
مرحلة جديدة من إصلاحات التعليم ما قبل المدرسي والمدرسي في أوزبكستان
وكالة أنباء أوزبكستان/ أصـــداء
لتصور مستقبل أي بلد، يكفي النظر إلى نظامه التعليمي الحالي. فالتعليم لا يقتصر على نقل المعرفة فحسب، بل يشمل أيضًا تنشئة جيل جديد. فالمجتمع الذي يتمتع بكفاءات فكرية رفيعة، ومعلمين مرموقين، وأبناء متعلمين، ومتمسكين بالقيم الوطنية، قادر على تجاوز أي صعوبات.
لقد طبقت أوزبكستان إصلاحاتٍ متواصلة في مجال التعليم ما قبل المدرسي والمدرسي خلال السنوات الأخيرة. وقد سُجِّلَ الاجتماعُ الأخيرُ عبر الفيديو، برئاسة شوكت ميرضيائيف، في التاريخ كحدثٍ تاريخيٍّ هامٍّ في الارتقاء بهذه الإصلاحات إلى مستوى جديد، وتحديد المشكلات، والأهم من ذلك، إيجاد حلولٍ ملموسة.
في هذا الاجتماع، تم تحليل جميع مراحل التعليم – من رياض الأطفال إلى المدارس، والمدارس الفنية، والهيئة التدريسية، وجودة الكتب المدرسية، والرقمنة، وتعليم الشباب. في الواقع، أثبت الاجتماع مجددًا أن الرئيس قد حدد قطاع التعليم كأولوية وطنية. وكان هذا الاجتماع خطوة مهمة أخرى نحو إحداث تحول جذري في نظام التعليم، وجعله عصريًا وتنافسيًا ومتماشيًا مع المصالح الوطنية.
خلال هذا الاجتماع، تم تحديد عدد من المجالات ذات الأولوية في نظام التعليم. ومن المقرر هذا العام زيادة عدد أماكن رياض الأطفال بمقدار 182 ألف مكان، منها 82 ألف مكان في رياض الأطفال الجديدة، بينما سيتم توفير 100 ألف مكان متبقية من خلال تجديد رياض الأطفال القديمة وبمشاركة القطاع الخاص.
تجدر الإشارة إلى أن عدد رياض الأطفال والمدارس في جميع مناطق كاشكاداريا قد تضاعف ثلاثة أضعاف خلال عامين، بفضل دعم القطاع الخاص والشركاء الأجانب. وقد كُلِّف حكام المناطق بدراسة هذه التجربة.

وبشكل عام، تم وضع شرط ألا تقل نسبة تغطية رياض الأطفال في كل منطقة عن 80 في المائة، وتم تكليف محافظي المناطق والمحافظات بالبحث عن الأراضي الشاغرة وطرحها في المزاد العلني، وتحديد خطة لبناء رياض الأطفال في المدارس ورياض الأطفال حيث تتوفر المساحة بالتعاون مع وزارة رياض الأطفال والتعليم المدرسي.
إن إنشاء مبانٍ جديدة وحديثة وتوفير ظروف مريحة لمؤسسات التعليم ما قبل المدرسي يُعدّ بلا شك خطوةً هامةً وضرورية. فتحديث المباني والبنية التحتية والأساس المادي والتقني سيُسهّل العملية التعليمية بشكل كبير، ويُهيئ الظروف المناسبة لسلامة الأطفال وراحتهم. ومن منظور التحليل الصحفي، لا ينبغي إغفال أن هذا ليس سوى جزء من الإصلاح، وأن النجاح الرئيسي يعتمد على إمكانات العاملين في رياض الأطفال.
الإمكانات التربوية لا تقتصر على المعرفة والمهارات فحسب، بل تشمل أيضًا الحب والمسؤولية والرغبة في التعلم المستمر. للاستفادة من المبنى الجديد وظروفه، من المهم أن يكون الموظفون على دراية بالأساليب التربوية الحديثة، وثقافة التواصل مع الأطفال، والأساليب النفسية، والقدرة على تطويرها.
ابتداءً من العام الدراسي الجديد، سيتم طرح برنامج البكالوريوس للمعلمين الحاصلين على تعليم ثانوي متخصص، بواقع 5 أيام عمل ويوم دراسي واحد.
سيزيد هذا النوع من التعليم، الذي سيُطبّق العام المقبل، من مستوى المعرفة والمهارات التربوية للمعلمين، ويضمن استخدامهم الفعال للتقنيات التربوية المتقدمة. لذا، إلى جانب المباني الجديدة، سيكون تحسين الإمكانات المهنية للموظفين عاملاً رئيسياً لجودة تعليم ما قبل المدرسة. وبالطبع، إلى جانب المباني والظروف الجديدة، من المتوقع أن تكون إمكانات موظفي رياض الأطفال أعلى بشكل مماثل. ووفقًا للإحصاءات، تم تدريب 118 ألف معلم خلال موسم الصيف، و38% من المعلمين في رياض الأطفال الحكومية و24% في رياض الأطفال الخاصة هم من الموظفين الحاصلين على تعليم عالٍ. ومن خلال إنشاء شكل تعليمي لدرجة البكالوريوس مع 5 أيام عمل ويوم واحد من الدراسة، من المخطط جلب حوالي 10 آلاف متخصص من الحاصلين على تعليم عالٍ إلى رياض الأطفال كل عام.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء رياض أطفال “يانغي أفلود” في كل منطقة العام المقبل، مما سيوفر دعمًا منهجيًا لتحسين المهارات التربوية لمعلمي رياض الأطفال. تجدر الإشارة إلى أن رياض الأطفال “يانغي أفلود” هذه لن تكون مساحات تعليمية مبتكرة للأطفال فحسب، بل ستكون أيضًا مراكز ستلعب دورًا هامًا في تحسين المهارات التربوية للمعلمين. وسيساهم التكامل السلس بين هذه الرياض ومراكز المهارات التربوية في الارتقاء بجودة هذا المجال إلى مستوى جديد.
توفر هذه الروضات للمعلمين موارد تعليمية حديثة، ودعمًا منهجيًا، وفرصًا للتطوير المهني. وتهدف الدروس العملية والندوات والدورات التدريبية التي تُعقد في هذه الروضات إلى تحديث معارف ومهارات المعلمين باستمرار.
في المستقبل، سيعزز التعاون الوثيق بين رياض أطفال “الجيل الجديد” ومراكز المهارات التربوية هذه العملية: إذ ستُطبّق الابتكارات المنهجية على أرض الواقع، وتدعم المعلمين، وتُحلّ المشكلات بسرعة. ومن خلال هذا التكامل، سيتشارك المعلمون خبراتهم مع الآخرين، وستتاح لهم فرصة تجربة أساليب وتقنيات تربوية جديدة. وهذا سيؤدي إلى نشر سريع وواسع النطاق للممارسات المتقدمة في هذا المجال.
في الختام، يُمكن القول إن المهام التي حُددت في اجتماع الفيديو تُمثل نقطة تحول مهمة، ليس فقط في مجال التعليم، بل في استراتيجية التنمية الشاملة لأوزبكستان. ومن خلال هذه المهام، يُمكن للدولة أن تُثبت أنها لا تنظر إلى التعليم كخدمة فحسب، بل كأداة استراتيجية فعّالة للغاية لتنمية الأمة.