تحليلقضايا أصداء

نُشر عن توكاييف دعوته لحوار بين زعماء الأديان من أجل السلام العالمي .. قراءة تحليلية لمقال رئيس كازاخستان الذي نُشر بتاريخ 19 سبتمبر الجاري في صحيفة أصـــداء..

تـحـلـيـل : أصــــداء

 

أشار قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان على تزايد التوترات الدولية، وتآكل النظام العالمي القائم منذ إنشاء الأمم المتحدة، وإن الكتل الخلافية، التي لم نشهدها منذ الحرب الباردة، تعود بسرعة، ونتيجة لذلك يواجه كوكبنا تهديدات شديدة، بما في ذلك سباق تسلح عالمي جديد، والتهديد باستخدام الأسلحة النووية، وانتشار الحروب بجميع أشكالها الساخنة، الهجينة، الإلكترونية، والتجارة. وفي جو التوتر هذا والاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، من المهم للغاية وضع نهج جديدة لتعزيز الحوار والثقة بين الحضارات.

تأكيداً على دور زعماء الأديان، يبدو أن الرئيس قاسم جومارت توكاييف يسعى الى استخدام (القوة الناعمة) للدين؛ فالدين يلعب دورًا رئيسيًا في حياتنا، حيث إن 85% من سكان العالم يعتنقون مختلف الديانات، لذلك فإن الديانات لها تأثير كبير في الشؤون العالمية.

كما أعرب الرئيس توكاييف عن اقتناعه بأن المبادئ المشتركة بين الأديان مثل القيم المقدسة للحياة البشرية، الدعم المتبادل، ورفض البغض والعداء؛ يمكن أن تشكل الأساس لنظام عالمي جديد.

قرّاء “أصــداء” على دراية بحقيقة أن جمهورية كازاخستان دولة مسلمة ولكنها علمانية، توفر منبراً للحوار بين مختلف الأديان في العالم.

على مدار العِقْدَيْن الماضِيَيْن، كل ثلاث سنوات يعقد مؤتمر لزعماء الأديان العالمية والتقليدية في أستانا، عاصمة كازاخستان؛ حيث يعتقد أنها أسهمت إسهاماً كبيراً في نجاح كازاخستان في إقامة مجتمع مستقر ومتناغم من سكان يتألفون من أكثر من 100 مجموعة عرقية و 18 طائفة دينية ولا دينية تعيش في سلام في كازاخستان اليوم.

ومن خلال التزامها بالتسامح الديني وحقوق الإنسان، حيث تبرز أهمية الحوار بين الأديان في خلق مجتمع عالمي أكثر سلامًا ووئاماً وفي الوقت الذي لا يزال فيه العالم غارقاً في حالة من عدم اليقين السياسي، يلزم أكثر من أي وقت مضى إقامة جسر للتقارب بين الثقافات والحضارات، والرئيس قاسم جومارت توكاييف مصمم على التأكيد بأن كازاخستان تسهّل الحوار العالمي بين الأديان والأمم والحضارات، من خلال عمل مؤتمر زعماء الأديان، مما يسهم في التفاهم والاحترام المتبادلين في المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى