هل تعليم مدارسنا ناجح لطلبتنا ؟
محمد بن خميس الحسني
alhassani60536@gmail.com
هل تعليم مدارسنا ناجح لطلبتنا؟
هناك مجموعة من الناس ما زالت ليومنا هذا تنتقد وتشكك في عملية التعليم في المدارس وخاصة الحكومي وتنتقد المناهج الدراسية مع العلم أن وزارة التربية والتعليم مخصصة مديرية عامة للمناهج بها كادر ومتخصصون وباحثون ذوي خبرة في عملية إعداد المناهج من كتب دراسية وغيرها وهناك متابعة وتغيير للمناهج بين الفترة والأخرى .
وسأوضح هذه النقطة لاحقًا ، ما يهمني الآن في مقالتي هذه معرفة سبب النقد المتتابع لعملية التعليم او لنقل طريقة استفادة الطلبة من التعليم ؟
ومن هم من يقول ان طرق التدريس غير مجدية ونتائج التعليم غير مشجعة مقارنة بالتعليم في الدول الأخرى العربية والأجنبية ؟
عملية النقد وإبداء الرأي حول موضوع التعليم ودوره الفاعل للطالب وما يمثله من نقله نوعية هادفة تثري المنظومة التعليمية التعليمية لما بعد مرحلة التعليم من المدارس ، هو حق للجميع .
ولا نحصر عملية النقد وطرح المواضيع التربوية الهادفة لعملية التعليم التربوية للمختصين والعاملين في الحقل التربوي أو لأولياء أمور الطلبة فقط كما يعتقد البعض ، فالكل له الحق في النقد وإبداء الرأي والملاحظات فهناك من أؤلياء الأمور لديهم ثقافة تربوية في مجال التعليم ، كما أن المغاير يعتبر مكسبًا فربما صاحب النقد يحمل طيات من الملاحظات المفيدة والتي ستثري العملية التعليمية.
بطبيعة الحال رأي المختصين والعاملين في الميدان التربوي خاصة أصحاب الخبرة الطويلة وملاحظاتهم ستكون هادفة وأكثر شمولية من رأي الآخرين من الناس والمجتمع بصفة عامة.
المفترض الذي ينتقد لابد أن يكون لديه الأدلة والحلول ليذكر مقترحاته وربما الوزارة تأخذ بها خاصة بعد أن تعرض للدراسة والتمحيص فتغيير منهج دراسي ليس من السهولة كما يعتقد بعضكم.
هناك آخرين ينتقدون بعبارات فحواها أن لا فائدة من التعليم في مدارسنا ويذهب بعضهم لمدح بعض المدارس الخاصة ، والمدارس المصنفة بذات المستويات العليا ، وتجد بعضهم يثني كثيرًا على أفضلية التعليم خارج البلاد.
أمر جميل أن تقول وتكتب ملاحظاتك ورأيك حول التعليم ولكن من الإجحاف والغير منصف عندما تهدم جسرًا طويلًا مشيدًا بسلاسل علم قديمة راسخة منذ حقبة زمنية ليست بالقصيرة.
لو لم يكن تعليم مدارسنا غير ناجح لما وجدنا في الساحة العملية أطباء ومهندسين ومعلمين أكفاء ويشار لهم بالبنان في جميع مجالات الحياة
كذلك من خلال التنافس والمسابقات في الأنشطة في مختلف المجالات التربوية تجد أن سلطنة عمان تفوز مرات عدة على المستوى الخليجي والعربي.
تعليم مدارسنا جيد ويتجه في الاتجاه الصحيح والمنحنى المخطط له ونسبة النجاح في الشهادة العامة دبلوم التعليم العام لا تقل عن 87٪ وبشكل مستمر أي المستوى يفوق الجيد جدًا.
نلاحظ أن البعض يحكم على نجاح عملية تعليم مدارسنا على مخرجاته حيث يصادف البعض خريج شهادة عامة لا يجيد القراءة والكتابة بشكل جيد على الرغم من أن لديه دبلوم تعليم عام.
والبعض يذهب بعيدًا ليحكم على طالب لديه مؤهل بكالوريوس في تخصص ما ولا يجيد كذلك الكتابة والقراءة.
هذا أمر طبيعي جدًا ، فمن المستحيل ان تجد الجميع يجيد القراءة والكتابة بشكل جيد حتى وان كان لديه من الشهادات العليا ، ولكن بعد فترة ذلك الطالب الذي كان لا يجيد القراءة والكتابة يثقف نفسه ويقرا كثير لتجده بعد ذلك أفضل بكثير من السابق.
لابد أن ندرك أن هناك فروقات فردية بين الطلبة منهم يستوعب الدرس منذ الوهلة الأولى ومنهم من الثانية ومنهم من الثالثة ومنهم يحتاج لوقت كثير للاستيعاب وهذا الطالب ليس بغبي كما يصفه البعض ، لذلك أسباب كثيرة منها قد يكون رغبته في التعليم قليلة لذلك لا يريد ان يستوعب ولا يركز
وقد يكون مقدرته العقلية تتطلب التركيز والإعادة لعدة مرات حتى يفهم ذلك الطالب.
هـمـسـة ..
واقعنا وحسب معرفتي أن طلابنا يستحون ويخجلون الطلب من المعلم الإعادة لأكثر من مرة واحدة، وتجنبًا كذلك عن يصفه المعلم ببطئ الفهم، وزملاؤه ربما يعايرونه بأنه لا يفهم بسرعة لذلك يفضل السكوت.
هنا ينبغي على المعلم أو المعلمة الانتباه لهذه النقطة فيقوم من تلقاء نفسه بإعادة الدرس لعدة مرات، نعم إن المعلم في ذلك الوقت يبذل الجهد الجهيد فتكرار الدرس لأكثر من مرة واحدة أمر شاق ويحتاج ربما اكثر من حصة واحدة.
وقد يكون الأمر فقط لشرح جزئية معينة من الدرس خاصة في المواد العلمية الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ولكن في النهاية والمحصلة سيجني نسبة نجاح وتفوق كبيرة لجميع طلاب فصله.
ودمـتـم فـي ود..