رَبُّ رمضـان رَبُّ كلّ الشـهـور..

الإعـلامي/ محمد بن خميس الحسني
“عـزف عـلى وتـر مقطـوع”..
رَبُّ رمضـان رَبُّ كلّ الشـهـور..
كل سنة نفس المنوال بمجرد أن يدخل الشهر الكريم علينا بخيراته وبركاته ونفحاته يعلن البعض منّا ممّن لا يفتحون كتابه العزيز؛ يعلن فتحه وقرأته فقد جاء الشهر الفضيل أفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى، وهو شهر التوبة وشهر المغفرة وشهر العتق من النار، وفيه تجد المساجد ممتلئة عن بكرة أبيها طبعا أنا أتحدث على أساس أن جائحة كوفيد-19 غير موجودة.
وفي وضعنا الراهن كذلك الوضع لا يختلف من ناحية قراءة القرآن وسماعه ليل نهار في البيوت، لما لا فهذه فرصة عظيمة ومن الواجب استغلالها الإستغلال الأمثل، ومنهم من يسامح من خاصمه لأنه في الشهر الكريم المسامح يضاعف أجره وكل عمل يقوم به سيتضاعف له.
أمور جميل ومتفق عليها؛ ولكن ماذا عن بقية الشهور ؟!! أليست جميعها شهور الله، لا يمنع أن نكثر من الأعمال الصالحة لنتقرب بها إلى الله عز وجل أكثر؛ فهو أمر واجب علينا جميعا، وأن نتوب إلى الله توبة نصوحا لا رجعة فيها إلى المعاصي؛ خاصة في هذا الشهر المبارك عمل نجزى به خيرا كثيرا.
ولكن ما أن يذهب شهر الخير والمغفرة إلا ويعود البعض كسابق عهده، وهنا ربما بعضكم حتما سيقول ماذا كنا نصنع قبل رمضان ؟! أليس من أعمال الخير والطاعات أننا لا نؤذي أحداً، ونزكي، ونؤدي العبادات ؟.
نعم صحيح، وماذا بالنسبة لقراءة كتاب الله سبحانه وتعالى ؟ أتقرأه كل يوم مثلما كنت تفعل في أيام الشهر المبارك ؟ وماذا عن أداء الصلوات في أوقاتها وجماعة أتحافظ عليها مثلما تفعل في رمضان ؟ وماذا عن التسامح لو أخطأ في حقك أحد ؟ أكنت تسامحه حقاً ؟.
الجميع يدرك أهمية الصوم بالنسبة للإنسان المسلم وما يمثل من قيمة عظيمة في مكانته قال الله تعالى :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.. صدق الله العظيم.
الملفت للنظر أن البعض يكابر، ويعتقد في قرارة نفسه أنه في شهر الصوم أدى الذي عليه وزيادة، وفي كل شهر من السنة يعود لسابق عهده من تقصير في أداء لعبادات وغيرها من الفرائض والأوامر الإلهية وارتكاب المعاصي؛ ويقول ربنا تواب رحيم، عفو غفور، وهذا سلوك غير سويّ، فالتوبة لا بد أن تكون نصوحا صادقة مخلصة لله سبحانه وتعالى، ويجب علينا أن لا نؤجل أعمالنا من عبادات وغيرها لشهر رمضان فجميع الشهور هي شهور الله وأعمال الخير لا تقتصر على شهر معين، كما أن الإنسان لا يضمن أن يعيش إلى رمضان القادم.
الشيء المحزن حقا أن البعض يدرك أن العبادات واجبة من صوم وصلاة وزكاة وجميع الأعمال الصالحة في جميع أيام السنة إلا أنه يظل على حاله لغاية قدوم شهر رمضان؛ ليعلن والتوبة وعدم العودة إلى التقصير في حق الله ومخالفة أوامره أملاً في غفران الذنوب، وما أن ينقضي رمصان حتى يعود لما كان عليه فيستمر الحال هكذا إلى ما شاء الله.
على الرغم من النصح والإرشاد والتوعية من الفقهاء وعلماء الدين، والبرامج الدينية والأعمال القيّمة الهادفة في معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل التواصل الإجتماعي التي تتحدث عن العبادات وكيفية أدائها ، وأهمية الإلتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه في كل لحظة وفي كل وقت وفي كل يوم يمر على الإنسان؛ إلا أنه لا حياة لمن تنادي!!.
رمضان كريم، وتقبل الله منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال .. كل عام أنتم بخير..













