
منقول ومتداول .. والله أعلم
محمد بن خميس الحسني
alhassani2012@gmail.com
عنوان مكرر وعقيم ومنتهي الصلاحية، وبه أكشن مخمس بقمة من الاستغراب والتعجب؛ إلا إنه وسيلة ما زال يستخدم من قبل البعض من الناس للأسف، يلجأون إليه ولا أعلم ما الهدف منه ؟!.
وقبل الانخراط في هذا الموضوع وعن صحة المتداول فيه أم لا، وكذلك عن مدى فاعليته وجدواه، عن طريق أسلوب لا يستخدمه إلا أناس معينون ولأغراض محددة، لدي سؤال يحيرني هل بالفعل هناك حاجة لمثل هذه الشائعات المزعجة، والتي تحمل في نهاية نصها (منقول ومتداول .. والله أعلم)؟!.
المصادفة تكرارها بين حين وآخر، وبعدها ربما قد يتحقق مثلما حدث قبل 5 سنوات؛ حيث كانت البداية إشاعة واتسابية شبيهة بمثل هذه الإشاعات والتي تتناقل حاليًا من مجموعة لأخرى حول التقاعد الإجباري لموظفي القطاع الحكومي ممن أكملوا الثلاثين عامًا، فأصبحت الإشاعة السابقة حقيقة للأسف، وكما يدرك الجميع هناك أناس كثيرون تأثروا بموضوع إخراجهم للتقاعد الإجباري، أناس لديهم التزامات عدة؛ بنوك، مدارس خاصة، وجمعيات، وحتى الذين باق لهم سنوات قليلة معدودة 4 وثلاث وسنتين معهم التزامات عديدة، بالحسبة هذولا الموظفين من الأساس لا يفترض أن نقرب منهم لإخراجهم كونهم ذوي كفاءة وأهل خبرة.
الحل الأمثل يفتح المجال اختياري للموظفين الذين يرغبون في التقاعد.
هناك تشريع أقره القانون وفق نص مرسوم سلطاني، رقم 52 لعام 2023 والخاص بقانون الحماية الاجتماعية. والذي يؤكد أنه ليس هناك تقاعد إجباري، وإنما هناك تقاعد مبكر لمن أكمل الثلاثين عامًا، وهو اختياري.
بغض النظر عن صحة الشائعة أم لا، والتي تتداول مؤخرًا. ألا يوجد رادع لمن ينقل الإشاعات المتعلقة بأرزاق الناس، راق لي بعض الأقاويل عندما علقوا على مثل هذه الشائعة الأخيرة بقولهم (ما في دخان من غير نار)؛ أتفق مع هذا القول؛ فلو لم يكن هناك ناقل لتلك المعلومة وسمع عنها أو عرف من أحد من أي جهة كانت تتعلق بمعلومات سرية، فمن اين لهم بمعلومات فيها أمور حسبة وتاريخ معين؟!!.
نعود لموضوع الشائعة وما رافقها من قول حول توظيف عدد معين يقدر بحوالي الـ ١٨ ألف باحث عن عمل، وهنا نتساءل : ألا يعلم المسؤولون أن هناك من يتقاعد سنويًا لبلوغهم سن التقاعد القانوني 60 عامًا بعدد كبير من كل وحدة حكومية ؟!!، وأن هناك من يقدم على التقاعد المبكر من تلقاء نفسه ؟!!. وأن هناك موظفين وافدين يعملون في القطاعين الحكومي والخاص وأعدادهم أيضاً تقدر بالآلاف؟!!، وبالتالي يمكن توطين الباحثين عن عمل والمسرّحين من العمل محل جميع هؤلاء دون الحاجة إلى تطبيق نظام التقاعد الإجباري!!،
هـمـسـة ..
نحن بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل سلطاننا المفدى – أعزه الله وأبقاه – نعيش في بلد العدل والسلام، والأمن والأمان، ولدينا أنظمة وقوانين ثابتة تصب جميعها في خدمة الوطن والمواطن ويشار لها بالبنان من قبل القاصي والداني وبشهادة الجميع،
فمن الواجب ردع ناشر تلك الشائعات المغرضة وغيرها؛ لأنها تؤرق فكر المواطن، وتنغص معيشته، وأتمنى أن لا تكون هذه الإشاعة صحيحة مثل سابقتها؛ فكلمة الاجبار هنا لا يجب أن تكون موجودةً في قاموسنا الوطني.
أمنية أخيرة أرجو تحقيقها : غيّروا ولو قليلًا من إشاعة التقاعد بأخبار مفرحة ترفع من معنوياتنا، وتعطينا الدافعية والإيجابية في قادم الوقت.
حفظ الله عمان وشعبها الوفي وسلطانها المفدى.
ودمـتـم فـي ود..