
مراكز تكوين إلى أين؟
✍️ ترياء البنا
استبشرنا خيرا مع بداية العام الجاري(مارس)، بإعلان الاتحاد العماني لكرة القدم عن بناء 10 مراكز تكوين لاعبين على مستوى محافظات سلطنة عمان، وذلك بالتعاون مع شركة جندال شديد للحديد والصلب، بالإضافة إلى 3 مراكز أخرى بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ما يعني خطوة جيدة لاكتشاف وتطوير المواهب مبكرا، لتكون رافدا أساسيا للمنتخبات الوطنية.
ومع افتتاح أول تلك المراكز في صحار، أكد محمد اليحمدي الأمين العام للاتحاد العماني، أن الاتحاد يسعى من خلال هذه المراكز إلى توفير بيئة تدريبية حديثة تسهم في تكوين لاعبين قادرين على خوض المنافسات الإقليمية والدولية، من باب إيمان الإدارة بأن الاستثمار في المواهب مفتاح النجاح من خلال بناء قاعدة قوية من اللاعبين، ما يعني أن الاتحاد على الطريق الصحيح، وأن العمل سيسير متناسبا مع رؤية عمان 2040، التطويرية.
ولكن مع انطلاق العمل على أرض الواقع، جاءت الصورة مغايرة تماما، إذ عانت هذه المراكز أشد المعاناة، وواجهت العديد من التحديات، على سبيل المثال: عدم توفر النقل، الأمر الذي يؤثر على حضور والتزام اللاعبين، وكذلك تأخر دفع مستحقات الأجهزه الفنية والإدارية لأكثر من 5 أشهر، بينما على الجانب الآخر هناك التزام بدفع مستحقات الأجهزة الفنية والإدارية للمراكز التابعة للوزارة، وهذا أمر يثير الدهشة، فكيف تلتزم هذه الأجهزة بتقديم عمل كبير مع فئة سنية هي الأهم على الإطلاق في مشروع تطوير الكرة العمانية، وهي تعاني عدم استلام المستحقات؟، يقول أحدهم: نتكبد المصاريف أسبوعيا مقابل التزامنا بحضور التمارين في المراكز (وقود – تغذية)، قد تصل المصاريف إلى 15 ريالا أسبوعيا، على مدار (3 حصص تدريبية)، وعندما يحين موعد استحقاق الراتب يطلب منا الانتظار لشهر آخر.
أما فيما يخص اللاعبين، فيتم توفير طاقم واحد فقط لهم، فكيف يلبس هؤلاء الصغار ذات اللبسة لثلاث حصص تدريبية خلال الأسبوع؟، هل يعقل هذا؟.
ولا يخفى على الكثيرين أن هذه المعاناة دفعت بعض المراكز للتوقف، حتى يقوم الاتحاد العماني بمعالجة المشكلة، ما يعني أن هذه التحديات قد تؤدي إلى فشل المشروع رغم أهميته القصوى، خاصة بعد الإخفاقات المتتالية لكرتنا، وأصبح هذا المشروع بذرة العمل السليم التي انتظرناها لوقت طويل، بالطبع بات من الأهمية معالجة كافة التحديات التي تواجهها تلك المراكز، ووضع استراتيجية واضحة لعملها.
بالأمس أعلن الاتحاد في اجتماع جمعيته العمومية عن تخصيص 12 ألف ريال من مخصص الأندية لهذه المراكز، وتحويلها إلى فرق كروية تمثل الأندية وإلزام الأندية بالمشاركة في دوري جندال للبراعم، والسؤال؛ هل يعني ذلك إلغاء هذه المراكز؟، وماذا عن المراكز الأخرى؟، لأن ما قيل لم يوضح إطار هذا المشروع.
ختاما.. كان مشروع مراكز تكوين من خلال الخطابات الرنانة التي سمعناها، فاتحة أمل لعمل سليم يبدأ مبكرا في النهضة بكرتنا، ولكن غياب الشفافية وضبابية الرؤية لن يجدي نفعا، فهذا المشروع الوطني يحتاج استراتيجية عمل واضحة، وكفاءات فنية وإدارية مؤهلة، والأهم توفير بيئة عمل صحية، والآن الاتحاد العماني لكرة القدم مطالب بتوضيح رؤيته المستقبلية لهذا المشروع.











