أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الـتـوافـق الـعـجـيـب..

ماجـد بن محمـد الوهـيـبي

 

الـتـوافـق الـعـجـيـب..

 

في هذه الليلة المباركة وهي ليلة دخول شهر الله رجب، والذي يعرف أيضًا برجب الأصم، تمر بنا ذكرى أحزنتنا جميعًا، وعصفت بقلًوبنا.

وظلت عالقة في الأذهان ولم تجف الدموع من كثرة الأشواق وشكت الروح من قلة الهجوع ، وهو قدر الرحمٰن، الذي لا راد له، وعلينا نحن الطاعة والتسليم والإذعان.

فتفكرتُ في هذا التوافق العجيب بالنسبة لهذا التاريخ الهجري من حيث التاريخ واليوم كذلك وقد وافق ذكرى رحيل سيدي ووالدي الكريم رحمه الله.

فقد كان يوم وفاته في الخامس من شهر رجب من عام ١٤٣٦ من هجرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك في يوم الجمعة الذي يوافقه من السنة الميلادية ٢٤/٤/٢٠١٥.

وها نحن في هذا العام وقد وافق دخول شهر رجب يوم الاثنين والخامس منه سيكون يوم الجمعة وما أشبه الليلة بالبارحة

كان أبي رحمه الله شديد التعلق بيوم الجمعة وكان يذهب للجامع في وقت مبكرِ بين الساعة التاسعة والعاشرة وذلك قبل صلاة الجمعة بوقت طويل قربة لله،  فأكرمة الله بالوفادة عليه في يوم الجمعة.

‏وأذكر أنني حينما فقدتُ أبي علمتُ بحقٍ كيف يكون هو فقد خير الرجال، وسألتُ الله أن أفديه بروحي ولكن هو الموت واقعٌ لا محالة وهكذا هي الآجال.

أي ريح طيبة أتت بذكرى رحيلك أيها الرجل العظيم، وأي شوقٍ تحمله لك القلوب أيها الكريم.

رحمة الله تغشاك وأكرم الله مثواك وتقبل خطاك، وهيهات هيهات أن ننساك، وحبك قد تغلغل في الوجدان ولم تغب عن الخواطر ولا الأذهان.

والكريم يُعرف بأصله، فالكرم لم تأتِ به من بعيد؛ فقد سبقك في ذلك جدي وجدتي اللذانِ أرضعاك الكرم ولم يفارق ذكرهما لسانك، وها نحن اليوم على خطاك نسير.

اللهم يسر لنا إليك المسير ، واكتب لنا رضوانك إلى يوم نلقاك، واجمعنا في الفردوس الأعلى حيث المأوى والمصير، مع الأحبة جميعًا يا نعم المولى ونعم النصير.

فلسان حالي يدعو لك ولأمي يا أبي بالرحمة والمغفرة والرضوان والفوز بالجنان، رحمكما الله وأدخلكما فسيح الجنان حيث الحور والولدان مع الأحبة والخِلان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى