تقريرقضايا أصداء

“التنقل الأخضر” .. مشروع طموح لمستقبل نظيف خال من الكربون .. تـقـريـر..

خميس الشماخي : نحتاج إلى 3 مراحل لكي نصل للحياد الكربوني الصفري..

 

كتب : محمد بن عبدالله الدغـيشي

 

نظَّمَت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مساء أمس الإثنين “ملتقى التنقل الأخضر”، حيث ناقش الملتقى عددا من المواضيع التي لها شأن بالحياد الكربوني الصفري، ورعى الملتقى المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، كما حضر عدد من أصحاب المعالي والرؤساء التنفيذيين وشركاء النجاح الاستراتيجيين.

جاء الملتقى ليسلط الضوء على الحياد الصفري الكربوني، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، لتكون السلطنة إحدى الدول التي تساهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة والتي من قرر اعتمادها في عام 2050 موعدا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني في سلطنة عمان، ويتحقق ذلك من خلال التوجه للطاقة النظيفة؛ لأجل تحقيق تنمية مستدامة.

وقال سعادة المهندس خميس الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن الهدف من الملتقى هو زيادة الوعي في التنقل الأخضر، وإطلاع الحضور على الجهود المبذولة من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والشركاء، ومن أجل توعية الحضور بأهمية شراء سيارات كهربائية صديقة للبيئة.

وأوضح سعادته أن وسائل النقل وتقنية المعلومات هي السبب الرئيسي في الانبعاثات، فقد بلغت نسبة الانبعاثات في عام 2020 نسبة 18% من السيارات، 60% من السيارات الخفيقة، 29% من المركبات الثقيلة، 11% من الحافلات والدراجات كما أكد أنهم مازالوا يدرسون كمية الانبعاثات في النقل البري والبحري وكذلك تقنية المعلومات، وقال بأننا وضعنا خطة بعيدة المدى ومن المتوقع أن تبدأ آثارها في عام 2030 وذلك لأننا نحتاج وقتا؛ لكي نوعي الناس بالسيارات الكهربائية والطاقة الجديدة، ولكن في عام 2040 ستكون نقلة نوعية كبيرة حتى تصل إلى هدفنا في عام 2050.

وأشارالشماخي إلى أن خطة الوزارة تستهدف 3 مبائ رئيسية في تمكين القطاعات المختلفة وهي الابتكارات والتطوير بالتعاون مع القطاعين الخاص والعام، والقيمة المحلية المضافة وتطوير القدرات المحلية وهو مرتبط ب ICV.

مراحـل التنـقـل الأخضـر..

وأضاف سعادته بأننا نحتاج إلى 3 مراحل؛ لكي نصل للحياد الكربوني الصفري، وهي المرحلة القريبة بحلول عام 2025، حيث تهدف المرحلة القريبة إلى تحفيز المركبات واستخدام الهيدروجين للنقل الثقيل والشاحنات، استخدام الوقود الحيوي، تمكين التكنولوجيا في تخفيض الانبعاثات، تمكين جميع الطرق الرئيسية بالشواحن للمركبات الكهربائية، تنظيم البيانات الضخمة لقطاع النقل، وضع أطر وتشريعات لتنقل المستقبل مثل إنترنت الأشياء في النقل، أما عن المرحلة الثانية والمتوسطة والتي متوقع لها بحلول عام 2028 فتهدف للاستخدام المزدوج للوقود وفيه النقل البحري والطاقة وزيادة أعداد المركبات الصديقة للبيئة، وتمكين استخدام الوقود المستدام للطائرات، توفير خدمات التنقل الذكي Mobility as service ، إنشاء مركز إقليمي لتزويد السفن بالوقود الأخضر، تقليل انبعاثات الموانئ، في حين تهدف المرحلة البعيدة بحلول عام 2035 إلى التوجه الكامل للطاقة.

وأشار سعادته بأن 1.4 مليار من السيارت التي تستخدم الحرق في العالم، بينما 26 مليون من السيارات في العالم تستخدم الطاقة الكهربائية، وأوضح أن الصين تستحوذ على السيارات الكهربائية، ومن المتوقع الوصول إلى 140 مليون مركبة كهربائية بحلول 2030، كما أن الاتحاد الأوروبي وضع سياسات صارمة في تسجيل مركبات الاحتراق الداخلي، وهناك دول أعلنت منع تسجيل مركبات الاحتراق الداخلي في 2025 – 2035، وقال بأن استخدام المركبات التي تعمل بالطاقة النظيفة أفضل من المركبات التي تعمل بالاحتراق الداخلي لكي نصل إلى الحياد الكربوني الصفري عام 2050.

المخـتـبـر الكـربـونـي الــ 18..

وتعمل الوزارة حاليا بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية على مبادرات المختبر الكربوني الــ 18، ففي مجال النقل العام تنفذ الوزارة مبادرة تحديد حارة خاصة للحافلات ومبادرة تحديد شبكة النقل العام الرئيسية والفرعية بمسقط الكبرى، أما في مجال المركبات الصديقة للبيئة أطلقت الوزارة عدة مبادرات منها: مركبات تعمل بالهيدروجين، استخدام الوقود الحيوي، محطة لإنتاج واستخدام الهيدروجين للمركبات، مواصفات تنظيمية لاستخدام المركبات الكهربائية، حوافز وحزم تشجيعية للمركبات الصديقة للبيئة، وفي مجال الموانئ الخضراء تعمل الوزارة على مبادرة تحويل المعدات للعمل بالطاقة الكهربائية، تطبيق الأنظمة الذكية، توصيل السفن بالطاقة الكهربائية، إزالة الكربون من قطاع الموانئ، إنشاء مركز إقليمي لتزويد السفن بالوقود النظيف، وفي مجال تقليل التلوث البيئي تقوم الوزارة بتركيب الألواح الشمسية في مطارات عمان والموانئ، التعاون الدولي لمنع التلوث الناجم من السفن، إنشاء محطات انتظار مزودة بالألواح الشمسية في محطات النقل العام. أما في مجال التشريعات والتنظيم فتقوم الوزارة بتحديد عمر تشغيلي لوسائل النقل البري، تعزيز الرقابة والتنظيم، شركات إدارة عقود النقل.

البـرنامـج التنـفـيـذي..

أشار المهندس عبدالله بن علي البوسعيدي إلى إنجازات وخطط الوزارة في ملتقى التنقل الأخضر، وتطرق إلى عرض مبادرات المختبر الكربوني زمنها: مبادرة ” المركبات الصديقة للبيئة الهيدروجينيه”، ومبادرة “التشريعات والتنظيم” ومعظم التشريعات وصلت إلى نسبة الانجاز القصوى، ومبادرة “تقليل التلوث البيئي” ويعنى بالمرافق والمباني التي تخدم المواني والمطارات والنقل هناك مبادرات تم العمل عليها وتم اصدار المواصفات فيها بشكل نهائي، ومبادرة “الموانئ الخضراء” وتقليل الحركة داخل الموانئ؛ من أجل تقليل الانبعاثات، ومبادرة “تحفيز مركبات صديقة” (القيادة بالقدوة) حيث تساهم هذه المبادرة في تمكين القطاع الخاص بتبني المركبات الكهربائية، مبادرة “تمكين شاحنات الهيدروجين” حيث تقوم الوزارة وبالتعاون مع وزارة الطاقة و المعادن بإنتاج وتوزيع محطات توريد الشاحنات، ومبادرة “تعظيم التتبع الذكي للنقل البري والبحري”، ومبادرة “تصميم الذكاء الاصطناعي” والذي ساهم في تقليل المسافات، ومبادرة “تطوير شبكة الشواحن الكهربائية” وحالياً يوجد ١٠٠ شاحن كهربائي في السلطنة.

وتطرق البوسعيدي إلى أبرز التحديات التي تواجه السلطنة في التنقل الأخضر، وإن أبرز هذه التحديات هي: جغرافية السطنة والتي معروفة بأنها شديدة التضرس، وتكلفة التقنيات الحديثة الباهضة، وعدم توفر كوادر وصناعات محلية لقطع الغيار للمركبات الكهربائية، كما أن تحقيق الحياد الكربوني الصفري يكون من خلال شركاء النجاح الذين تكاتفوا يدا بيد من أجل إنجاح التنقل الأخضر.

اتـفـاقـيـات..

وعلى هامش الملتقى تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حيث وقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات برنامج تعاون لتنظيم أسبوع عمان للاستدامة مع شركة كونكت، ويتمثل التعاون في تقديم مبادرات بإسم “التنقل الأخضر والذكي”، وتنظيم”إكسبو للنقل الأخضر والذكي”.

كما وقعت الوزارة برنامج تعاون لتركيب وتهيئة البنية التحتية لشواحن المركبات الكهربائية في سلطنة عمان مع شركة شل عمان، يأتي هذا التعاون لدعم خطط الوزارة لبناء وتوسيع البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في مواقع سريعة، حيث ستقوم الشركة بنشر أجهزة شحن سريعة ذات تيار مباشر (DC) بالإضافة إلى أجهزة شحن التيار المتناوب (AC) للوجهات وغيرها لبناء شبكة مترابطة ومتكاملة من أجهزة الشحن الكهربائية التي تتيح الشحن السريع والآمن.

وتم توقيع اتفاقية شراكة بين شركة النفط العمانية للتسويق وشركة سينرجي للاستثمار لتأسيس شركة أيفو لتوفير حلول شحن السيارات الكهربائية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شل عمان ومؤسسة أملاك لمصادر الطاقة لبدء شراء شواحن المركبات الكهربائية من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمانية المحلية، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين شل عمان ومؤسسة HTC للاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة للشواحن الكهربائية من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمانية المحلية.

واختتم الملتقى بتقديم عرض مرئي لأبرز النقاط المتعلقة باختصاصات شركاء النجاح التي تسهم في إنجاح التنقل الأخضر؛ من أجل تحقيق الحياد الكربوني الصفري، كما تم عرض بعض النماذج من المركبات الكهربائية الصديقة للبيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى