنيه لمنتخباتنا الخليجية وما تمثله لشعوب منطقة الخليج؟.

يونس أمان :

نعم المشاركة في دورات الخليج لها وقع جميل على نفس كل لاعب يشارك فيها، وعند عزف النشيد الوطني للدولة يشعر اللاعب بشعور غريب؛ يشعر بالمسؤولية والحماس وزيادة التركيز، ويسعى كل فرد بتقديم كل ما يستطيع ليفرح أبناء بلده.

كأس الخليج بالنسبة للاعبي الخليج وشعوبهم تعتبر كأنها كأس العالم،

ودائما ما تسعى القيادات في كل الدول المشاركة على استمرار هذه البطولة لما لها من أهمية في نفوس الشعوب الخليجية، وخير دليل على كلامي هو إصرار دول الخليج على استمرار البطولة في العراق متحدّين كل الظروف التي تعترض إقامة هذه البطولة، وتمنياتي أن يساعد الجميع في إنجاح هذه البطولة في البصرة ٢٠٢٣م.

١١. لو كنت مدربا للأحمر العماني وطلب منك اختيار التشكيلة الأساسية لمنتخبنا العماني في الثمانينيات .. أرجو منك وضع تشكيلة للمنتخب؟.

يونس أمان :

السؤال صعب ومحرج؛ لكن دعني أستحضر الأسماء في رأسي الآن ، مع الاعتذار للكباتن اللي ما ذكرتهم وبالتأكيد كثير:

سليمان خايف ويوسف عبيد وحامد عبدالرزاق وسبيت عوض ومحمد جمعة وجمعه حبيب وعبد الله حمود وعلى شمبيه وإبراهيم هيكل وأحمد خميس وأحمد ثابت وطالب هلال وغلام خميس وحمتوت جمعان وسالم قصبوب ودرويش أحمد وناصر حمدان وسعيد فرج وهلال حميد وإبراهيم رمضان وعلي شويرد وهديب خميس وحسين حسن ورجب نصيب وعوض جمعان وأحمد سعيد وخميس مرزوق وسعيد فايل وخميس عبيد وناصر فايل وفرج فريش .. اسمحوا لي أسفرهم في معسكر – رحم الله من غادر الدنيا.

١٢. النجم يونس أمان ارتديت شارة الكابتن كقائد للزعيم وكذلك لمنتخبنا الأحمر العماني، والمعروف عنك لاعب قيادي؛ هل تسبب لك القيادة حمل أعباء داخل الملعب تقلل من إبراز مستواك ؟ وما هي مواصفات القائد داخل الملعب ؟ وهل لديك ذكريات تتعلق بقيادة الزعيم أو المنتخب؟.

يونس أمان :

نعم ارتديت شارة القيادة في ظفار ومرباط ومنتخب الشباب والمنتخب الأول وهي لا تعني أنك الأفضل والأحسن، ولم أبحث عنها أبداً؛ في ظفار استلمت الشارة من قائد الفريق سالم فريجون وهو الكابتن لا أعرف كيف !!، ولكن هذه الروح في الزعيم الظفراوي؛ فالقيادة نعم مسؤولية خارج الملعب أكثر منها داخل الملعب، ولكن عليك إجماع وقبول من نجوم الفريق وخاصة اللاعبين اللي هم أقدم منك.

واستلمت قيادة فريق مرباط واستلمتها من مسعود عامر وهو أحد كباتن مرباط .. الله يرحمه، ولكن قيادتي للمنتخب في آخر مرة مع الكابتن مهاجراني ١٩٩٣ في تصفيات كأس العالم ١٩٩٤م في إيران وسوريا؛ فكانت بأمر المدرب مهاجراني، وكانت الأصعب لأني أتعامل مع مجموعة جديدة علي، وأنا ابتعدت فتره ليست بالقصيرة عن المنتخب.

ولم أفهم إصرار الكابتن مهاجراني على وجودي مع المنتخب إلا بعد أن لعبنا في إيران.

وأعتقد حسب رأيي الشخصي ولا يعمم أن القيادة أو الكباتنة تتطلب القبول من الجميع، وأن يهتم الكابتن بزملائه، ويهتم لمصلحتهم داخل وخارج الملعب، وأن يتصف بالهدوء، وأن يكون مقنعا ومحترما، وأن يكون قوي الشخصية، والأهم أن يساعد المدرب في التذكير والتنبيه بالكثير من الجوانب التكتيكية داخل الملعب، وأن يتصف بالذكاء، وأن يكون على خلق، وأن يحترم المنافسين والحكام والجماهير.

١٣. هل شاركت في مباريات اعتزال نجوم الكرة في الخليج أو منتخبات خليجية في مناسبات سابقة؟.

يونس أمان :

نعم شاركت في مناسبات كثيره منها : اعتزال جوهرة الخليج ونجم المنتخب السعودي ونادي القادسية السعودي الأخ الكابتن سعود جاسم بمشاركة نجوم الكرة العربية والخليجية ١٩٨٦م، وشاركت منتخب العرب في افتتاح منشآت نادي قطر، ولعبنا مباراة ضد بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا ١٩٨٨م، وشاركت في اليوم الأولمبي العربي الأول في القاهرة، ومباراة عرب آسيا وعرب أفريقيا ١٩٨٩.

وكان يدرب عرب آسيا الكابتن الكبير خليل الزياني والحمد لله لا زلت احتفظ بعلاقات كثيرة مع زملائي وإخواني من الخليج والعرب، ولازلنا متواصلين ولله الحمد، وهذا مكسبنا الكبير من الرياضة وكرة القدم، كذلك شاركت في مناسبات رياضية كثيرة في السلطنة.

١٤. استمرار العمل الرياضي يمثل أهمية لأبناء اللعبة ومن يفهم التجربة يحقق النجاح دائما.

ما هي أبرز المهام التي توليتها في المجال الإداري والفني بعد اعتزالك كرة القدم كلاعب؟.

يونس أمان :

قبل اعتزالي وبعد اعتزالي عملت في التدريب فدربت ناشئي مرباط، وكذلك الفريق الأول، كما دربت الفريق الأول بنادي ظفار، وأيضا دربت الفريق الاول بنادي الاتحاد، وفريق نادي صلالة (الهلال سابقا)، وعلى المستوى الإداري مديرا للمنتخب الأول مع الكابتن محمود الجوهري رحمه الله في خليجي١٣ في مسقط، وعملت رئيسا لجهاز الكرة في نادي ظفار ١٩٩٩م، وعملت عضوا في اللجنة الرياضية لمهرجان خريف صلاله من ٢٠٠٠ إلى ٢٠١٠م كنت أعمل في وزارة الثقافة والرياضة والشباب من ١٩٨٢ وحتى ٢٠١١، والآن عضو اللجنة الرياضية بنادي ظفار والمستشار الفني للنادي.

١٥. حدثنا عن المنتخب العماني في الأجيال الثلاثة التي مرت على المنتخب؛ جيل الثمانينيات، وجيل التسعينيات، وجيل الألفية ؟ وماذا يعني لك وجود غلام خميس – رحمه الله – وحمتوت جمعان وناصر حمدان وبقية النجوم الآخرين إلى جانبك بالمستطيل الأخضر؟.

يونس أمان :

جيل الثمانينيات والتسعينيات ظروفهم متقاربه ومشاركتهم في المناسبات والدورات كانت قليلة، وكانت الأهمية الأولى دورات الخليج، والفرق الخليجية كانت الأعلى كعبا من منتخبنا، ولكن النتائج والمستويات الفنية بدت تتقارب وظهرت نجوم كثيرة من السلطنة وأسماء بدأت تقول كلمتها مثل غلام وحمتوت وناصر ويوسف عبيد ومطر خليفه وعلي شمبيه وإبراهيم رمضان ودرويش أحمد وخلفان زايد والطيب عبد النور ومحمد خميس ونبيل مبارك وسليمان المر وسعيد الفارسي ويونس عيد وعبدالله حمدان وجابر عبدربه وعلي الحضري وكثير من الأسماء الجميلة. 

أما جيل الألفية فكان الأكثر حظا للمشاركات والمباريات الكثيرة، ومع تساوي الكفة مع المنتخبات الخليجية والانفتاح على الاحتراف واكتساب الخبرة من اللعب في الدوريات الخليجية؛ فظهرت النجوم بقوة، وواكبتها النتائج الجيدة وثلاث نهائي لكأس الخليج ١٧ و١٨ والفوز بخليجي ١٩ في مسقط، والفوز أيضا بخليجي ٢٣ عام ٢٠١٨م في الكويت ، والقادم أجمل وأفضل، وأبناءنا فيهم الخير، وننتظر منهم الكثير إن شاء الله.

١٦. هل من كلمة أخيرة تود إضافتها في هذا الحوار أستاذ يونس؟.

يونس أمان :

نعم هم كلمتان :

الأولى .. شكراً لجماهير ظفار (الزعيم)، وكذلك شكراً لجماهير نادي مرباط (العفاريت)، وشكراً لكل جماهير السلطنة والخليج على مساندتهم وتشجيعهم طوال الفترة التي قضيتها في الملاعب.

الثانية .. كنت أتمنى اللعب في العراق وأمام الجماهير العراقية المحبة والعاشقة لكرة، وأرجو أن نكون في العراق في البصرة في دورة الخليج القادمة ٢٠٢٣م، وإن شاء الله البطولة ناجحة وموفقة.

المـواد الفـنـيـة :

https://youtu.be/fchBTLDF2CM

يونس أمان اسم لامع في كأس جلالة السلطان

https://youtube.com/watch?v=v2_uS6OVrrI&feature=share

أهداف الزعيم في بطولة الخليج واول إنجاز عماني

https://youtu.be/4x46s3O1kfs

يونس أمان يتحدث عن الذكريات

https://youtu.be/BQOnJykvQqE

المسلسل الرياضي “الأبطال” الحلقة ٢٤

https://youtu.be/Ax4aXqJiyOM

اعتزال الكابتن يونس أمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى