أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير.. الترويج في السوق السياحية العمانية

أوميد شاديف

رئيس وكالة السياحة بجمهورية أوزبكستان

في إطار سياستها النشطة في مجال السياحة الخارجية وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع، تنظم أوزبكستان سلسلة من الفعاليات الكبرى في الدول العربية خلال الفترة من 6 إلى 10 يوليو. ومن بين هذه الفعاليات يبرز منتدى السياحة “أوزبكستان – لؤلؤة طريق الحرير”، الذي سيُعقد في سلطنة عمان، الكويت، البحرين وقطر.

لقد وضعت أوزبكستان اليوم لنفسها أهدافًا طموحة، لا تقتصر فقط على الترويج كوجهة سياحية فريدة للمسافرين الأجانب، بل تشمل أيضًا بناء علاقات مستدامة ومثمرة مع كبار منظمي الرحلات السياحية، والمستثمرين، وممثلي القطاع العام في الخارج. ويُعد العرض الترويجي (Road Show) وسيلة استراتيجية لتنظيم سلسلة من العروض التقديمية والفعاليات التجارية التي تهدف إلى الترويج للإمكانات السياحية للبلاد، بما في ذلك عبر صيغتي B2B (من شركة إلى شركة) وG2B (من حكومة إلى شركة).

وليس من قبيل الصدفة اختيار سلطنة عمان لتكون أولى محطات هذا الحدث. إذ تجمع السلطنة بين ثقافة غنية، واحترام عميق للتقاليد، وسعي حثيث نحو التحديث، وقد أبدت اهتمامًا مستمرًا بآسيا الوسطى، وخاصة أوزبكستان، كوجهة للسياحة التعليمية والروحية والطبية. ونحن على يقين بأن التعاون الأوزبكي-العماني في قطاع السياحة يمكن أن يشكّل مثالًا يُحتذى للتكامل الفعّال بين الثقافات والاقتصادات.

يتناول برنامج المنتدى والفعاليات المصاحبة له عدة محاور رئيسية. في مقدمتها، تقديم العروض السياحية الأوزبكية، حيث سيتم استعراض ما تقدمه البلاد من عروض فريدة؛ مثل المدن التاريخية سمرقند وبخارى وخيوة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والمسارات الروحية والثقافية، والجولات المطبخية، والمقاصد البيئية والجبلية – كل ذلك سيتم تقديمه إلى السياح والشركات والجهات الحكومية المحتملة في سلطنة عمان.

كما سيتم تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في البنية التحتية السياحية في أوزبكستان والبيئة الاقتصادية المواتية. وبفضل سياسة الإصلاح النشطة التي تنتهجها القيادة الأوزبكية، توفّر البلاد اليوم ظروفًا مريحة وشفافة للشركاء الأجانب، خصوصًا في مجالات بناء المجمعات الفندقية، وتطوير السياحة العلاجية والصحية، وإدخال التقنيات الرقمية في قطاع السياحة.

وخلال الاجتماعات الثنائية (B2B)، سيعقد كبار منظمي الرحلات السياحية الأوزبك، وممثلو قطاع الفنادق وشركات الطيران، لقاءات مباشرة مع نظرائهم العمانيين. مما سيوفر فرصة لإقامة علاقات مباشرة وتطوير حزم سياحية مشتركة تلبي تطلعات السائح العماني المتميز. أما الاجتماعات الحكومية-التجارية (G2B)، فستكون منصة لمناقشة القضايا ذات الطابع المشترك بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، من تسهيل إصدار التأشيرات إلى تطوير البرامج السياحية المشتركة.

ويتيح نموذج العرض الترويجي (Road Show) إمكانية نقل صورة إيجابية عن أوزبكستان كدولة منفتحة، مضيافة، عصرية وآمنة إلى جمهور واسع في سلطنة عمان، وذلك من خلال وسائل الإعلام الوطنية والإقليمية. ونحن مقتنعون بأن الاستراتيجية الإعلامية المدروسة تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل صورة الوجهة السياحية.

وإنني على ثقة تامة بأن الفعاليات المقبلة في سلطنة عمان ستكون خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين بلدينا، وستسهم في زيادة التدفقات السياحية، وخلق فرص العمل، وتطوير ريادة الأعمال في كل من أوزبكستان وسلطنة عمان. ستواصل لجنة السياحة في جمهورية أوزبكستان دعمها النشط وترويجها للمبادرات الهادفة إلى تعميق الشراكات الدولية، وتطوير الدبلوماسية السياحية، وتعزيز التراث الثقافي الوطني على مختلف الأصعدة.

وبفضل موقعها الجغرافي المركزي على طريق الحرير القديم، تُمثّل أوزبكستان قلب حضارة عظيمة، منفتحة على استقبال العالم.