بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

السياحة تكامل منظومة أدوار..

حبيـب بن مبـارك الحبـسي

 

السياحة تكامل منظومة ادوار..

 

حينما يأتي الحديث عن مواسم السياحة في عمان نستحضر موقعها المتميز وتضاريسها ومناخها المتنوع في فصوله وبما تختزنه من تراث عريق يحكي تاريخ هذا الوطن ودوره الحضاري في اثراء الإنسانية نتسائل ونستوقف لماذا لم نستغل كل تلك المقومات والمعطيات ونوظفها ونسوق لهذا القطاع وفق رؤية تحمل أبعادا واقعية وتتماشي مع كل المستجدات فيه؟ ولماذا السياحه لم تلبي طموحنا.؟ ونرى عمان قبلة الزوار!
لكي نبني ونطور وننجح علينا أن نتيح المجال للاستماع للمقترحات التطويرية ولانتقاد الأداء؛ لا يهمنا الشخوص.ولا تعنيننا شيء. ولا نمحور قصد المنتقد لنبني من الأفكار فكرة نتوقف عندها نستقري منها خلاصة الرأي ليكون المعبر عن طرحه شريكا وداعما . يهمنا أن نستمع ونحلل ونشخص كل طرح كل ما نطمح إليه أن تكون عمان المصلحه الأولى في كل شي .. ولا نقلل من أية فكرة أو مقترح.

لدينا الإرادة وتحدثنا الغيرة ولكن ينقصنا ان يكون التخطيط الاستراتيجي متكامل الأدوار وفق رؤية يرصد لها الميزانية المطلوبة إذا أردنا أن يكون هذا القطاع مساهما في الإنتاج القومي للبلد.

لدينا طموح يعانق عنان السماء في أن نرى عمان مقصد للزوار على مستوى العالم ولا يكفي بأن نتغني بما حباها الله تعالى من مقومات وخيرات بطقس متنوع في محافظاتها بل علينا البناء والعمل والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة والتقييم.

وجهة نظري ليست المشكله في تبديل وزير ليأتي آخر في السياحه طالما لم تكن هنالك رؤية واضحه بتكامل الأدوار بين المؤسسات، ولن يكون هنالك تغيُّراً في منظومة السياحة؛ فوزارة السياحه جهة تحتاج إلى شركاء تنفيذ جوانب التنمية.

السبيل للنهوض بهذا القطاع نحتاج إلى رؤية واستراتيحبه وطنية بإرادة طموحه تتمثل أولا في إيجاد لجنه مركزيه تمثل كافة أطياف الوحدات المدنية والأمنية وبعض النخب ممن يسهمون في البحث والكتابة عن السياحة ليضعون مخططاً لدراسه ميدانيه وطنية شاملة تستهدف المواطن باعتباره شريكاً أساسياً يتاح له مساحة التعبير برأيه؛ لأنه مهم في إنجاح هذا العمل الوطني.

بعد تفريغ ما تحمله الدراسه الميدانية بأدواتها ينطلق العمل إلى تحديد محاور لإقامة ندوات مخططة وعملية في كل محافظة تهدف إلى الخروج بتوصيات محددة
بعدها تقام ندوة أو مؤتمر على مستوى الوطن خلاصة محاور كل المحافظات ثم نبني الاستراتيجية للتنفيذ خلال مدة 4 سنوات.

الأهم من كل هذا أن تكون كل الوحدات الحكومية والخاصة جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ متطلب هذه الرؤية كل في مجاله، والعمل على إطلاق منصة المحطة الواحده في تقديم التسهيلات والاعتماد في غضون وقت لا يتعدى الأيام بعد اكتمال دراسة كل التصورات للمشاريع السياحية وإيجاد ميزانية وفق متطلبات الرؤية مصحوبه بخطة إعلامية واقعية ترصد الإنجاز الذي تحقق وتنقل التطور الذي ينجز، ولا نريد أن نستمع إلى تصريحات ترفعنا عالياً وعلى أرضية الواقع لا تلبي الطموح؛ نحتاج إلى جهد وإمكانيات حقيقة .. تنفذ وتتابع وتحاسب وتنجز.. لا نريد عناوين وإطلالات براقة تخدرنا .. كفانا ما قيل لا نريد حتى أن نتذكر ما قيل.

يجب أن ننطلق من فكر أن الكل معني بدوره في السياحة؛ فكل مؤسسات الأجهزة المدنية والأمنيه والأفراد والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية شركاء في الأدوار؛ من حيث تقديم الخدمات والتسهيلات، وتذليل الصعوبات، والعمل على دعم وتشجيع كل الافكار من أجل بناء عمان.

وبعد اعتماد الرؤية الاستراتيجية للسياحة يتم العمل في كل محافظة حسب ما يرصد لها من مشاريع وفق ما تمتاز به كل محافظة مع المتابعة في التنفيذ والتقييم والمحاسبة.

اعتقد بعدها سيكون الحدث مختلف بإذن الله تعالى، وسنشاهد عمان في هذا القطاع بثوب مختلف؛ عندها سيكون الحديث من أرض الواقع كشاهد عيان للجميع وستساهم السياحة بإثراء في الناتج القومي للبلد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى