بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

عمران خان .. قائد مُسلم جديد يسقط أمام المؤامرات الغربية..

حـمـد النـاصـري

 

عمران خان .. قائد مُسلم جديد يسقط أمام المؤامرات الغربية..

 

أُعلن يوم السبت التاسع من ابريل 2022 في باكستان عن سَحب الثقة من قبل البرلمان من رئيس الوزراء عُمران خان وحكومته بعد أخذ وجذب بينه وبين المعارضة استمرّ طيلة فترة رئاسته القليلة وبعد تهديدات من امريكا والغرب بضرورة تغيير سياسته او التنحي عن الحُكم وفي تزامُن ومُصادفة يَبدوان غريبَيْن مع مناسبة مرور 19 سنة على غزو العراق وسقوط بغداد بيد الأمريكان !! وكان خان قد أعلن مساء الخميس الفائت رفضه الاستقالة من منصبه، مُتهماً الولايات المتحدة بدعم المعارضة، عبر خطاب مُتلفز ” لن أركع أمام أي أحد، ولن أسمح لشعبي بالركوع أمام أحد” وأضاف أنه خلال ما يُسمى الحرب على الإرهاب تعرضت باكستان “للإهانة”، مُشدداً على أنه السياسي الوحيد الذي قاد مظاهرات ضدّ هجمات الطائرات المُسيّرة في مقاطعة وزيرسْتان القبلية، واتهم عُمران خان الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة التدخل في شؤون بلاده من خلال دعم أحزاب المعارضة، مؤكدا : “لن أسمح للمعارضة بالنجاح مطلقا”.

وتحدث الرئيس الباكستاني عبر خطابه موجهاً اتهامه المباشر لأمريكا “هددت أميركا بإسقاط حكومتي لأنني رفضت إقامة قواعد عسكرية لها على أرضنا”؛ مشيرًا إلى انّ باكستان، يجب ان ترتفع بين الدول لا ان تنهار او تصل إلى مستوى مُتدني بين بقية دول العالم، وقال في خطابه “أن سياسة باكستان الخارجية يجب أن تكون مستقلة، ولا تصطف ضد أحد”.

وبالنسبة لأمريكا فإنّ عُمران خان قد ارتكب خطأ وعليه دفع الثمن !!.. وهو الإطاحة به من خلال التحالف مع المعارضة وتهييج الرأي العام الباكستاني بالمطالبة باستقالته .. ولا يَستبعد التآمر عليه من خلال انقلاب عسكري .. ذلك جراء تضامنه مع روسيا والصين وفلسطين. وانتقاداته للسياسات الأمريكية والغربية تجاه الدول الاسلامية.

وتتهمه المعارضة بسوء الإدارة الاقتصادية في ظلّ تسارع التضخم وضعف عملة الروبية، فيما يتهمه خصومه الآخرون في حركة “انصاف” بخلافات مُتزايدة في سياسته الخارجية ، منذ انتخابه في 2018.

وكما يبدو في نظر أمريكا انّ عُمران قد ارتكب أربعة عشر خطيئة من الخطايا الكُبرى من وجهة نظر الأمريكان .. أهمها :

رفضه المُطلق لوقف الدعم لحركة طالبان الأفغانية، والوقوف خلف نجاحها في التعجيل في هزيمة وانسحاب الولايات المتحدة المُهين من أفغانستان عام 2021 وتوطيد علاقاته مع الصين وبالأخص مُبادرتها ” الحزام والطريق” وتوقيعه معاهدة تعاون اقتصادي معها بقيمة قدرتها امريكا 62 مليار دولار وتشمل تعاوناً في مشاريع اقتصادية ضخمة، تُغنيه عن الولايات المتحدة وتأييده ولو ضمنياً للاجتياح الروسي لأوكرانيا ثم ذهابه إلى موسكو في بداية الازمة. وتأييده المطلق لحق الشعب لفلسطيني في أرضه ورفضه الانخراط في عملية التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني ورفضه طلبات أمريكية  مثل إقامة قواعد عسكرية على أرض باكستان والزّج بالجيش والمخابرات الباكستانية للعمل تحت القيادة الامريكية في أفغانستان.

وثالثة الأثافي التي تراها أمريكا لا تُغتفر هو موقف زوجته الأولى، وأم أطفاله السيدة جمايما خان المؤيّد للفلسطينيين وهي التي كتبت العديد من المقالات في الصُحف البريطانية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .. علماً أنّ جمايما جولدسميث، هي من أصل يهودي واعتنقتْ الإسلام بعد زواجها بعمران.

خلاصة القول :

أنّ أمريكا لجأت إلى الجيش لإقصاء عُمران خان، وأطاحت به عبر المعارضة، وبغدر أقرب المُقَرّبين له من نفس حزبه، وباتهامات واهية، في حين أنّ منافسه الذي انتخبه البرلمان لمنصب رئيس الحكومة محمد شهباز شريف مُتّهم بقضايا فساد وأطلق سراحه بكفالة !!، ورغم ذلك تُؤيده أمريكا وتدعمه لغاياتها هي، ولكن مثل تلك الخطوة لا يُمكن أن تمرّ بسلام والأيام حُبْلى بالمفاجآت وقد يتدخل الجيش وحينها ستغرق باكستان في فوضى هي صناعة أمريكية بامتياز.

المصدر : الميادين ، رأي اليوم ، قناة RT (روسيا اليوم) ، و ويكيبيديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى