أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

استثمار الأراضي الصحراوية الشاسعة ألم يحن موعده ؟!!..

عـلـي بن ناصـر الحضـرمي

 

ناقوس الخطر يدق (3) ..

استثمار الأراضي الصحراوية الشاسعة ألم يحن موعده ؟!!..

 

إن المتابع لأحوال الأمم والشعوب ليلحظ تغيرات جذرية تتوالى هنا وهناك، تتسارع وتيرتها وكأننا في سباق مع الزمن، فمن أراد البقاء فعليه بالابتكار وإيجاد الحلول لكل ما يواجهه من عقبات ومشكلات وتحديات.

ومن المشاكل التي تعاني منها معظم دول العالم التغذية، وإيجاد منافذ محلية تفي بحاجة الشعب ومتطلباته، وتسد أبواب معاناته، ومن منا لا يحتاج إلى غذاء صحي يعينه على العيش والبقاء لإعمار الأرض، والإسهام في دورة الحياة بكل حيوية ونشاط وصحة واتزان.

ومن هذا المنطلق بحث الإنسان في حلول جذرية ليسد هذه الحاجة الضرورية للحياة، والعيش بصحة وسلام، فأوجد البدائل والحلول التي تعينه على ذلك، ونحن نعيش عصر التقنية والتطور ليس لدينا عذر نقنع به أجيالنا القادمة، وحجة تشفع لنا إن لم نوفر لشعوبنا لقمة العيش الصحية دون انتطارها من الآخرين، وعلينا تقبلها بخيرها وشرها، ومن هذه الحلول استخدام تقنيات الري الحديثة في زراعة مسطحات زراعية هائلة، وصحراؤنا مترامية الأطراف وليست أسوأ من صحاري الغير التي تحولت إلى مروج خضراء ذات نفع لكل ما يدب على هذه الأرض من إنسان وحيوان وطير وحشرات، ما علينا هو فقط فتح المجال لاستثمار هذه الأراضي الشاسعة، واستغلالها فيما يعود بالنفع على الوطن والمواطن والفرد ذاته، كيف لا ومن إنتاج الأرض ينتعش الاقتصاد وتقل البطالة، وتكتفي البلد من الخضار والفاكهة التي يتم زراعتها وفق طرق الري الحديثة، وعلى مستويات علمية عالية لإنتاج محاصيل صحية بعيدا عن الملوثات الكيماوية وغيرها، فما على الدولة سوى تحديد أماكن ذات تربة خصبة قابلة للزراعة، ومساعدة المستثمرين من أبناء البلد في توفير بعض المستلزمات على الأقل في بداية الأمر، أو توفيرها مقابل مبلغ رمزي أو بالتقسيط، مما يعين الباحث عن عمل في إيجاد وسيلة تدر عليه دخلاً بدلاً من بقائه عاطلاً غير منتج، كما يتاح المجال لكل من يرغب في استغلال الأرض من أبناء الشعب، ويا حبذا لو تم تخصيص منتجات بعينها أو محاصيل بعينها ذات عائد مادي، ومرغوبة في السوق، وقد يتجاوز الأمر إلى التصدير خارج السلطنة.

ولدينا تجارب ناجحة في زراعة البطيخ (الجح) والتين والفراولة والقمح والزيتون وغيرها من المنتجات التي لاقت قبولاً في السوق المحلي واستفاد من خيراتها المزارع والمستهلك على حد سواء، ويمكن البناء عليها، ودراسة هذه التجارب للوقوف على سلبياتها، وإيجاد الحلول لها، وتعظيم إيجابياتها لتصبح منافساً قوياً للمنتجات الخارجية، وربما سيطرت على السوق وتحَقَّق لدينا الاكتفاء الذاتي بعون الله، فبالهمم العالية، والتعاون المثمر تتحقق الطموحات، وتذلل الصعوبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى