تحقيققضايا أصداء

الذكاء الاصطناعي بين سندان الإبداع ومطرقة المخرجات..

* العويمري : بوجود الذكاء الاصطناعي بضغطة زر واحدة بإمكان الباحث أن يحصل على سلسلة متتالية من المعلومات متتابعة بالزمن والنتائج.

* العدوية : يعتبر الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمعلم أداة فعالة لتوصيل المعلومة للطالب بشكل واضح ومبسط.

* الشعيلي : الاستثمارات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون متزنة وفقاً للأهداف التعليمية.

 

استطلاع : مريم المفرجية وروان الهنائية

 

احتلت برامج الذكاء الاصطناعي محركات البحث لمجموعة كبيرة من المستخدمين؛ إذ أحدثت جدلاً كبيراً،حيث غيّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الكثير من جوانب الحياة الحديثة، وكان لابد من الاستعداد للكيفية التي سيغير بها الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية.

وفي هذا الصدد التقينا بعدد من المعنيين في الشأن الأكاديمي والتقني في قطاع التعليم للحديث عن التغييرات التي أجراها الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم؛ فيقول محمد بن سليمان العويمري أستاذ مساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى : الذكاء الاصطناعي من أهم مجالات الثورة الصناعية الرابعة، وما أتى هذا إلا ليحسن حياة البشر ومن ضمنها الجانب العلمي؛ فنجد أن من أصعب الأشياء التي تواجه الباحث في الدراسات الأكاديمية هي الدراسات الأدبية، و لكن بوجود الذكاء الاصطناعي بضغطة زر واحدة بإمكان الباحث أن يحصل على سلسلة متتالية من المعلومات متتابعة بالزمن والنتائج، فهذا يعطي جودة كبيرة في البحوث الأكاديمية.

توافقه الرأي إسراء بنت محمد العدوية أستاذ مساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط بقولها : الذكاء الاصطناعي سهل عملية تسير البحوث العلمية وذلك بتسهيله للباحث الأكاديمي للدخول إلى منصات عملية مختلفة والبحث في شتى مجالات العلوم، بالإضافة إلى أنه سهل عليه مشاركة بحوثه العلمية في منصات مختلفة.

ويؤكد العويمري إلى وجود تحديات سوف تواجه المعلم بوجود برامج الذكاء الاصطناعي بالقول : يهدف الذكاء الاصطناعي إلى زرع الذكاء البشري في الآلات المصنوعة لتصبح ذات كفاءة عالية في إعطاء المادة العلمية، و من أهم التحديات هي قلة التواصل بين الطالب والمعلم وما بين الطلاب ذات أنفسهم، فالبتالي عملية الصداقة والزمالة بينهم محدودة.

وفي الإطار ذاته يقول العويمري : إن الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في الكسل وقلة الإبداع العلمي في المذاكرة والبحوث العلمية، ووجود مثل هذه البرامج سوف تقلل من تحفيز الطالب أن يحضر بأفكار إبداعية جديدة، وذلك لاعتماده الكلي على البرامج.

وتضيف عليه الباحثة الدكتورة منى بنت حمد الهنائية، أستاذ مساعد في هندسة الكيمياء والمعالجة التحويلية في كلية عمان البحرية الدولية والجامعة الوطنية عن السياق ذاته : مما لاشك فيه أن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل عام ومستخدمين هذه البرامج من القطاع التعليمي بشكل خاص عززت من الارتقاء بالعملية التعليمية، ولكن يجب على مستخدم برامج الذكاء الاصطناعي أن لا ينسب الأعمال التي تم أخذها بشكل مباشر ودون اضافات او حتى قراءة من المستخدم لنفسه؛ وهذا لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تكتب بطريقة تختلف عن طريقة البشر؛ فيجب على المستخدم الاستفادة الإفادة قصوى من هذه البرامج مع محاولة لإعمال العقل واشغال الحس الإبداعي للمستخدم.

الاعتبارات الأخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي..

مع تطور العلم والتقدم التكنولوجي ارتأينا إلى وجوب ضرورة الاستخدام الأخلاقي لبرامج الذكاء الاصطناعي.

قال محمد بن سليمان العويمري: نحن مدركين إلى أن الذكاء الاصطناعي قائم على مجموعة من البيانات والخوارزميات فلا بد من سن قوانين تضمن تعامل الإنسان مع هذه الآلة بالشكل الصحيح والأخلاقي، فكما نعلم أن الذكاء الاصطناعي استطاع على خلق أصوات مشابهه لأصوات عديد من الناس، وهذا وقد يعطي الناس فرصة في التلاعب بها فكيف بباقي المعلومات، ف لابد من سن قوانين تضمن تعامل الطالب مع هذه الآلات.

يضيف الخليل بن أحمد العبدلي مدرب أدوات الذكاء الاصطناعي وكاتب محتوى بقوله: من الجوانب غير الأخلاقية في استخدام الباحث أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة يجعل الأداة تنجز البحث له؛ لأن من المعلوم أن كتابة هذه البرامج للبحوث بطريقة ذكية ويسهل معرفة أنها ليست من صنع الإنسان.

تأثير الذكاء الاصطناعي على دور المعلم..

لا شك بأن الذكاء الاصطناعي جاء محاكياً لوظيفة المعلم، من هذا الصدد يقول العويمري: يسعى الذكاء الاصطناعي على تبسيط مهمة المعلم والارتقاء بجودة التعليم ويمكن من خلاله اختيار الأسئلة، من خلال الذكاء الاصطناعي نختار الاسئلة اللي تستهدف نقطة ضعف الطالب ونقوم بمعالجتها وتعديلها ونحن كأساتذة نوجد صعوبة في إيجاد هذه النقاط لكن مع الذكاء الاصطناعي بإمكاننا نستهدف هذه النقاط ونقوم بتعديلها. ومن وجهة نظري دور المعلم دائما موجود ولا غنى عنه أبدا.

وتضيف العدوية قائلة : إن الذكاء الاصطناعي له دور كبير في زيادة جودة التعليم وتحسين من إنتاجية المعلم حيث انها وسيلة فعالة لتبسيط الإطار النظري للطالب،غير ذلك يعتبر الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمعلم أداة فعالة لتوصيل المعلومة للطالب بشكل واضح ومبسط.

ويختم العويمري بقوله : ومع ذلك سوف يساهم الذكاء الاصطناعي أكثر في البُعد الاجتماعي والصحي لدى الطالب.

التقدم التكنولوجي والرأي العام..

ولمعرفة مدى جاهزية الطلاب في مواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي، يقول ناصر بن يحيى البراشدي : كما نعلم جميعاً بأن في الوقت الحالي العالم تطور وتقدم في العلم. ومن هذه العلوم التي فيها فوائد كثيره للانسان، علوم الذكاء الاصطناعي؛ فهو في هذا الزمن يبحث عن الراحة وعن السرعة في إنجاز العمل. فنحن نتعلم ونبحث وندرس باستخدام هذا الذكاء.

فيضيف البراشدي بقوله : نجد ان هناك فرق كبير في فارق العمل، أي أن عند استعمالك للذكاء الاصطناعي لا تحتاج الى وقت كثير ولا جهد كبير لكي تنجز عملك، بل تنجزه بسرعة وفي ضغطة زر تستطيع الحصول على ما تريد من معلومات تخدم الجانب العلمي والعملي، بالإضافة إلى أن عصرنا الحالي هو عصر السرعة، فالطالب يعيش فترة أسهل وأسرع؛ لأن لديهم الكثير من الوسائل والإمكانيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي التي من خلالها يقوموا بعملية البحث والمساعدة والتواصل وما إلى آخره من تسهيلات. لذلك علينا جميعاً نحن كطلاب أن نستغل هذه الفرص العظيمة والتكنلوجيا المتاحة وأن نعطيها حقها وان نستعملها استعمال سليم وان نستفيد منها لكي نفيد من بعدها. وعلينا ان نكون دائما يقضين منتبهين من سلبيات ومن المشاكل التي تؤثر على الطالب.

تخالفه بالرأي رنا بنت راشد الهنائية معلمة مجال أول بقولها : أرى أن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا سلاح ذو حدين، لا يمكن أن نقول أنه ايجابي بحت، وإنما له سلبيات عديدة قد تعود بأثر عكسي على الجيل الناشئ، نستطيع أن نحصيها في الآتي : التكاليف الإجمالية العالية حيث أن الذكاء الاصطناعي باهظ الأثمان يتطلب إعداد أولي و وحدات استثمار عالية ،كذلك بالنسبة لتكاليف تدريب الموظفين، كذلك تقليل العمالة وهو ما يؤدي تدريجياً إلى تقليل أعداد الموظفين التقليديين وما له من تبعات كالبطالة، وهذا لا شك أنه سيؤثر على القدرة الإبداعية، حيث انه بمرور الوقت ومع الكم الهائل من البيانات والتجارب المدخلة إلا أن الذكاء الاصطناعي غير قادر على تصميم مناهج إبداعية وتفكير خارج الصندوق، كذلك يزيد من احتمالية الكسل البشري حيث أن استخدام الآلات بشكل مستمر يؤدي إلى قلة استخدام العقل وبالتالي تجمد الأفكار وضعف الاعتماد على النفس.

الذكاء الاصطناعي انفتاح على المستقبل..

سجل الذكاء الاصطناعي عدداً من النجاحات والاختراقات العلمية في شتى المجالات، ومع جانب الآمال والوعود المرتبطة، هنالك تحديات بعيدة المدى حيث قالت الباحثة الدكتورة منى بنت حمد الهنائية ،أن أحد أكبر التحديات المستقبلية التي تواجه قطاع التعليم هي محدودية الكفاءات التكنولوجية، حيث إن الأشخاص المختصين بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي متواجدين بقلة حول العالم، فهذه العمليات تتم من خلال تكييف برامج الذكاء الاصطناعي مع مجموعة بيانات محددة . فيجب توافر مهارات ومواهب معينة ويحتاج إلى تدريب المهتمين في هذا المجال لسنوات عديدة.
وهذا ما يفسر لماذا تتنافس الشركات العالمية لتوظيف خبراء الذكاء الاصطناعي.

وأشار الحارث بن زهران الشعيلي طالب من جامعة السلطان قابوس تخصص علوم حاسب آلي إن المتطلبات الأساسية لتحقيق نظم ذكية مرتفعة التكلفة مثل الإمدادات المستمرة من الطاقة لعدد لا يحصى من أجهزة الحواسيب، بالإضافة إلى شبكات إلكترونية تربط بين هذه الحواسيب، ف لا بد من تواجد كميات كبيرة من البيانات التي يمكن الاستعانة بها لتدريب الخوارزميات .كذلك تدريب الطاقم التدريسي وإعداده للتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي يكلف الدولة مبالغ باهظة، و التكامل مع العالم الخارجي حيث تسعى الحكومة إلى تكوين شراكات مع الشركات التكنولوجية والجهات الأكاديمية لتوفير الدعم اللازم وتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال.

وأضاف الشعيلي بقوله: تشير التقارير إلى أن حجم سوق التعليم الذكي العالمي قد يصل إلى مئات المليارات من الدولارات في السنوات القليلة المقبلة، وهذا يشير إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من الجهات الاستثمارية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم بحيث تكون متزنة وفقاً لأهداف تعليمية.

وهكذا كانت آراء المعنيين في هذا القطاع ويبقى السؤال هل ينهي الذكاء الصناعي عنصر الإبداع للطالب الأكاديمي؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى