
الشرق الأوسط بين الشطرنج الأمريكي والحزام الصيني..
الدكتور/ عدنان بن أحمد الأنصاري
دبلوماسي وسفير سلطنة عُمان في دولة الكويت سابقاً
”المعادلة الكبرى ليست في من يملك القوة، بل في من يُديرها عند مفترق الأزمات”.
اليوم، الشرق الأوسط ليس مجرد ساحة تصدير واستيراد، بل قلب الصراع العالمي القادم :
• اقتصاديًا : عبر خطوط النفط والمعادن والتقنية.
• عسكريًا : عبر تمركز القواعد وحصار الممرات البحرية.
• سياسيًا : كمختبر لتجريب أدوات التهدئة أو التفجير.
التحول من الاقتصادات الريعية إلى اقتصادات التكنولوجيا والتصنيع المتقدم :
• بناء تحالفات عابرة للمحاور التقليدية (مثل الصين وتركيا والهند).
• التحرك دبلوماسيًا لحشد الدعم الدولي ضد التهجير القسري للفلسطينيين.
• الاستثمار في الصناعات الدفاعية والمعادن النادرة كمصدر استقلال استراتيجي.
• تحصين الأمن المائي والسيبراني على السواء.
الفوضى في النظام العالمي تُنتج فرصًا لمن يحسن فهم التوقيت..
على الدول العربية – لا سيما الخليج ومصر – أن تُنشئ غرف عمليات استراتيجية متعددة المحاور :
• اقتصادية : للتصنيع والتقنية.
• دبلوماسية : لبناء تحالفات غير تقليدية.
• استخباراتية : لمراقبة تحركات القوى العظمى من الداخل.
وذلك حتى لا يُفرض على المنطقة قدرها، بل تُشارك في صناعته.
في إشارة مباشرة إلى نهج “الحمائية الاقتصادية” وإعادة تعريف مفهوم “القوة الاقتصادية”.
هذه العودة إلى اقتصاد الجمارك العالية تُمثّل ردة على العولمة النيوليبرالية؛ تعني ضمنيًا نهاية عهد “سلاسل الإمداد العالمية” الرخيصة، وهو ما سيدفع الولايات المتحدة لإعادة توطين صناعاتها، خاصة في القطاعات العسكرية والتقنية الدقيقة.
التداعيات على الشرق الأوسط :
• الدول الخليجية ستُواجه تحديًا في الحفاظ على تدفق صادراتها إلى أسواق أمريكا.
• التصنيع المحلي (خاصة في الطاقة، البتروكيمياويات، التكنولوجيا) سيكون خيارًا إجباريًا للبقاء.
واشنطن تُدير “حربًا ذكية” لا تقوم على القطيعة التامة، بل على “إعادة ترتيب القوة” حسب ما يضمن مصالحها في التوازن الاستراتيجي.
لأن الرقائق الدقيقة هي سلاح الجيل القادم – في الطائرات، الذكاء الاصطناعي، الحرب السيبرانية، والاقتصاد المعرفي؛ تحتاج دول المنطقة للوصول إلى هذه التكنولوجيا لبناء قواعد تصنيع مستقلة.
دخول الصين في هذا المجال بقوة سيجعل المنطقة “ساحة منافسة بالوكالة” على بنية الاتصالات والبنية التحتية الرقمية.
الساماريوم” (Samarium)، أحد عناصر الأرض النادرة.
من يتحكم في هذه العناصر يتحكم في “مفاتيح القوة التقنية”، خاصة في الصواريخ، الطائرات، وأجهزة الاستشعار.
• يجب أن تركز الدول الغنية بالمعادن كالمغرب ومصر والسودان على تطوير استخراج هذه المواد.
• أما الدول الأخرى فعليها أن تكون طرفًا في تحالفات تكنولوجية تحفظ لها حصة من مستقبل الصناعات الدفاعية والمدنية.
أمريكا تطلب من حلفائها توضيح مواقفهم إذا نشبت الحرب مع الصين..
الاستعداد الأمريكي لمعركة كبرى في المحيط الهادئ، والاستباق لأي تردد من قبل الحلفاء في الدخول للمواجهة..
• ستؤثر الحرب هناك مباشرة على إمدادات الطاقة والتجارة الملاحية عبر المحيطات.
•دول الخليج ستكون مجبرة على التموضع الحذر، لأنها تصدر النفط شرقًا (الصين والهند) وتُؤمن أصولها بالدولار غربًا.
الدول العربية ستُضطر للاختيار :
إما الانخراط في بنية التكنولوجيا الغربية مع قيودها ، أو المجازفة مع التكنولوجيا الصينية المصاحبة للعقوبات.
إذا لم يتم إنشاء تحالف عربي لاستخراج المعادن الاستراتيجية فستُستبعد المنطقة من الدورة الصناعية للقرن القادم.