الشـيـخ صـالـح..
الكاتب/ يحيى بن حمد الناعبي
الشـيـخ صـالـح..
عندما كنت معلما في مدرسة معاذ بن جبل وتحديدا في العام الدراسي 1992 / 1993 زارني أحد المسؤولين من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط وهو الأستاذ محمد بن درويش البلوشي مدير الخدمات التعليمية وكنت حينها أدرس طلاب الصف الثالث الابتدائي في ذلك العام، وأتذكر طلابي جيداً وأذكر منهم على سبيل المثال صالح الرحبي وسلطان الأخزمي وجمعة الجرداني وعزان الغسيني وقيس الجرداني الذين كانوا عباقرة الصف، وكان الأستاذ محمد بن درويش البلوشي لطيفاً في تعامله مع الطلاب.
وبعد أن انتهيت من تدريس حصة الرياضيات أخذ مني سجل الدرجات (التقويم المستمر) وبدأ يسأل الطلاب حسب مستواهم من خلال الدرجة التي رصدتها لهم في السجل، وكان من بين الطلاب الذين أخرجهم على السبورة لحل مسألة في الرياضيات صالح الرحبي الطالب المتفوق بين زملائه، وبدأ صالح بحل المسألة واستخدم أصابعه في حلها، هنا ناداه الأستاذ محمد بعبارة الشيخ صالح أحسبها في عقلك ولا تستخدم أصابعك في الحساب؛ على اعتبار أن هذا الطالب من المتفوقين ويجيبها وهي طائرة كما يقولون، وفعلاً كانت إجابته صحيحة وبعد نهاية الحصة شكرني الأستاذ محمد على الأداء الطيب وأخبرني بأن الدرجات التي منحتها لطلابي في سجل الدرجات تمثل واقع الطلاب الحقيقي لأنه كان يسألهم من خلال السجل كل حسب مستواه.
ودارت الأيام وتخرج الشيخ صالح كما لقبه أستاذي العزيز محمد البلوشي من الثانوية بمجموع عالي ثم التحق بالدراسة في الكلية التقنية العليا، وحصل على دبلوم في مجال النفط والغاز، وبعد تخرجه من هذه الكلية التحق بالعمل في إحدى شركات القطاع الخاص، وخلال عمله درس الهندسة الميكانيكية في جامعة غرب بريطانيا، وحصل على شهادة البكالوريوس التي بشرني بها قبل كتابتي لهذا المقال، فلله درك من طالب نجيب مجتهد مخلص في عمله، محب للعلم، مطور لذاته، وفي لمعلميه، وهو مثال يحتذى به من بين طلابي وأبنائي الذين أكن لهم كل المحبة والتقدير والاحترام، وبهم أفتخر دوماً، وأشكر الله تعالى أن وفقني في تعليمهم وخدمتهم؛ لأنها شرف لي كمعلم.