بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

رغيف الموت !!!

إلهـام العـويفـي

كاتبة وشاعرة – المملكة المغربية

(نصٌّ شعري)

 

غَزَّةُ ٱلْجُرحُ الذي لا يَلتَئِمْ
وَٱلْقَلْبُ في سُهدِ الليالي يَحتَدِمْ

غَزَّةُ النارُ ٱلَّتي فينا وَقُودٌ
منها الدُّمُوعُ، ومنها الشَّوقُ نَجَمْ

غَزَّةُ ٱلْأمُّ ٱلَّتي جاعَت وصَبْراً
أرضَعَتْ طفلًا يُكابِدُ ٱلسَّقَمْ

غَزَّةُ ٱلَّتي لا خُبْزَ فيها ولا طعام
لا دواء حتى ٱلْماء ٱنْعَدَمْ !!!

ماتَتْ ولم تَرْثِها خُطَبٌ ولا
ناداها مِن بَينِ ٱلْجِوارِ سِوى ٱلْعَدَمْ

إنْ كانَ عُمَرُ خافَ جُوعَ طُيُورِهِ
فمَتى نخافُ وقد جاعَت ٱلْأمَم؟

ومئات ٱلْأطفال يموتونَ جوعا
بالخوف، أوبحُلم الرجاءِ إذا انهَدَمْ

أَيْنَ ٱلْعَواصِمُ؟ أَيْنَ أصواتُ ٱلسُّمُوِّ؟
أَيْنَ ٱلْحِسَابُ؟ وأَيْنَ سَيْفُكَ يا قَلَمْ؟

أَيْنَ منبر الأحرار؟ أَيْنَ خُطَبُ ٱلْفِكْرِ؟
متى تُعيدُ ٱلْكلمةُ الحُرَّةُ ٱلْقِيمْ؟

ما بالُ مَن حَوْلَ ٱلْقضيَّةِ ناموا؟
وبنُو ٱلْعَدُوِّ يَشْبَعونَ ونحنُ صُمٌّ بُكْمْ

هل صارَ دَمُ غَزَّة وِزْراً ؟
أَمْ دَمُ ٱلشَّرْقِ لايُداني دَمَ ٱلْعَجَمْ !!!

فلتنهَضو، يا مَن نُنادِيكُمْ، كَفَى
جِدارُ صَمْتِكُمُ علا فوقَ الألمْ

كُفّو يدَ الذُّلِّ، ارتَقو، أو فانسَحِبو
فٱلْمجدُ لا يُهدى، ولايُسْتَلَمْ

ويا خَطيبَ ٱلْحقّ، لا تخشَ السُيُوفَ
فٱلْحقُّ لا يَنهارُ إذا قامَ القَلَمْ

ويا أديبَ ٱلْحرفِ، يا مَن فيكَ نبضٌ
آنَ الأوانُ لتشعِلْ نار ٱلصَّنَمْ

وَلْتَسْقِ غَزَّ ةَ من حروفك نبضا
فالدمع يُحْفَرُ في الحجارة والقمم

وإذا سُئِلْتَ : لماذا تَكْتُبْ ؟
فقل لهم : لأن السكوت
على القاتل جُرْمْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى