أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

سِـكّـة الـطـمـاطـم !!..

مـحـمـد الـشـيـزاوي

 

سِـكّـة الـطـمـاطـم !!..

 

سكة الطماطم هي تلك السكة التي نبتت بها شجرة الطماطم حيث كانت السكة التي يرتادها أهل القرية كثيرآ بكون موقعها يربط بين القسم الزراعي من القرية والقسم المطل على البحر.

تعجب البعض كيف بشجرة طماطم ان تنبت في هذ السكة ؟، وانتظر أهل القرية متشوقين أن يروا ثمار الطماطم، وهل ستكون قابلة للأكل فبدأت الثمار تظهر صغيرة، وتعجب أهل القرية وصارت تلك الطماطم هي حديث الجميع حتى ازدهرت ثمارها وكان عددها خمس حبات، وأصبح كل من يمر من تلك السكة يقول : أستغرب منك أيتها الطماطم الغريبة، فتجيب إحدى حبات الطماطم : ما الذي تستغربه أيها الرجل ؟ تعجب الرجل وأجاب : استغرب أن تنبت شجرة في سكة كهذه !!، فأجابت حبة الطماطم الأخرى وقالت : إن الأشجار تنبت في أي مكان على هذه الأرض، لماذا أنت تتعجب من ذلك ؟! فذهب الرجل وتحدث بذلك أمام صديق له وأخبره كل ما حصل، وفي اليوم التالي ذهب الصديق ليتأكد من ذلك عندما وصل إلى شجرة الطماطم قال : عجباً منك من شجرة غريبة !، وأجابت الحبة الثالثة تقول : ما الغريب أيها المار ؟!، قال الرجل : كيف لكِ أن تجيبين أيتها الطماطم ؟!، فأجابت الحبة الرابعة وقالت إذهب إذهب أيها الرجل، فذهب الرجل وأخبر الجميع، وكثر المارة من تلك السكة؛ تعجب الجميع كيف بطماطم أن تتكلم ؟!، عندما احمرت الطماطم أصبح الجميع يحاول أخذ تلك الطماطم الحمراء، ولكن هناك واحدة لازالت بلونها الأخضر؛ الأمر الذي جعل الناس تتعجب وهي الطماطم الوحيدة التي لم تتكلم، ولا تجيب على أي أحد، فاتفقت الحبات الأربع على ألا يسمحوا لأحد بقطفهن مهما كلفهن الأمر، حتى أصبحن يتلفظن بكلمات قبيحة على كل من يحاول قطفهن، وصار أهل القرية يتجنبون قطفها متجنبين سماع تلك الكلمات، وبعدما حاولت الحبات الأربع أن يجبرن تلك الطماطم الخضراء بأن تتكلم وتقول شيئا، أدركن أنها حبة طماطم خرساء لا تستطيع الكلام، ولكن لا يعني ذلك أن تظل الطماطم بلونها الأخضر متمسكة بقوتها في أغصان الشجرة، كبرت الطماطم الأربع أكثر وأكثر وأخذت تضعف قوتهن يوما بعد يوم، وهن على دراية بأنهن سيسقطن من أغصان الشجرة ذات يوم، وذلك ما كان يقلقهن أكثر حين أتى ذلك اليوم، وسقطت الطماطم الأربع معاً، وظلت تلك الحبة الخضراء متمسكة بأغصان الشجرة؛ فتعجب الجميع؛ كيف حصل ذلك بالرغم من أن جميع الثمرات قد أثمرت في اليوم نفسه ؟!، وجميع الثمار صارت باللون الأحمر ثم سقطت إلا هذه الثمرة !! حتى أنها لم تتكلم مثل حبات الطماطم الأخرى !!.

وحين أتى أحد المختصين في علوم النباتات عرف ما هو السبب، وذهب ليحكي لأهل القرية بأن هذه الثمرة بقيت خضراء صافية بلونها بسبب عدم قدرتها على الكلام، ولم تذنب بكلمة مثل غيرها؛ فليس هناك ما يتعبها ويقلقها ممن حولها مثل ما فعلت الطماطم الأربع.

لنأخذ العبرة من تلك الطماطم لنحفظ ألسنتنا عن غيرنا، ولا نؤذي من حولنا فلم يؤذنا الخالق .. عش نقيّاً صافي القلب، محبّاً غير حاقد؛ فإن لسانك نعمة أنعمها الله عليك، فاحفظها ولا تستخدمها في السوء، فأنت محاسب عليها.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى