بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

كفى تسمينًا للعجول !!..

الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي

 

كفى تسمينًا للعجول !!..

 

يعلو الضجيج ويتفاقم الأنين، ويفقد البشر في بعض الأحيان الأمل، ولكن الخير يكمن في الشر ومن عمق المآسي يولد الصبر، تمتزج الأحداث ونسمع الصرخات هنا وهناك، نحاول أن نتحدث بإيجابية ولكن الوضع يستمر للأسوأ وحوادث الأيام تنضح بالكدر، حينما تطبق على هذا المواطن الهموم ويرى بأم عينيه الغموم، فلمن الشكوى إلا لله وعلى من نُلقي اللوم؟ قرارات مجهولة الهوية تدوي في ربوع الوطن تثير الجدل والسخط، ثم تُلغى بعد ذلك فكيف؟ ومتى؟ ومن؟ أسئلة تنعدم الإجابة عنها جميعًا، فبعد حملة التقاعد وتطبيق الضرائب وارتفاع فواتير الكهرباء والماء، ترتفع أيضًا أسعار المواد الاستهلاكية أضعاف  ما كانت عليه من قبل، ومما يثير الغرابة تفاوت القيمة بين متجر وآخر والسلعة هي نفس السلعة والفارق بينهما كبير في القيمة،  فتأخذ هذا المواطن الحيرة وتلازمه الغرابة ويبقى في عجبٍ وذهول مما يحدث، ولا يلبث أن يفيق من كثرة الصدمات حتى يفجع بصدمات أخرى، وأي صدمة أكبر من صدمة المسرحين من أعمالهم وصرخاتهم المتكررة في كل يوم لعل هناك من يسمع صرخاتهم ويحسن من أوضاعهم، إن تجاهل الأمور وتركها  على حالها لا يزيد الأمر إلا تفاقمًا مع استمرار هذا الغموض الذي  يخنق صبر المواطن وقد طال انتظاره ونفسه تتوق لسماع خبر مفرح، وهو يتنسم الأخبار اليومية لعل فيها ما يُطَمْئن فؤاده ويسعد قلبه، فمن لصوت الفقراء وأصحاب الحوائج من للمتقاعدين؟ ومن للباحثين عن  الوظائف؟ ومن للمسرحين من أعمالهم؟ ومن لمن لا تكفيهم رواتبهم لعول أسرهم ؟  ومن للأسر التي قد لا تجد ما تقتاتُ به ولم أكن أسمع فيما مضى أن هناك أُسرًا قد لا تذوق وجبة الغداء  في اليوم الواحد؟ وقد رأيتُ هذا  في وقتنا الحاضر! فمن يتفقد هؤلاء؟ ومن سيسعى لإسعادهم؟ ضاقت بهم سُبل العيش وعفو أنفسهم عن السؤال! فهم لا يسألون الناس إلحافًا! فإلى أين تتجه سفينتنا؟  وهل ستصمد هذه السفينة أمام هذه الرياح العاتية؟ وإلى أين الوجهة؟ وما هو المصير؟ وهل من حلول تسحق هذا الفساد المطبق علينا منذ سنين؟ وهل من محاسبة للفاسدين فكفى تسمينًا للعجول! ومن أَكَلَ  من خيرات هذا الوطن بغير وجه حق فهو غلول، الناس تسعى لرفعة أوطانها والنهوض باقتصاد بلدانها ونحن تمكن منا الفساد وانتشر كالسرطان الخبيث الذي ينهش بدن الإنسان حتى يسقطه فيلقى حتفه، هل هذا ما تريدونه للوطن، لا بد لنا  من النزاهة والعفة والأمانة لحماية هذا الوطن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سئمنا المؤتمرات الفلانية في البلدان الفلانية والتي تزيد من عبء الوطن والمواطن ولا تتمخض إلا عن إهدار آلاف وملايين الريالات بدون طائل ولا عائد يذكر إلا المديح وماذا ينفعنا المديح الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وهنا تتجلى مظاهر الفساد، من يراقب المشاريع التي تسند إلى بعض الشركات التي تجني فوائد ثلاثة أرباع المبلغ المطروح وهي تقوم بعمل مشروعها بربع المبلغ فقط، وما خفي كان أعظم، وعسى أن تشهد الأشهر القادمة بعون الله ما هو  مفرح  لكل  مواطن يترقب بزوغ فجر الأمل بعد طول انتظار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى