بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

رياضتنا العرجاء إلى أين؟

حسين الذكر

 

عديد البلدان النامية والمتخلفة ممن يمارسون الرياضة ويصرفون عليها ميزانياتهم بلا طائل، ما زال الكثير من سياسييهم – وليس رياضييهم فحسب – يعتقد أن الرياضة هي مجرد تباري ترويحي يحمل صبغة تنافسية بدنية مهارية تجري بفترات محددة ومواعيد ثابتة يحترم طوقسية المشاركة فيها حتى ولو صرف أموال شعبه عليها فهو يخجل من التخلف عن المشاركة وإن كانت بلا نتائج.

في العالم المتحضر الذي تخلص من ترفية الملفات الرياضية منذ زمن طويل وأحالها إلى ملف يسمى الاحتراف يديره أصحاب رؤوس الأموال الذين يأخذون على عاتقهم بناء المنشآت وتطوير الذات الرياضية بمختلف مجالاتها وملفاتها وواجهاتها عبر مفهوم واحد يسمى الاستثمار الرياضي لكنه حتما لن يقف عند حدود هذه التسمية الضيقة كما يراها رأس المال أو المتخصص الفني في الألعاب الرياضية،

إذ إن الدستور والمشرع الرياضي في تلك البلدان ألزما المستثمرين بقواعد عمل لا يمكن تجاوزها بكل الأحوال ووضعا قواعد رقابية ثابتة ووسائل حسابية صارمة وفرضا تعاطيا وطنيا شفافا تشترك فيه جميع مفاصل الدولة كل يؤدي دوره الوطني بشرف وإحساس مسؤول تكون فيه المصالح العامة هي العليا، فلا يمكن صرف دولار واحد دون أن يعرف وجه صرفه وضرورته ومردوداته، وبهذه الطريقة وحدها تحمى ثروات الوطن وتطور الرياضة وتترقى البيئة وتصان الأوطان … فلا مجال للاجتهاد الشخصي في ظل لجان عمل متخصصة علمية أخلاقية نزيهة ملتزمة خبيرة ولا يمكن التساهل بأي خلل أو مشاركة فاشلة أو انحراف لطريق الاستثمار أو استغلاله بشكل شخصي أو مصلحي ضيق.

تجري وقائع بطولة التضامن الإسلامي 2025 في الرياض المملكة العربية السعودية من 7 إلى 21 -11، بمشاركة أكثر من 4000 رياضي من 57 دولة إسلامية يمثلون أربع قارات وهي فرصة كبيرة للتحقق من مدى إعداد الفرق الرياضية المشاركة وتهيئة أبطالها على طريق دخول محفل المنافسات الأولمبية العالمية المقبلة ويمكن عن طريق جدول الأوسمة ونتائج المشاركين مقارنة بأرقام ونتائج الأولمبياد إجراء دراسة شاملة لرياضتنا ورياضيينا وما سيتحقق منها في البطولات القادمة كمنفذ علمي وحيد وقريب من الواقع بعيدا عن صخب التصريحات وتوسيع التهويلات وتضخيم الطموحات بلا أساس علمي .. فالعلم أولى أن يتبع إذا ما أردنا التطوير حقا وليس بهرجا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى