أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الأنفاق والجسور لخدمة المشاة !..

حمـد بن سالـم العـلـوي*

 

الأنفاق والجسور لخدمة المشاة !..

 

الأنفاق والجسور تحمي – ولا شك – من حوادث الدَّهس المميتة، والإنسان في حاجة ماسة للانتقال من جهة إلى أخرى، في الأماكن التي تقطعها مسارات سريعة للطرق، فلا يستطيع أن يعبر من خلال الشوارع الرئيسة، وذلك بسبب الكثافة المرورية في الطرق ذات السرعات العالية، فأما أن ينتظر لوقت طويل حتى تنقطع الحركة، أو تخف السيارات العابرة للطريق، وأما أن يغامر ويعبر ركضاً إلى الجهة الأخرى، وليس كل الناس تتأتى لهم هذه المقدرة، أو أن يركب سيارة أجرة تنقله من طرف إلى آخر، وهذه ستكلفه مبالغ فوق طاقته، لأن من هم محتاجين إلى عبور الطريق على هذا النحو، فإنهم من الأشخاص الذين ليس بمقدورهم امتلاك سيارة، أو إنه طفل منتقل من بيتهم إلى المدرسة القريبة، أو إنه عائد منها، أو من العمال بسيطي الدخل.

إنَّ الجسور والأنفاق تعد نادرة في العاصمة “مسقط” وتكاد تكون منعدمة في المحافظات، وذلك رغم أن الأنفاق هي الأفضل للمشاة، لأن النزول مترين تحت الطريق، أسهل بكثير من صعود جسر بارتفاع ستة أمتار، ومع ذلك نجد الأنفاق قليلة برغم جدواها، وفي بعض البلدان تكون الأنفاق مكيفة، وبها محلات تجارية، على عكس الحال عندنا، فالأنفاق موحشة ومظلمة، وليس بها كاميرات للمراقبة من أجل سلامة وأمن الناس.

لذلك أقترح؛ بل أطلب من المجلس البلدي في مسقط، والمجالس البلدية في المحافظات، أن يهتموا بالجسور والأنفاق نظراً إلى أهميتها لسلامة وحماية عابري الطرق، لأن كل نفس تزهق تتحمل المجالس البلدية الجزء الأكبر من المسؤولية عنها، وسيحملون ذنوباً في أعناقهم إلى يوم القيامة، وذلك لقول الفاروق – رضي الله عنه – حيث قال : لو بغلة تعثرت في العراق وعمر بن الخطاب في المدينة، لخشيتُ الله أن يسألني لماذا لم أمهد لها الطريق؟! ونحن نقول اليوم عذراً يا إبن الخطاب، فأن البشر يتعثرون اليوم وتدهسهم السيارات على الطرقات، ولم تمهد لهم السُّبل للعبور الآمن.

– إعلم أخي السائق :
{إن السياقة : “فن، وذوق، وأخلاق” وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، واتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

(*) – خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى