
قريتي..
فاطمة الشرجية
يَجذبُني الشَوقُ والحَنِينُ إليها كُلَما يَمر ذِكَراها أمَامِي، و القَلبُ يَعتصِر ألَمٍ من الشَوقُ إليها؛ فقررت أن أَذهبُ مسرعةٍ إليها وأرتمي في أحضانها، فحزمت حقائبي استعداداً للرحيل إليها.
أتى وقت الذهاب إلى أجمل حضن رأيت عيناي حملت حقائبي في السيارة؛ سوف تتساءلون لماذا كل هذا المدح ؟ ولِما لا لقد نشأت في أحضانها وكبرت في أحضانها ورأيت طفولتي فيها ،وها انا أريد أرد جزء من جمايلها.
فقررت الذهاب إليها لكي أراء الفرح والسعادة في عيناها ، وكانت بدأيت محطتنا هي محطة الوقود وقفنا لكي نتزود بالوقود وبعدها دخلنا السوبر ماركت لكي نأخذ بعض من الخفايف لطريق. وبدأت مسار رحلتنا من مسقط، الداخلية، الشرقية، والعكس. وقاعدة في المقعد الخلفي بجانب النافذة ولفت إنتباهي منظر رهيب أخذ عقلي من قوة المنظر الطبيعي والجميل.
سبحان من صور وأبدع، فأخذني الخيال إلى عالم من السحر والجمال، كان المنظر عبارة عن سحابة وهي عالقة في السماء وكأنها أم تحمي أطفالها من أشعة الشمس، وتارة أخرى تخيلتها كأم تسقي أطفالها وتطعمهم ، أفاقني من خيالي هو وصولنا إلى المحطة الأخيرة.
وقفنا لكي نأدي صلاة الظهر والعصر، وبعدها دخلنا المطعم لتناول الغداء ونأخذ قسط من الراحة، ونكمل طريقنا إلى أعظم حضن عرفتها في حياتي. ها نحن نقترب من أم أحتضتني وجعلتني إمراة مستقلة ومكافحة ومناضلة في الحياة.
نقترب والقلب ينبض بسرعة كلما قلت المسافة، ها نحن نصل إلى أرضها، إلى ترابها وهواها النقي والنظيف ما أجمل حضنك يا قريتي الجميلة، ما أجمل سمائك الزرقاء ، وحقولكِ الخضراء ، وصلنا متعبين ولكن بعد رؤيتها وشم ترابها وهواها.
وفي اليوم التالي قررت أن أستيقظ مبكراً لكي أشهد شروق الشمس، وأنا في يدي فنجال من القهوة وقفت أمام شرفتي أرقب شروق الشمس وهي تطلع رويدا رويدا ،ما أجمل لونها الذهبي وهي مبتسمة وتعطي الفرح والسعادة والأمل والتفاؤل ليوم جديد، وفي هذة الأثناء أرى لوحة فنية يصعب على الرسام أن يرسمها ، حيث هناك فلاح يسعى إلى رزقه لكي يحصد زرعه ، بينما راعي أغنام يقود أغنامه إلى المرعى، وفي موقف أخر أم تنادى أطفالها لكي يفطروا لكي يذهبوا إلى المدرسة.
هكذا هي حياة القرويين حياة بسيطة كلها فرح وسعادة وبساطة، بعيدة كل البعد عن الضجيج.