أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

كلُّ رأي يُمَـثِّـل صاحبه..

عـائـشـة الشـحيـمـية

 

كلُّ رأي يُمَـثِّـل صاحبه..

 

عندما قررت أن أكون في صفوف من يقدمون المساعدة للوطن للمرة الثانية في سنة ٢٠٢١م من الهجوم الشرش والمباغت من فيروس كورونا، والذي ترك خلفه قلوبا مكلومة وآثار مؤلمة رغم التضحيات المقدمة.

جاءتني بعض الردود المتباينة والمتفاوته والتي اختلفت حسب وجهة نظر كل شخص اتجاه الموقف الذي نمر به وكيفية التعامل مع الحرب التي أجبرنا على مواجهتها والتصدي لها، وأن نستمر بمحاولة القضاء على هذا الوباء.

ومن الردود التي أبهجت قلبي، وأعطتني دافعا للاستمرار في محاولة الدفاع عن وطني والقضاء على هذا الفيروس بعون الله هو هذا الرد :
أننا فخورون بك فانت قدوة يجب أن يقتدى بها، وانت مصدر إلهام للجميع، وكفاحك من أجل الوطن يشجعنا نحن أيضا على فعل ذلك.

كانت ردود في غاية الروعة، ادخلت السرور على قلبي، وهناك بعض الردود التي لم تكن مشجعة، ولو صمت صاحبها، لكان خيرا له وأفضل من أن ينطق بها، ومنها :
* كان بإمكانك الرفض والاكتفاء بما قدمته في سنة ٢٠٢٠م.
* بيدك الاختيار ، فلماذا لم ترفضي؟.

انزعجت من قولهم في بداية الأمر، ولكني عندما أخذت أفكر فيه جيدا، وجدت أن كل رأي لا يمثل إلا صاحبه، ولا يعبر إلا عن نتاج تفكيره، وعن مدى قدرته على تقديم التضحيات للآخرين.
وأن أي كلمة ننطق بها، وأي اقتراح يخرج من أفواهنا ما هو إلا نتاج الفكر الذي يعتمل في عقولنا، والذي يمثل شخصيتنا.

ونحن من نقرر ماذا نختار إما أن نقوم ببطولات وإبداعات تساعد على نهوض المجتمع في مجالات عدة، أو نتقوقع على أنفسنا وننطوي، ولا نترك بصمة تسجل لنا في تاريخنا، أو عمل يكون له أثر في زوال الغمة عن الأمة.

وسبب موافقتي على الأمر، هو أنني لم أود أن اخذل وطني، وهو بأمس الحاجة إلى، خاصة وأن المرضى محتاجون إلى يد تنقذهم من بطش المرض.

وفي خوضي لهذه المعركة واجهت صعوبة، وانتابني أرق تسبب في إنهاكي جسديا ونفسيا ومع ذلك لست بنادمة على خوضها…

رغم ما ألم بي من تعب في سنة ٢٠٢٠م، إلا أنني اشعر بفخر كبير بنفسي وبما قدمته من أجل وطني وكل هذا بفضل الله ورحمته.
(ولا أريد أن يقال في يوم من الأيام ، أو أن يكتب في تاريخ حياتي أني خذلت الوطن).

 

* من كتاب (في مواجهة الجائحة).

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى