بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أخلاقيات مهنة التعليم وأثرها في شخصية المعلم وأدائه..

الدكتـورة/ سـلـوى سـلـيـمان

خبير تربوي، واستشاري اكتشاف ورعاية الموهـوبين

 

أخلاقيات مهنة التعليم وأثرها في شخصية المعلم وأدائه..

 

لكل مهنة في المجتمع الإنساني قواعد أخلاقيات موجهة للسلوك المهني أو الوظيفي للمعلم، لابد من مراعاتها والالتزام بها من قبل الافراد المنتسبين لتلك المهنة ،لأن ذلك يساعدهم على السير قُدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفاعلية.

وتعد أخلاقيات مهنة التعليم من أهم الموجهات المؤثرة في سلوك المعلم؛ لأنها تشكل لديه رقيباً داخلياً، وتزوده بأطر مرجعية ذاتية يسترشد بها في عمله، ويقوم أداءه وعلاقاته مع الآخرين تقويماً ذاتياً يعينه على اتخاذ القرارات الحكيمة التي يحتاجها ليكون أكثر انسجاماً وتوافقاً مع ذاته ومع مهنته، ومع الآخرين.

إن الالتزام بتلك الأخلاقيات أمر ضروري وواجب، إذ يتحدد مقدار انتماء المعلم لمهنته بموجب درجة التزامه بقواعد تلك المهنة ومراعاتها في جميع الأحوال والمواقف.

وتعد مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع، لما لها من تأثير عظيم في حاضر النشء ومستقبله، وبديهي أن تستمد الأمم والمجتمعات أخلاقيات المهنة من قيمها ومقوماتها. ونحن نستمد أخلاقيات المهنة من عقيدتنا الإسلامية المقررة في القرآن الكريم والسنة المطهرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا ومعلمنا في هذا الشأن.

وترتكز أخلاقيات مهنة التدريس على المبادئ التي توجه سلوك المعلم وتصرفاته، وتشمل هذه المبادئ :

1- احترام الطلاب : حيث يجب على المعلم معاملة الطلاب باحترام، وإنشاء بيئة صفية آمنة وشاملة مواتية للتعلم.

2- الاحتراف : يجب على المعلم التصرف بشكل احترافي، والحفاظ على معايير عالية من السلوك، والسعي المستمر لتحقيق التميز في ممارساته التعليمية.

3- العدالة : يجب على المعلم معاملة جميع الطلاب بشكل عادل، دون محاباة أو تحيز، وتوفير فرص متساوية للتعلم.

4- المسؤولية : أن يكون المعلم مسؤول عن أفعاله، وأن يتحمل مسؤولية تدريسه، وأن يعمل باستمرار على تحسين ممارساته.

5- النزاهة : يجب على المعلم التصرف بنزاهة وأمانة وشفافية، وتقديم هذه القيم لطلابه.

6- التعاون : يجب على المعلم العمل بشكل تعاوني مع الزملاء وأولياء الأمور والمجتمع لدعم تعلم الطلاب.

7- التعلم المستمر : يجب أن يلتزم المعلم بالتعلم مدى الحياة، وأن يظل مطلع على الأبحاث وأفضل الممارسات، وأن يشارك معارفه ومهاراته مع الآخرين بشكل عام، ومن هنا تتمحور أخلاقيات مهنة التدريس حول خلق بيئة تعليمية إيجابية، ومعاملة الطلاب باحترام، وتوفير فرص عادلة للتعلم.

إن هذا الميثاق يتضمن ما يشعر به كل معلم، ويتعين عليه مراعاته في أداء رسالته وقيامه بعمله قِبل أبنائه الطلاب وزملائه العاملين في الميدان التربوي وِقبل الوطن بوجه عام، والأمة التي ينتمي إليها بوجه أعم والإنسانية جمعاء؛ فالمعلم الناجح هو الذي يأسر قلوب طلابه بلطفه، وحسن خلقه، وحبه لهم، وحنوه عليهم وينال إعجابهم واحترامهم بتمكنه من مادته التي يعلمها وببراعة إيصالها إليهم.

والمعلم المحب لعمله يخلص له، ويجد المتعة فيه وتهون عليه الصعاب والطالب يحب معلمه ويحترمه، لما يجد فيه من قدوة حسنة، وعلم راسخ، وحكمة ورفق وبحب الطالب للمعلم يحب المادة و يستسهل صعبها ويتألق فيها، فينظر المعلم كيف يدخل إلى قلوب أبنائه ليؤدي المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه.

وتتضمن أخلاقيات مهنة التدريس الالتزام برعاية وتعليم الطلاب وتعزيز نموهم وتطورهم وتعزيز بيئة تعليمية إيجابية. ويشمل ذلك معاملة الطلاب بشكل منصف، واحترام حقوقهم وكرامتهم، وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة والشاملة.

وفي الأخير .. يعتبر هذا الميثاق إطارًا أخلاقيًا يساعد المعلمين على تحقيق معايير النزاهة والمهنية في مجال التعليم، ويساعد المعلمين على اتخاذ القرارات الصحيحة والقيادة بمثالية للطلاب حيث تشير الأخلاقيات المهنية في مجال التدريس إلى المبادئ والقيم والمعايير الأخلاقية التي توجه سلوك المعلمين سلوكهم، ويشمل مجالات مثل إدارة الفصول الدراسية، والعلاقات بين الطلاب والمعلمين، والمساواة في التعليم ومما لا شك فيه أنه تم تصميم هذه المبادئ الأخلاقية لتكون بمثابة دليل للمعلمين لاتخاذ قرارات مسؤولة واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تعزز رفاهية طلابهم، والمهنة، والمجتمع ككل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى