
الشباب هو محرك التغيير .. أوزبكستان تستثمر في الأجيال القادمة
محرمة بيرماتوفا
صحفية من وكالة الأنباء الوطنية الأوزبكستانية
في العديد من البلدان، تتمثل المهمة الرئيسية لعمل الشباب في إيجاد مسار مستدام لتكيفهم مع الحياة. في أوزبكستان، يرتبط العمل مع الشباب ارتباطًا مباشرًا بالديموغرافيا والنظام الاجتماعي. يشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا ما يقرب من ثلث سكان أوزبكستان، و24 بالمائة منهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.
إن ضمان الحقوق والمصالح المشروعة للشباب يعد من أولويات سياسة الدولة. ويتم التركيز على تحسين المهارات الحياتية والتقنية والابتكارية وريادة الأعمال لدى الشباب. ويتم تعزيز مشاركتها الفعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع من خلال توفير الفرص المتساوية. باختصار، يتم إنشاء المصاعد الاجتماعية، ويتم عمل كل شيء حتى يتمكن الأطفال والشباب الموهوبون من تحقيق إمكاناتهم الإبداعية والتعليمية والاقتصادية في أوزبكستان.
التعليم كنقطة انطلاق..
هناك طفرة تعليمية حقيقية في البلاد. لقد زاد عدد طلاب الماجستير سبعة أضعاف خلال السنوات السبع الماضية، وبين النساء أحد عشر ضعفاً، وتستمر الدولة في تمويل تعليمهم، وتغطية تكاليف العقد، مما يجعل التعليم العالي أكثر سهولة في الوصول إليه. وعلاوة على ذلك، إذا كان على مدى 25 عامًا – من عام 1991 إلى عام 2016 – 800 طالب فقط درسوا في الخارج على نفقة الميزانية، فإن هذا الرقم تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات السبع الماضية – حيث حصل أكثر من 2300 طالب على هذه الفرصة بفضل مؤسسة “إل يورت أوميدي”.
ويستمر البرنامج في التوسع..
ففي هذا العام وحده، سيتوجه 1000 شاب موهوب آخر إلى جامعات أجنبية مرموقة بمبادرة من مشروع “يوركين كيلاجاك” (المستقبل المشرق).
لكن الابتكار الرئيسي لا يتمثل في كمية التعليم فحسب، بل في جودته أيضاً. لم يعد الشباب يحصلون على الشهادات العلمية فحسب، بل يتعلمون اللغات والتقنيات الحديثة والمهارات العملية.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، زاد اهتمام الشباب بتعلم اللغات الأجنبية بشكل كبير : وصل عدد الطلاب إلى 2 مليون، وزاد عدد الأشخاص الذين اجتازوا بنجاح اختبار IELTS بدرجات عالية خمسة أضعاف – من 10 آلاف في عام 2020 إلى 53 ألفًا في عام 2024.
تتحمل الدولة الآن جزءًا كبيرًا من تكاليف تعليم اللغة؛ تم تقديم نظام تمويل جديد، “2+6″، والذي بموجبه يدفع الطلاب تكاليف أول شهرين من الدراسة في مراكز اللغات الخاصة بأنفسهم، ويتم تمويل الأشهر الستة التالية من قبل الدولة؛ سيسمح هذا الإجراء لـ 100 ألف خريج باكتساب المعرفة على مستوى B2، مما يفتح لهم آفاقًا مهنية وتعليمية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، حصل أكثر من 25 ألف فتاة على تدريب مجاني في البرمجة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم هذا العام.
من الفكرة إلى العمل..
ومن أهم الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة زيادة عدد رواد الأعمال الشباب بمقدار ثلاثة أضعاف. ويشكل الشباب الآن 40% من إجمالي رجال الأعمال في البلاد، كما انخفض معدل البطالة بين الشباب إلى النصف.
ولدعم هذا التوجه، تم إنشاء صندوق خاص بميزانية قدرها 100 مليون دولار في إطار وكالة شؤون الشباب. ومن خلال هذه الأموال، سيتمكن رواد الأعمال الشباب من الحصول على ما يصل إلى 2.5 مليار سوم كقروض تفضيلية، وستحصل شركاتهم الناشئة على استثمارات تصل إلى 2 مليار سوم. علاوة على ذلك، أصبح البنك الأهلي بنكًا للأعمال الشبابية. كما تم تخصيص مبلغ إضافي قدره 200 مليون دولار لإقراض الشركات الناشئة والشركات الصغيرة، وسيكون الحد الأدنى للدعم 100 مليون سوم، والحد الأقصى 5 مليارات سوم.
وبالإضافة إلى ذلك، ستحصل رائدات الأعمال على ما لا يقل عن 30% من إجمالي حجم القروض، وسيحصل أصحاب العمل الذين يوظفون المهنيين الشباب ويدفعون لهم ما لا يقل عن 3 ملايين سوم على إعفاءات ضريبية.
لكن دعم الأعمال لا يقتصر على المال فقط، يتم إنشاء حدائق صناعية إبداعية في البلاد، حيث سيتمكن سكانها من العمل بموجب نظام ضريبي تفضيلي حتى عام 2030، وسوف يحصلون على إعفاءات ضريبية على الأرباح، فضلاً عن فرصة تطوير مشاريع في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتصميم والتسويق وغيرها من الصناعات الإبداعية.
فرص متساوية للجميع..
أصبحت الفرص التعليمية والمهنية متاحة للشباب الذين يعيشون في المناطق النائية؛ على سبيل المثال، سيتمكن الشباب الذين يتحدثون لغة أجنبية على المستوى C1 من الحصول على 120 مليون سوم من القروض الخالية من الفوائد لفتح مدارس لغات في المناطق الريفية. بالنسبة لأولئك الذين لا تتاح لهم الفرصة للدراسة في الخارج، ولكنهم يريدون الحصول على مهنة مرموقة، يتم إنشاء نظام دعم جديد.
ومن المقرر أن تنتقل مؤسسة “إل يورت أوميدي” إلى قيادة رئيس جمهورية أوزبكستان، الأمر الذي سيفتح آفاقا جديدة للشباب الموهوبين. وفي إطار الإصلاحات، سيتم زيادة حصص التعليم في الجامعات العالمية الرائدة في مجالات رئيسية مثل الطاقة والنقل والتحضر والهندسة المعمارية الحديثة والطب. وستكون الميزة المميزة هي إدراج خريجي الجامعات الأجنبية مباشرة في الاحتياطي الوطني للموظفين، وسيكون بوسعهم الحصول على وظائف في الهيئات الحكومية دون الحاجة إلى المرور بعملية اختيار تنافسية، وهو ما سيسمح بالتوظيف السريع للمتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا في الإدارة العامة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتمكن 1000 شاب وشابة مختارين من الدراسة في جامعات من قائمة أفضل 100 جامعة في العالم كل عام، وسيتم تغطية كافة نفقات تعليمهم وإقامتهم من ميزانية الدولة، والتي من المقرر أن تخصص لها 300 مليار سوم.
تهدف هذه المبادرة إلى خلق إمكانات بشرية قوية من شأنها أن تساهم في مواصلة تنمية البلاد.
سيتمكن العلماء الشباب الحاصلون على شهادات من أفضل 100 جامعة في العالم من الاستفادة من قرض بدون فوائد بقيمة 800 مليون سوم لشراء السكن.
وتراهن أوزبكستان على الجيل الأصغر سنا ليس بالكلام بل بالأفعال؛ إن الدعم المالي والتعليمي والاجتماعي للشباب لا يساعد فقط في حل المشاكل الحالية، بل يخلق أيضًا طبقة جديدة من الأشخاص الطموحين والمتعلمين والمستقلين اقتصاديًا والذين سيصبحون المحرك لتنمية البلاد. المستقبل هنا بالفعل وهو مُلْكٌ للشباب.