بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

إدارة البيـئة في الإسلام..

الكاتب/ أ. صـلاح الشـيـخ

خـبـيـر إدارة ومـوارد بشـريـة

 

إدارة البيـئة في الإسلام..

 

البيئة هى كل ما يحيط بالانسان ( الأرض ،الهواء ، الماء ، الكائنات ). والانسان هو العامل الرئيسى فى الحفاظ على البيئة ووقايتها وتنميتها كما انه هو المستفيد بالبيئة وما تشمله من نعم وموجودات ، فالبيئة هى المكان الذى يعيش فيه الانسان وكافة الكائنات الأخرى فالانسان هو المستهدف  بالتنمية  والتطوير ومن حقه أن يعيش فى بيئة سليمة ونظيفة هواء نظيف ، مياه نقية ..الخ ، وقياس مدى نجاح الانسان فى الحفاظ على هذه البيئة يتوقف على مدى تحكمه واستخدامه الامثل للامكانات المتاحه للحصول على المنفعه الكامله من بيئته وحرصه علي عدم انتشار الملوثات التى تسبب الأمراض وتزهق الأرواح .

والإسلام يحث على الحفاظ على البيئة فقد قال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة آية (11 ،12):

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (10) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ”(11).

وهذا التكريم ما هو الا توجيه الهى بضرورة الحفاظ على البيئة (البر والبحر) وكذلك الحفاظ على مكوناتها من ماء ونبات وحيوان ومناخ ليستمتع الانسان بحياته ويؤدى دوره كسيد لهذه الارض وخليفة عن الله فيها.

فهذا هو القرآن الكريم منذ 1400 عام يعلمنا ما هى البيئة وفضل علومها ، ويفرض على المؤمنين بالله تنميتها واستثمارها.

وينهانا عن الإفساد فيها حيث قال تعالى فى سورة المائدة آية (64) :

“وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.

فهل يقال : إن أول من أنشأ علوم البيئة هم الغرب عند نهاية القرن التاسع عشر ، فإن كان القائل من غير المسلمين فله العذر ، أما إن كان من المسلمين فإن عذره أقبح من الذنب ، لجهله بما أنزل الله من آيات خاصة بالحفاظ  على الأرض والإصلاح فيها ، بل أكثر من ذلك حيث أخبرنا سبحانه وتعالى بظهور الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس حيث قال تعالى فى سورة الروم آية (41): 

“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.

كما أوضح لنا سبحانه وتعالى بأنه خلقنا من الأرض واستعمرنا فيها ؛ فى قوله تعالى فى سورة  هود آية (61) :

“وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ”.

وبهذا كله نرى أن حسن إدارة البيئة هو من أوامر الله سبحانه وتعالى للمسلمين قبل أن يتشدق بها الغرب..

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى