أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

سَعادةُ السَّفيرِ والمناسباتُ الاجتماعيَّةُ..

عصام بن محمود الرئيسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت المؤسسي

 

سَعادةُ السَّفيرِ والمناسباتُ الاجتماعيَّةُ..

 

لَقَبُ (سعادة) هو لفظ يُخاطبُ ويُشارُ به إلى السفراء وإلى النُّوَّاب في المجالس البرلمانية بشكل عام ، وأصحاب بعض المناصب في الدولة من مستشارين ووكلاء وغيرهم ، وسنركز حديثنا في مقالنا اليوم على مهنة السفير المُعْتَمَد خارج الدولة ؛ حيث يرى البعض في هذه المهنة بأنها مهنةٌ حضور المناسبات الرسمية والاجتماعيَّة في البلد المضيف ؛ لهذا يفسرها البعض بأنها مهنة الأحلام والتي يتمناها العديد من الأشخاص ، وهي من أكثر المهن متعة بما تتصف بها من تواصل دائم مع الآخرين ، إلا أن مهنة السفير أكبر من ذلك بكثير ؛ فهي من المهن الدبلوماسية الشاقّة ويتحمل من يمتهنها أعباءً جسامًا ، وهي ليست مجرد حضور مناسبات كما يعتقد البعض ؛ فالسفير يمثل دولة بأكملها بما تحتويه من عدد سكان وثقافة وتاريخ عريق ومجتمع له خصائصه وسماته التي يعتز بها أينما حلَّ ، وأي سلوك خاطئ من السفير يبدر منه فهو بمكانة تشويه سمعة بلد بأكمله ، وأي تصرف دبلوماسي خاطئ منه قد تسوء علاقات بين الدول في جميع الجوانب بسبب ذلك.

لهذا فإنَّ السفيرَ في أي بلد عليه أن يكون شخصية اجتماعيّة دبلوماسيّة في التعامل مع الغير ، وأن يتعرف على أشخاص جدد ، وخاصة عند حضوره المناسبات الرسمية لهم القدرة على مساعدته على تأدية مهامه في كل الأوقات ، وأن يكون في أفضل حالاته من النشاط والهمة ؛ مهما مرّ بظروف اجتماعيّة أو أي ضغوطات في العمل لكي يكون قادرا أنْ ينقل الصورة المناسبة عن بلده ، وأنْ يحاور الناس بطريقة دبلوماسية ، ويكون قادرا على التعامل ومناقشة مختلف أنماط الشخصيات مهما اختلفت طباعهم وتخصصاتهم ومهنهم.

ومن أهم الصفات والمهارات التي يجب أنْ يتمتع بها السفير لكي يصل إلى مرحلة متقدمة في عمله ما يلي :

أن يتمتع بأخلاق عالية وسلوك راقٍ في التعامل مع الغير ؛ حيث يعتبر ذلك مرآة لبلده.

المشاركة الفاعلة وحضور المناسبات التي يُدعى إليها وعدم الاعتذار عن قبول تلك الدعوات إلا في ظروف قاهرة ، أو لأسباب خاصة يقدرها بطريقة حكيمة.

السفير يعبر عن مصالح بلده في المقام الأول دون المَساسِ بمصالح الدولة المُوفَد إليها ، بل بجب أنْ يقوِّيَ الترابط بين البلدين بكل الطرق الدبلوماسية.

القدرة على التحليل المنطقي بكل شفافية ومصداقية في مشاهداته.

العمل على بقاء العَلاقات بين بلده والبلد المضيف قائمة على المحبة والاحترام المتبادل.

يجب أن يتمتع السفير بخبرة عملية ثريّة في الجوانب المتعلقة بالشؤون الخارجية.

مهارات الاتصال الفعَّال والتعامل الدبلوماسيّ مع الآخرين من المهارات المهمة التي يجب أنْ يمتلكها السفير ، بما في ذلك الاستخدام الفعّال للغة والتعبيرات المكتوبة والمنطوقة ، والتواصل مع الجميع بقلب صادق وعقل مفتوح.

يجب أنْ يحرص السفير على التعلم ونقل تجارب الدول الأخرى لبلاده ؛ فهو يرتبط ارتباطا وثيقا بدبلوماسية التنمية الشاملة بالبلاد على الرغم من بعده إداريًّا عن وطنه.

الأمانة والصدق صفتان مهمتان للسفير وخاصة في نقل وجهات النظر بدقة وموضوعية ، وأيضا صفة الكرم في الضيافة والتعامل مع المجتمع وقواه السياسية بمختلف أطيافها أو مع الزائرين من بلاده.

بما أنَّ السفير مسؤولٌ عن موظفي السفارة بكل أقسامها ، لهذا يجب أن يكون لديه القدرة على إدارة أقسام السفارة بكل اقتدار.

وعلى الخير نلتقي ، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى