سـوء الظـن ورمـي الأبـرياء !!..
ماجـد بن محمـد الوهـيـبـي
سـوء الظـن ورمـي الأبـرياء !!..
بعض البشر مجرد أن يتملكهم سوء الظن تُجاه شخص ما يضعونه في القائمة السوداء لديهم، وذلك بسبب سوء ظنهم وحديث نفوسهم، واستعجال حكمهم عليه، وهذا ما دلتهم عليه عقولهم، بل ويستعنون من كل شاردة وواردة ويحسبونها تخصهم دون غيرهم حتى ولو كانت تغريدة عامة كُتبت بشكل عام ولم يذكر فيها نعتهم، بل ولم يذكر فيها ما يشير إليهم كعنوانهم وأرقام منازلهم وأرقام هواتفهم النقالة وبريدهم الإلكتروني، فهم كأهل النفاق حينما ذكرهم الله في القرآن العظيم يحسبون كل صيحة عليهم، ما أبلغ تشبيه الله ﷻ في القرآن وما أعظمه،
وهذا في الحقيقة مرض يصيب القلوب، وهم بهذا يفضحون أنفسهم بأنفسهم، ومن استعنى الكلام بأنه له فهو له، وقد أظهر للجميع بأن الكلام له وهذا من الغباء بمكان، أن تضمر سوء الظن للغير وهم أبرياء من ذلك.
وهؤلاء الناس صنفان فمنهم من يستعجل ويراسلك على الفور فترد عليه بما يصعقه ويلجمه عنك، لعله يستحي ويتراجع عن غيه، ومنهم من يخاصمك وأنت لا تدري لأنه لا يصارحك ولا يفصح عما يكنه لك من سوء ظن وقد أعلن خصامك منذ أمد بعيد وأنت لا تدري وهنا تكمن المشكلة.
وبعد مرور وقت طويل تكتشف أن ما حملهُ على هذا الفِعل سوء ظنٍ تافهٍ منشأهُ مرض القلب وهو الحسد العضال، وبنفسه من يأتيك ويبين لك هذا.
وقد قلتُ في تغريدة لي على تويتر :
”من أساء الظن بالناس، عاش في مرض وكآبة ووسواس ومن استعجل في حكمه على الآخرين بان معدنه الخبيث فكان من الخبيثين، فالناس معادن خشب وذهب، من رخّص بنفسه كان كالخشب ومن تمسك بالأدب كان كالذهب”.
وقد رد عليها أستاذي المصري محمد علي محمد في عبارة رائقة له حيث قال : فعلاً من أساء الظن بالناس لا يكون معه صديق ولا أخ ولا حبيب، ولا تصفو مودته لأحد، وعاش بين الناس وحيداً.
يقول أحدهم خاصمني شخص ما فترة طويلة وأنا لا أدري وكنت طوال تلك الفترة أبتسمُ في وجهه كعادتي وهو يضمر ذلك لي وقد رأيتُ نظراته الغريبة وعبوس وجهه ولكني لستُ ممن يتملكه الفضول للسؤال فالتمستُ له الأعذار.
وقلتُ في نفسي لعل لديه مشاكل أخرى أسأل الله أن يفرج عنه، ثم اكتشفت بعد مضي السنين أنه كان يظن أنني فرقتُ بينه وبين شخصٍ آخر فنسيتُ الأمر وتجاهلته.
وهناك من تحسن به الظن ، فيجازيك بسوء الظن ونكران الجميل، وسبحان الله من هذه التصرفات، فلم أكن أتصور في يومٍ من الأيام أن تكون بعض النفوس بهذه الوقاحة في حكمها على الآخرين ولم أتصور أن بعض القلوب يتمكن منها مرض سوء الظن ومرض الحسد العضال إلى هذا الحد، نسأل الله النجاة والسلامة.
أخجلني مقالك هذا يا أستاذي الفاضل الكريم أبو يوسف ماجد الوهيبي آنت لنا المعلم الكبير الذي بكلماته نرتقي وبحكمته نتأدب فكلامك هذا أخجلني فيه ذوقك وحنكتك فبارك الله تعالى فيك فما أنا إلا مردا كلمات أستاذتنا العمانيين الذين برعوا في كل مجال بارك الله فيكم أستاذي
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ · وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا ·
، حياكم الله أيها الأحبة في جمهورية مصر العربية ( أرض الكِنانة)، من علمونا وكانوا لنا العون بعد الله تعالى في أيام مناهج التعليم المستساغة والنافعة، وأعان الله هذه الأجيال التي نعقد اليوم عليها كل الآمال، شكرا لك أستاذي محمد، إنما هو حُسنِ ظنٍ منك،
وعسى أن أكون كما قلت.