الفاقد التعليمي .. ضريبة تدفع .. أم فاتورة لابد من سدادها ؟..
الكاتبة/ فاطمة خلفان المعمري
الفاقد التعليمي .. ضريبة تدفع .. أم فاتورة لابد من سدادها ؟..
الفاقد التعليمي أو الهدر في التعليم قضية تمت ملامستها من جميع فئات المجتمع سواء من هو على رأس المنظومة التعليمية الى أقل فئة عاملة في المجال التربوي والتعليمي وكأنها ضريبة فرضها وباء كوفيد 19 على الطلبة والطالبات وربما كلمة ضريبة أقل وقعا من حجم المشكلة فالضريبة قد تكون 2% او 5% ملزم الطالب أن يدفعها ليعوض ما تركه جبرا من الفاقد التعليمي لذلك لنرفع وقع الكلمة أكثر لتكون مناسبة لحجم المشكلة الحقيقية فنقول أن الطلبة مطالبين بسداد فاتورة الانقطاع الطارئ عن الدوام المدرسي بسبب كوفيد-19 لمدة قاربت عامين، أي أن هناك فاتورة لابد من سدادها من قبل الطلبة وقد تصل الى آلاف أو ملايين من المعلومات والمهارات والاسس التربوية والتعليمية خاصة أن عدد الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم حوالي 850 مليون طالب وطالبة حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وهنا لنقف قليلا .. هل من الممكن أن يستطيع الطلبة تعويض هذا الفاقد التعليمي دفعة واحدة أو أن الاهتمام بالكم التعليمي سينقص الفقد الذي استمر لعامين الجميع يعلم أن المشكلة تعتبر مشكلة عالمية والجميع يعاني منها.
وهنا يتبادر الى ذهني سؤال هل التعليم حسب قرارات وزارة التربية والتعليم بحيث يكون دوام الطلبة من 1 – 4 اذا زادت الكثافة الطلابية في الصف عن 20 طالب أسبوع بأسبوع ومن 6 – 11 إذا زادت الكثافة الطلابية في الصف عن 30 طالب يكون ايضا أسبوع بأسبوع اما طلاب 12 يكون التعليم فيه اسبوعيا وعدد الحصص 8 حصص في اليوم الدراسي.
في هذه الحالة هل سنزيد أو نخفف الفاقد التعليمي ؟ وإذا افترضنا أن هذا سيؤدي الى تخفيف أو تقليل الفاقد التعليمي فأين التدرج فالعودة الى التعليم نحن نعاني من مشكلة قد تستمر لسنوات وسنوات الطالب اليوم خسر العلاقة التعليمية بين المعلم والطالب والاساليب التعليمية ومبادئ التعامل المدرسي واكتسب صفات الإهمال والاستعانة بالآخرين في عمل المشاريع والاختبارات واللامبالاة في الحصول على المعلومة والاستفادة منها بالإضافة الى الكسل في انجاز المهام المطلوبة.
ومن جهة أخرى نحن أمام تحدٍّ آخر وهو المعلم الذي حاول أن يقوم بواجبه على أكمل وجه اتجاه الطالب وتعلم وتدرب تقنيات مختلفة لتعلم عن بعد فكان يعاني من الساعات الطويلة أمام اجهزة الحاسوب ليتمكن من إيصال المعلومة لطلبة بكل أمانة وإخلاص واستمر فالعمل بدون كلل أو ملل ولكن هذه الطاقة قد تنطفئ اذا لم تحصل على بيئة تقدر العمل وتحفزه.
إذا لم نهتم بكيفية علاج المشكلة ممن هم في الميدان التربوي ونأخذ بأفكارهم وآرائهم ونكتفي بوضع قرارات ونحن بعيدين كل البعد عن الوضع الحقيقي الذي تعاني منه المدارس في الوقت الراهن فإن الفاقد التعليمي سيستمر بالاتساع وربما تظهر مشاكل أخرى لا نتوقع حدوثها ستؤدي الى كارثة تعليمية ومعرفية.
كلامك عين الصواب أستاذه فاطمه… الفاقد التعليمي معاناه فعلا للطالب وللمدرسه والبيت … فالطالب كان اتكاليا في كل شي وخاصة في الاختبارات سواءا كانت قصيرة أو نهاية العام .. فكون الطلبه سيعودون الى مقاعد الدراسة حسب خطة تشغيليه اعدتها الوزارة لذلك فمن هنا لا بد من جميع شرائح المجتمع التكاتف للوصول الى نسبة فوق ٩٠٪ في معالجة الفاقد التعليمي لابنائنا وبناتنا الطلبه والطالبات وهذا ليس بالسهل للجميع …. فبوركت بهذا الطرح الأكثر من رائع وفي توقيت جدا مهم … كلماتك وانتقائك لها محفزا لشد الهمم المعالجه الصحيحه لهذا الموضوع.. فأطروحاتك راقيه دائما … لك مني كل التحيه والتقدير
شكرا لك أستاذة فاطمة على تناول هذا الموضوع المهم، وليكون القرار محققا الهدف منه لا بد من الاستماع الجيد لمختلف أطراف العلاقة فلا ذنب لهم في معالجة قرار لم يشاركوا في صياغته.