أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

ناقوس الخطر يدق (2) .. مشاريعنا الحكومية والسلحفاة..

عـلـي بن ناصـر الحضـرمي

 

ناقوس الخطر يدق (2) .. مشاريعنا الحكومية والسلحفاة..

 

إن التسارع في بناء الأمم سمة هذا العصر، وقد سُخّرت كل الإمكانات العقلية لتسابق الزمن، وتطير بنا نحو الآفاق محلقين في عصر لا يقبل التقهقر أو البطء، ومن تأخر يجد نفسه خلف الركب ومن الصعب اللحاق بالقطار.

هذه هي عجلة الحياة تدور في تسارع غير مسبوق، ونمو خارج نطاق التفكير العبقري، وما يدور حولنا خير دليل على ذلك.

ورغم كل المؤشرات، والتطور والإنجازات؛ إلا أننا ما زلنا في سلطنتنا الحبيبة نمشي رويداً رويداً حتى سبقتنا السلاحف والضفادع وحتى الأحلام .. لا لسبب إلا لأننا نخطط أكثر من اللازم ونستغرق دهراً لتنفيذ جزء يسير مما خططنا له، لتمر الأيام ونكتشف أننا تأخرنا، فنعيد الكَرَّة في التخطيط ودراسة الأسباب وهكذا دواليك تدور العجلة ومشاريعنا في سبات وثبات.

إن التأخر في إنجاز المشاريع بعد إسنادها أصبحت سمة تميز كل خططنا ومشاريعنا، لتحدث لخبطة يصعب تداركها، وتكبد الدولة مبالغ باهضة في تغييرها، وما أكثر أوامر التغيير بسبب بطء حركة تنفيذ المشاريع، على عكس ما نلحظه في معظم دول العالم؛ حيث السرعة في تنفيذ المشاريع، وقلة تكلفتها، أما مشاريعنا فمكلفة وبطيئة التنفيذ وكثيرة التغيير؛ فإلى متى كل هذا ؟؟!!، ولماذا لا نستفيد من التقنية الحديثة في تنفيذ مشاريعنا كسباً للوقت والجهد، وتقليلا من الكُلْفَة التي تثقل كاهل ميزانية الدولة على حساب قطاعات أخرى ومشاريع أهم ؟؟!!، ألم يئن الأوان لمراجعة الأسباب والبحث في حلول للمشكلات إن وجدت ؟!!، وقد تكون معضلات بسيطة لا تحتاج إلى جهد كبير لتمحيصها ومعرفتها، فالدور الرقابي مهم وهو أنجع الحلول لتسريع المشاريع، وكذلك توفير الموازنة الكافية دون مبالغة ولا تبذير.

إن الغد لا يستقيم إذا لم يستقم اليوم، والمستقبل لا يُبْنى إن كان الحاضر متعثراً، وعلينا جميعاً واجب الرقابة الذاتية، والوقوف جنباً إلى جنب نحو بناء مستقبل عمان بسواعد عمانية لا تعرف الكلل ولا الملل، وقبل كل ذلك تُرضي ضميرها، وتُراقب الله في السر والعلن.

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى