
لقد آن لنا أن نصحو .. آن أن نرى الحقيقة كما هي..
الدكتور عدنان بن أحمد الأنصاري
محلل سياسي ، دبلوماسي ، وسفير سابق
العالم لا يرحم الضعيف، ولا ينصت لصوت المرتجف، ولا يحترم إلا من يملك القوة في يده، والهيبة في كلمته، والردع في مواقفه.
انظروا حولكم… فلسطين تنزف منذ عقود، العراق جُرح، سوريا تُمزّق، اليمن يُستنزف، وليبيا تُنهب… ونحن؟ ما زلنا نحسب الكلمات قبل أن نقولها، ونزن المواقف بميزان من خوف وارتجاف.
أما الآخرون ؟!.
في واشنطن وطهران تُلعب لعبة “ذيل الأسد”.
إيران – رغم حصارها وعقوباتها – لم تسمح لأحد أن يدوس على ذيلها دون أن يدفع ثمناً.
صنعت لنفسها رادعاً نفسياً قبل أن يكون عسكرياً، حتى بات العالم يحسب ألف حساب قبل أن يقترب منها.
أما نحن ؟ فقدنا هيبة الأسد، وصارت أذيالنا تُداس كل يوم، ولم نعد نسمع زئيراً يردع أو يوجع.
الخطر ليس في أن نُستهدف؛ بل في أن نستسلم.
الخطر ليس في أن نتعرض للضغوط؛ بل في أن نصبح عاجزين عن الرد.
الخطر ليس في المؤامرة الخارجية؛ بل في العجز الداخلي.
لا زال في الأمة حياة..
لا زال في الأمة رجال ونساء قادرون على أن يعيدوا للأسد أنيابه ومخالبَه، وأن يجعلوا من كل ذيلٍ يُداس سيفاً يقطع يد المعتدي.
ما العمل ؟.
1. بناء الردع العربي : لن يكون لنا مكان في هذا العالم ما لم نخلق منظومة ردع حقيقية، عسكرية واقتصادية وثقافية، تجعل أي عدو يعلم أن ثمن الاعتداء على أرضنا أغلى من قدرته على الدفع.
2. توحيد البوصلة نحو فلسطين : من لا يدافع عن قلبه، سيموت عاجلاً أو آجلاً.
فلسطين ليست قضية عابرة، بل هي معيار حياتنا وموتنا كأمة.
3. تسليح الشعوب بالوعي : الشعوب العربية هي القاعدة الصلبة التي إن أُهملت صار الأسد عاجزاً، وإن وُعيت وانطلقت صار لها الزئير المدوّي.
4. تنويع أوراق القوة :
بالعلم، بالصناعة، بالاقتصاد، بالثقافة، بالإعلام، بكل سلاح نمتلكه، حتى نعود أمة يُحسب لها ألف حساب.
كفانا صمتاً، كفانا تردداً، كفانا انتظاراً لغيرنا كي يدافع عنا.
لقد آن أن نكتب بدمائنا وأفعالنا أننا لسنا ذيولاً، بل أسوداً.
آن أن نصرخ في وجه العالم : إذا دُسنا سنزأر… إذا جُرحنا سنقاتل… وإذا اجتمعنا سنغيّر موازين الأرض.
إنها ساعة الحقيقة؛ فإما أن نكون أمة تُحسب لها موازين القوة، أو نظل ملعباً لكل من هب ودب.
لا خيار لنا إلا أن نعود أسوداً تزأر…