مـسـقــط..

الكاتـب/ محـمـد الطـويـل

أديـب وصـحفـي

مـسـقــط..

ينتابني الحنين إلى مسقط .. فأرنو بعيداً عن ذاتي .. ذاتي خواء وأحلام لا تستيقظ أو ترى النور .. النور أراه لكنه على بعد خطوات متعثرة .. والحصى المتناثر على الدرب الطويلة يعيقني .. أتدحرج ككتلة النار حتى أصل إلى مرادي رماداً في مهب الريح .. الريح تأخذني بعيداً عن مسقط إلى حيث لا أشتهي .. أنادي بصوت مبحوح .. مسقط ..مسقط ، لكن الصوت يعود وحيداً من المدى في خواء يشبه هواء ذاتي .

أهفو إلى الذكريات .. أجد كثيراً من الآمال المشنوقة على جرد نخيل شاطئ القرم وفد اغتسلت بماء بحره بعد أن جز سيف الزمن كثيراً من رقاب الأحلام.

أعود إلى ذاتي منهكاً كحصان يجر وراءه عربة محملة بأحجار ثقيلة وصاحبه ينهره كل حين .

هكذا كُتب علينا أن لا نرتدي سوى الماضي وكُتب على الماضي أن يكسونا بثوب الحنين نستل منه حياة مؤثثة بالجمال حتى أبقتنا نمارس لعبة المطاردة بين العودة واللا عودة.