بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الأحمـر يَعـود للمُـنافسة مِن بَوابة فـييتنام..

الكاتـب/ حـمـد النـاصـري

 

الأحمـر يَعـود للمُـنافسة مِن بَوابة فـييتنام..

 

ظهر الأحْمَر العُماني في مباراته مع منتخب فييتنام بشكل أكْثَر إقْناعاً وحماساً مِن مُباراتيه السابقتين وأفْرَح العُمانيين بثلاثيّة جميلة في المرْمَى الفيتنامِي لِيَعْتَلي المركز الثالث في المجموعة خَلْف السُعودية المُتَصدّر واسْتراليا ثاني المجموعة وكانَ مُنْتَخبنا ومُنذ صَفّارة أول مُباراة عاقِدَ العَزم على أنْ يُهدي جماهيره انْجاز غير مَسْبوق ، وكانَ خُروجنا بثلاث نقاط أمام فيتنام مَهّد لنا الطريق لِلتّقدم نحو  الصَدارة التنافسيّة بإذن الله.

وجاء هدف فيتنام المُفاجئ في الدقيقة 39 كصاعِقَة هَزّت أرضيّة الأحْمَر في المُباراة التي جرَت على مَلْعَب  مُجَمّع السُلطان قابوس الرياضي بقدَم نفوتين تيين ويَبْدو أنّ الهدف الفيتنامي دقّ جرَس الانْذار عِنْد لاعِبينا وألْهَب حماسَهم فعاجَلوا بالرّد قَبْل نهاية الشَوط الأول بإحْرازهم هدف التعادُل في الدقيقة 45 بقدَم عصام الصُبحي الذي أشْرَق بِصُبْحه في حِلْكَة الليل وبِكُرة مَقَصّية احْترافية جميلة ، بلْ هيَ الاجْمَل في تاريخه ،وذلك الهدَف أعْطَى دُفْعَة مِن العزيمة لِلاعِبين قَبْل صَفارة نهاية الشَوط الأوّل وتَفاؤُلاً لِلْجَمهور الوفيّ سَواء الذي مَلأ المَلْعَب او الذي يُتابع مِن خِلال القنوات الناقِلَة وأدْرَكنا أنّ هذه الليلة سَتكون مُخْتَلفة عَن سَابِقَيتها وأنّ إصْرار لاعِبين على تَحقيق انْتصار جديد يُفْرِح به جَمهوره.

وبدأ اللُعْب اكْثَر تناغُماً كموسيقى كلاسِيكيّة انْسَجمت مع زيادة الرُطوبة العالية في مَسْقط العامرة ، وحاول مُحْسِن جَوهر أنْ يُضِيف هدفاً ثانياً في الدقيقة 49 فكانَ له ما أراد وذهَبَت جَوهَرته اللّولبية (المُقوّسَة) في داخِل مَرْمَى الخصم ، رَغم أنّ الهاجري أرادَ لِرأْسِه توقيعاً مُشْتركاً في الهدَف لكنّ الجوْهَر سَبقه فجوهرَها بدقّة واحْترافية ، ولكنْ أو كما يقولون مَن سَبق أكَل النَبق!!.

كانَ صَلاح اليحيائي قد تَعَهّد بِنَتيجة افْضَل مع فيتنام وصَدق عَهْده ونَفّذ وَعْده لنا بهدَف ثالث جاءَ بركْلَة جَزاء احْتَسَبت أثر عرقلة للاعِب المُتميّز جميل اليَحمدي داخِل مَنطقة جزاء فيتنام فاسْتحق الأحْمَر رَكْلَة مُباشرة مِن علامة جَزاء (ضَربة جزاء) ، نَفّذَها اليحيائي فسَكَنت في شِباك فيتنام مُحْرزاً ثالث اهْداف الاحْمَر.

وقد اعْجبَني المُدَرّب برانكو هذه المرّة .. حينَ تَجاوب لآرائنا التي أشَرنا إليها في مَقالنا السابق لمُباراتنا مع اسْتراليا ، فقامَ بِتَفعِيل لاعِبي الارتكاز وتَعزيزه ، حَيث كلّفَ حارب السَعدي بواجِب مِحْوَر الارْتكاز وعزّزَه بـ مُحْسِن جوهَر وأضَاف اثْنَين كمُهاجِمِين نَشِطين ويَمْتَلِكان سُرعة شَن هَجمات مُضادّة تُهَدّد مَرمى الخصْم وتُزْعِج مُدافِعي فريق فيتنام.

وبرغم كَثْرَة الغِيابات والإصَابات المُؤثّرة لِتَشكيلة الأحْمَر كغياب زاهر الاغبري ومُنذر العلوي والمُدافع المُتميز الاساسِي محمد المُسَلّمِي الذي أُصِيب في آخر لحظات الإحْماء قَبْل المُباراة ، نسأل الله له الشِفاء العاجل، ليكون في أتَمّ الجاهزيّة لِلمُباريات المصيريّة القادمة.

الخـلاصـة..

الفوز على فيتنام عزّز الدافع النفسي لدى لاعِبينا ومَنَحهُم الحافز المُرتقب للاسْتمرار في المُنافسة وبقوّة وشَهِدنا غِياب اكْثَر والأخْطاء التي كلّفَتنا نُقاطاً غالية في المُباراتين السابقتين ، رغم أنّنا شاهَدْنا بَعض هَفوات التَسَلّل الخطيرة ، لكنّا نَعِدّها مُهِمّة ونأخُذها في الاعْتبارات القادمة.. خصُوصاً وأنّ الجولة القادمة ستكون أمام مُنتخب الصِين العَنِيد ، وعلى شَبابنا الأبْطال أنْ يَتأهّبُوا لاجْتياز  سُور الصِين لِلتَقرّب اكْثَر واكْثَر مِن حُلم المونديال الذي طالَ انْتظاره بقوة تصْمِيمنا وإصْرارنا وتَكاتُفنا فمع الارادَة والعَزيمة لا شيء مُسْتحِيل.

وعلى الجميع جُمهور وإعلاميين ومَسْؤولين ورياضِيين التَكاتُف والتَعاضُد خَلْف مُنتخبنا والوقوف خَلْفَه وقْفَة لا تَخاذُل فيها فلِكُل عُماني دور في تَحقيق الانْجاز مِن خلال المُؤازرة والدّعْم المعنوي في المُدرجات وفي كُلّ شِبْر مِن أرْض عُمان المِعْطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى