بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

قـتـل مـع سبـق الإصـرار !!..

الكاتبة/ ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

مدربة معتمدة ومحاضرة في اكتشاف الذات

 

قـتـل مـع سبـق الإصـرار !!..

 

هل يمكن للقسوة أن تروي الحب ؟!.

هل ظننتم أن العنف قد ينبت الرحمة ؟!.

هل الغضب المستمر قد يصنع إنساناً رحيماً ؟!.

هل الحب المشروط ينتج عنه البر والإحسان ؟!.

أتعرف ما معنى الكلمة، مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة، زاد مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة، يعتصم بها النبل البشري، الكلمات فرقان ما بين نبي وبغي…”

بهذه الكلمات الباهرة لخص الأديب والكاتب الصحفي الراحل رحمة الله عليه “عبد الرحمن الشرقاوي” معنى وقيمة الكلمة في حياة البشرية.

انتبهوا لكلماتكم الموجهة لأبنائكم..

انتبهوا فقد تدمروا أولادكم بكلمة..

قد تقتلوا ما فيهم من إنسانية بكلمة..

قد تبور زرعتكم بكلمة، وقد تزهر بكلمة..

إليكم مجموعة من الكلمات قد تؤذي الطفل، وتدمره :

  • توبيخ الطفل : (أنت غبي، أنت عقاب من ربي، أنت شقي، أنت كسول، أنت غير نافع…)
  • الشتم : (حمار، حرامي، كلب، حيوان، كذاب…)
  • المقارنة : (شقيقك أفضل منك، ابن عمك أذكى منك…)
  • المشاعر المغلوطة : (عندما نقول للطفل أن الرجال لا يبكون، اكبري كفى صبيانية، أسكت بعدك صغير …)
  • الحب المشروط : (سأحبك إذا أكملت الواجب، سأفتخر بك إذا رتبت غرفتك، أنا ما أحبك لأنك فعلت كذا…)
  • الدعاء عليه ساعة الغضب : (يا رب يريحني منك، ربنا ينتقم منك، الله يعاقبك ويحرقك بالنار…)
  • الرفض غير المقنع : (لا يعني لا، إفعل هذا دون نقاش…)
  • التهديد : (سأخبر الجميع بما تفعله، إذا فعلت هذا سأشرب من دمك، سوف أذبحك، لك عقاب عندما نعود للمنزل…)
  • الاتهام : (تريد تموتني، سوف يجلطني…)
  • السماح للآخرين بالتنمر عليه دون اتخاذ موقف يردعهم : (إبنك صار مثل الدولاب، إبنك أسود كالفحم، إبنك أغبى من الحمار، تعالى يا دب…)
  • عدم الفصل بين المشاكل الأسرية وبين تربية الطفل : (أنت مثل أبوك، أنتِ مثل أمك، أنت خبيث كعمتك…)
  • الإحباط : (لن تستطيع فعل هذا، من تظن نفسك، اترك ما تفعله وانتبه لحياتك، ماذا فعلت في حياتي ليرزقني الله بطفل مثلك…).

(لا تقولوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا…

أرجوكم لا تخبروني أن تلك الطريقة التي تربينا عليها وجعلت منّا رجالًا لا نُقهر…

أنظروا إلى نسبة الطلاق في وطننا العربي وتشرد الأطفال.

أَنظروا إلى عدد حالات العنف الأسري والجرائم.

أنظروا لعدد العجزة في دور الرعاية، بينما أبناؤهم لا يهتمون بهم.

ما كان جائز في 1950، حتمًا لا يمكن تطبيقه في 2021).

هناك دراسة تفيد بأن 80% من الأطفال يتعرضون منذ بداية إدراكهم للكلمات وحتى سن المراهقة للألفاظ النابية والسيئة ما يقرب من ستة عشر ألف كلمة مسيئة، فتخيل أن طفلًا لم يبلغ من العمر ثماني سنوات، وقاموسه يحمل العديد من الكلمات المدمرة له ولمجتمعه.

دعونا نلقي نظره سريعة على المدارس وكم التنمر والعنف اللفظي والجسدي، حيث يتعرض الكثير من طلاب المدارس للسخرية والشتم من قبل أقرانهم.

يفتقر الكثير من أبنائنا للتربية الصحيحة التي تظهر سماتها في الهدوء، وتقبل الآخرين، واحترام الاختلاف، والثبات الانفعالي.

لماذا يا ترى ؟؟.

ربما لأن البيت أصبح مضماراً للصراخ، والسب، وعدم الأمان.

وفي بيان لمنظمة يونيسف “أن عدم الطاعة، أو سوء السلوك ليست الأشياء الوحيدة التي تنذر بالخطر، أو ينبغي أن تجعل مقدمي الرعاية يعيدون النظر في أساليبهم التربوية.

يجب عليهم الانتباه والشعور بالقلق إذا رأوا لدى الطفل ميول تتزايد نحو (الانسحاب، أو العنف بكل أنواعه، أو الخوف)”

ما تراه من ابنك من سلوكيات سلبية هي صنيعتك فلا تتنكر منها، لا دلال حتى الإغراق، ولا شدة حتى الجفاف، خير الأمور الوسط.

نحن نعطي أبناءنا كل شيء من طعام، وألعاب، وزيارات ترفيهية، وتعليم، ونريد لهم الحب والأمان ولكن قد تتحكم فينا المشاكل التي نعيشها يوميًا في العمل والبيت والعائلة.

ابنك ليس له أي ذنب في الحياة، غير أنه ابنك، أنت من قرر أن يجلبه لهذا العالم، عليك ألا تجعل منه ضحية، وألا تترك مشاعرك السلبية أن تتحكم في تصرفاتك تجاهه.

ابنك أمانة بين يديك، لا تؤذي العالم بوجوده.

كن أنت نصيبه من الرحمة في هذه الحياة الصعبة.

كن أنت حظه الحلو في الدنيا.

كن له قدوة طيبة.

أبناؤنا لا يتعلمون بالتوجيه المباشر، هم يتعلمون بالملاحظة، يتعلمون بما يروه منكم، أو بما سمحتم له برؤيته.

كونوا رحماء بهم في صغرهم، ليرحموكم في كبركم.

برّوهم قبل أن يبروكم.

كن له كما تحب أن يكون لك.

تعليق واحد

اترك رداً على Prof. Mac Ebrahim إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى