بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

حين يضيق صدر القصيدة.. عمان أرض القصائد العطشى

الدكتور محمد السيد يوسف لاشين

أستاذ علم النقد الاجتماعي والتفكير الناقد

 

 

يا لبنةَ القلب الأصيلة ويا دبقةَ اللسان التي صقلتها الأيام، أكتب إليكم اليوم من بين ثنايا الحنين والوله، خطابًا مزجته الآمال بالمحبة ، أكتب لوزارة الثقافة في عُمان – تلك الهيئة التي تمتلك مفاتيح الباب إلى عالم الأدب– دعوةً لمدِّ المساحات، وإنماء مواطن الشعر في الفصحى والنبطي والعمانيّ المحلي.

عندما نقف على خريطة الأدب العُماني، نلمس كيف أن الحِرَف والكلمات الأصيلة ترعرعت في رحم الأرض: بين جبال الحجر، وسواحل الباطنة، وواحات الداخلية. إن إحياء الشعر العماني ليس ترفًا، بل واجب حضاريّ، وتراث آن له أن يُنتشل في الوقت المناسب، عمان ارض الشعر والشعراء منها خرج عامر الشعيبي الفقيه الشاعر والبهلاني ومحمد بن شيخان اللغوي، ومنصور الفارسي وغيرهم،

هؤلاء وضعوا لبنة أساسية في تاريخ الشعر في عُمان. لكن الزمن مضى، وها نحن نحتاج إلى أن تُروى الأرض من جديد. فنرى زاهر الغافري وسيف الرحبي و ناصر البدري، وسماء عيسى، وفاطمة الشيدية، وبدرية الوهيبية، وصالح العامري، وغيرهم،
وايضا لا نغفل عبد العزيز العميري وهو شاعر نَبَطِي نال جائزة البُردة (في نسختها السادسة عشرة) عن فئة الشعر النبطي.

ولو أوردنا جماليات النبطي العماني فقد نتخطى المقال إلى سلسلة مقالات لا تنتهي عن ذلك الأدب الأصيل الطارح من نبت هذي الأرض.

سيدي وزير الثقافة إنّي لا أكتب منكَرًا، بل أرسل إليك بنظرة الناقد الذي رأى المُوهِبَين في عُمان يستشعرون قلة المنابر، وربما بعض التهميش الإعلامي، فهل يعقل أن يُقام مهرجان شعري في مسقط أو في إحدى المحافظات، ثم يُطوى كأنه حادث عابر؟ لماذا لا نشَرّع لدعائم الشعر في الفصحى والنبطي والعماني المحلي؟ لماذا نترك الهوة بين الشعر المحترف والعامة؟، ولماذا لا تُعطى المكتبات دورًا كبيرًا في عرض دواوين الشعر العماني، إنني – باسم الأرض الطيبة أُلتمس– أن تُفتَح أبواب الثقافة على مصاريعها، وأن تُنَصَّب منصات الشعر في كل ولاية، فلا نضطر إلى أن يختبئ الشاعر بين جدران كلماته.

أطلب أن تكون المسابقات الشاعرية السنوية مؤهلة للفصحى والنبطي والشعر العماني المتمايز، لا أن تقتصر على فئة واحدة فقط، يا من تملكون مفاتيح الثقافة في هذا البلد الكريم ، أنتم من يضيء الطريق للشعر العُماني فتزهر حروفه، إنني أكتب إليكم راجيًا من الله ثم منكم أن تكون خطواتكم الشهر كما تعودناها منكم في باقي المجالات فلنهب للوطن قصائد جديدة، ونظهر شعراء يعيدون مجد أسلافهم،.. دمتَم ودامت عُمان أرض الشعر وأنشودته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى