بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مكانة المراة في الاسلام .. حقوقها وواجباتها..

زينب بنت حمود الحبسية

 

المرأة في الإسلام لها مكانة عظيمة؛ فهي الجوهرة المصونة، والدرة المكنونة، ولقد اولى الاسلام المراة اهتماما كبيرا، ونظر إليها نظرة تكريم وفخر واعتزاز؛ فهي الجدة والأم والأخت والعمة والخالة والجدة والزوجة والابنة، ولقد أولاها الحق سبحانه وتعالى مهمة الى جانب أخيها الرجل؛ هو الاستخلاف في الأرض وتربية الأبناء على النهج القويم والصراط المستقيم.

لقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها التي حرمت منها في الجاهلية، ومن خلال هذه الحقوق التي مُنِحَت للمرأة في الاسلام لتقوم بدورها وتساهم في تعزيز القيم الاجتماعية.

ومن تكريم المرأة في الإسلام أن خصص لها سورة في القران الكريم سميت بسورة النساء،
ومن اعظم حقوق وتكريم الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها وعزتها، ويحميها من الألسن والأعين الغادرة والأيدي الباطشة؛ فأمرها بالحجاب والستر والبعد عن الاختلاط بالرجال الأجانب وكل مايؤدي الى الفتنة ، دون المساس بكرامتها وعرضها، كما كرم الاسلام المراة وجعلها شريكاً اساسياً في الوجود الإنساني والتكليف؛ قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً، واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1).

إن المراة خلقت من ضلع الرجل وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن جئت لتقومه كسرته أمرنا الاسلام بالرفق بالنساء، وكان اخر كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (أيها الناس أوصيكم بالنساء خيرا).

وكما كرم الاسلام المراة كفل لها حقوقا وواجبات، وحتى يباركها الله عز وجل في حياتها ويسخر لها أسباب السعادة والرضى والطمأنينة،وحتى تكون الجنة تحت قدميها لا بد أن تتصف بصفات عظيمة منها :
•⁠ ⁠تحفظ نفسها وعرضها وكرامتها في حضور زوجها وفي مغيبه وفي السر والعلن وفي الصغر والكير سؤاء كانت بين أهلها وأسرتها أو رفيقتها في العمل أوالمجتمع من حولها.
•⁠ ⁠تتحلى بالخلق والأدب الرفيع، وتتزين بلطف الخطاب، وحسن المعاملة.
•⁠ ⁠تقبل النصيحة، والنقد البناء، وتطلب العلم والمعرفة والثقافة، ومن أهم وأجمل صفات وأخلاق المرأة المسلمة التي كرمها الله عز وجل :

أن تتقرب الى الله سبحانه وتعالى، وترفع رصيدها من الإيمان والتقوى، والإحسان الى الناس، ومهابة الله عزوجل بالطاعات والخشوع والصدقات، والتضامن وفعل الخير.

أينما اتجهت المرأة المسلمة لا بد أن تترك بصمتها في الحياة اقتداء بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن والصحابيات والتابعات، والأمثلة كثيرة لا تعد ولاتحصى؛ بل في كل حقبة من الزمن منذ خلق البشرية؛ هناك نساء سطرن سيرتهن الزكية بأحرف من نور، والمرأة المسلمة التقية النقية الطاهرة قوية بقيمتها وإيمانها لا تقبل الإهانة من أحد؛ هي تتحدى ضغوط الحياة ومنغصاتها، وتمر من أمامها صامدة بكرامة وعزة؛ هي التي تصنع السعادة لنفسها ولا تنتظرها من أحد؛ هكذا أخبرتني أمي أن المرأة الصالحة قدوة في الحياة، وبصمة تترك بعد الوفاة، وهي قائدة مؤثرة.

وفي ظل الظروف التي تمر بها الحياة لا بد أن تسهم المرأة المسلمة بدورها سنداً لأسرتها تعمل بكل حب ومودة؛ فتفكر وتبدع في بيتها ومطبخها وأولادها وزوجها؛ تطبق ما تعلمته في الجامعات وفي الحياة، وتبدع بأفكار خلّاقة، وتنشر عطر عفتها وشذاها؛ بالخلق الطيب والعفاف؛ سليلة النسب والفخر التي وصفها الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الحديث النبوي الشريف بقوله : (إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وفي ماله).
وعن أبي هريرة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سئل : أي النساء أفضل ؟ فقال : التي تَسُرُّه إن نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، ولا تخالفه بما يكره في نفسها أو ماله).

فمكانة المرأة المسلمة عظيمة، ودورها غاية في الأهمية، وصلاحها هو صلاح الأمة بأسرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى