
نجاحات عُمانية متحققة في إدارة الأزمات.. جسور لإعادة أبناء الوطن من إيران
نبيل بن محمد الهادي
حرصًا منها على حياة أبنائها في الداخل والخارج، قامت سلطنة عُمان ولا تزال بجهود كبيرة لإعادة مئات المواطنين العُمانيين ومواطني بعض الدول الخليجية وبعض الجنسيات الأخرى الذين علقوا في جمهورية إيران الإسلامية بسبب الهجمات التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية عليها ونتج عنها إغلاق مجالها الجوي ومجالات بعض الدول المجاورة. وتُعتبر حماية المواطنين العمانيين من أولويات دولة المؤسسات الوطنية وخاصة في الظروف الصعبة كالنزاعات والكوارث الطبيعية، والأزمات الإنسانية، هنا يُظهر اهتمام الدولة بمسؤولياتها تجاه مواطنيها ما يعكس القيم الوطنية والإنسانية.
فقد قامت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الخارجية بالتنسيق مع سفارتها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنقل هذه الأعداد الكبيرة بحرًا عبر ميناء بندر عباس إلى ميناءي خصب وشناص، وبرًّا عبر حدود جمهورية العراق ثم يتم نقلهم جوًّا عبر رحلات إجلاء خاصة إلى مطار مسقط الدولي، فحماية الأرواح من الأهداف الأساسية ليصبح إجلاء المواطنين ضرورة ملحة للحفاظ على سلامتهم.
ومن خلال الأرقام التي تبثها وكالة الأنباء العُمانية نقلًا عن وزارة الخارجية نرى تضافر الجهود المشتركة بين المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية أيضا، فالأرقام تشير إلى عودة حوالي (١٤٦٨) مواطنًا عُمانيًّا ورعايا دول أخرى في إطار التعاون الإنساني، عبر ميناء بندر عباس وجوًّا من جمهورية العراق الشقيقة وجمهورية تركيا الصديقة وجمهورية تركمانستان الصديقة إلى سلطنة عُمان.
ومما لا شك فيه ستواصل الجهات المعنية في سلطنة عمان عملها بتناغم متميز خلال الأيام القادمة من أجل إعادة العالقين على دفعات بعد التواصل معهم في أماكن وجودهم استعدادًا للإجلاء وتوفير احتياجاتهم الأساسية للحياة لواقع الحرب، وتشكيل فرق للمتابعة وإعداد خطة إجلاء عاجلة وفقا للموقف والمستجدات وإعادتهم عبر الجسور الجوية والبرية والبحرية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن عودة العشرات من المواطنين الذين وصلوا خلال الأيام الماضية، وهذا دليل على حرص حكومة سلطنة عُمان على متابعة أبنائها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا تتهاون السلطنة ولله الحمد في حق وحياة أبنائها مهما حدث وتحت أي ظرف، وتحافظ على حياتهم لأنها من الأولويات الأساسية، كما أنها على أهبة الاستعداد للتحرك ومساعدة أي عُماني في حاجة إلى دعم بلاده وهذا ما نشاهده ونلمسه وهذا يساهم في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء. عندما يشعر المواطنون بأن دولتهم تهتم بهم وتعمل على حمايتهم، يزداد ولاؤهم وثقتهم في الحكومة. هذا الشعور بالانتماء يعزز من تماسك المجتمع ويزيد من الاستقرار الداخلي.
ولقد سجلت الجهات الحكومية سواء كان ذلك في الأنواء المناخية وغيرها أو الأزمات الخارجية حضورًا لافتًا فيما يتعلق بحياة المواطن العُماني الذي يحظى باهتمام كبير من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ ومن مؤسسات الدولة بجميع أطيافها وإن اهتمام الدولة بإجلاء رعاياها من المناطق الخطرة يعكس التزامها بحماية مواطنيها وتعزيز قيم الإنسانية. من خلال اتخاذ إجراءات فعالة وسريعة، تستطيع الدول أن تُظهر للعالم أنها تضع سلامة مواطنيها في مقدمة أولوياتها، مما يسهم في بناء مجتمع قوي ومستقر.