بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

كل رجـل ذكـر وليـس كل ذكـر رجـل..

الكاتـبـة/ ريـحـاب أبـو زيـد

 

كل رجـل ذكـر وليـس كل ذكـر رجـل..

 

نقابل أثناء مشوارنا في الحياة أناس بمختلف الطباع والتربية فنجد بعض الرجال لا يستحقوا تلك الكلمة فهم أشباه رجال وليس رجالا ، كما نجد بعض النساء يطلق عليهم رجالا وهنا لا أقصد الشكل بل أقصد الفعل والقول ،بعض الأحيان تضع الظروف المرأة لتقوم بدورين أم وأب ، أو امرأة ورجل ، وبجدارة ينجح البعض منهم في هذا الدور ، كما نجد أن بعض من أطلق عليهم رجالا اسما فقط فنجد بعض الاباء تارك أولاده لا يعلم عنهم شيء وبعض الأزواج لا يعلموا معنى كلمة زوج ولا يعلموا لماذا جعل الله الرجال قوامون على النساء ؟! كما نجد بعضهم منشغل بوسائل التواصل الاجتماعي ويحرصوا حرصا كبيرا على إن يتجملوا في تلك الوسائل ، ونجد أيضا العديد من الرجال الذين يعلموا جيدا معنى ومضمون كلمة (رجل )…

نماذج كثيره نضطر للتعامل معها سواء بحكم العمل أو الحياة العادية . كل تلك النماذج تجعل الفرق كبير بين معنى الرجل والذكر فهما كلمتان عند الوهلة الأولى نظن أنهما متشابهان، ولكنهما يحملان في طياتهما الكثير من الإختلاف فقد خلط الإنسان بين المعنيين ومضمون كل منهما ، فالبعض اعتبر القوة البدنية والسيطرة الكاملة على من حوله هي من الرجولة, والبعض ظن أن  القسوة والخشونة والتكبر هي أيضا من مقومات الرجولة الكاملة، ولكن لو تعمقنا في معنى الرجولة نجد أن لها معنى إنساني عميق يضم المحبة والاحتواء ورجاحة العقل ؛ إن الفرق بين الرجولة والذكورة لوجدنا الفرق واضح وكبير فنجد الرجولة هي قيمة الرجل في احترام من حوله ،واحتواءه للمرأة، وحنيته على أولاده وتفهمه معنى ومضمون كلمة (قوام) ، والحزم، والقوة في اتِّخاذ القرار ، والصدق، والوفاء ، والالتزام بالعهد، وعزَّة النَّفس ، وتحمل أعباء الحياة ، فالرجلُ يعمل ، ويتحمَّل ، ويصبر ، ويكافح من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، ولا يقبل أن يكون عاله على أحد.

فالرجولة صدق التعامل وحسن الخلق وحب يملأ المكان ؛ الرجولة جذب للمرأة وليست منفر لها ، الرجولة سند ورفق؛ كل تلك الصفات تضيف للرجل سمات وصفات الرجولة أكثر ما تضيف صفات الذكورة ؛ لأن الذكورة في اعتقادي مرتبطة بالقوة الجسدية والشكل الخارجي والاعتماد على قهر وايذاء من حوله وخاصة المرأة بمعنى أوضح أجد من يتصف بالذكورة فقط يهتم بالشكل الخارجي فقط فنجده ليس له مضمون ولا صفات حسنة ، فالذكورة أصبحت ظاهرة عند بعض الشخصيات التي تتعايش معنا في المجتمع وأصبح واقعا مؤلما. ومن أمثلة ذلك ،  شخص يمتنع عن العمل دون سبب ويترك زوجته تعمل ،وشخص يهتم بشكله لدرجة المبالغة ، من يعتمد على العضلات والصوت العالي ، ومن يرى الرجولة قوة ويستخدمها في ظلم الآخرين ، و من اتبع شهوته دون مخافة الله ، ومن يتلذذ في ظلم المرأة ، من يعقّ والديه ويسبب لهما انواع المآسي والحزن ، من ينقد تصرفات من حوله دون النظر لتصرفاته ؛ حتى في الحب نجد الاختلاف بين الرجل والذكر ، فالذكر يتعامل مع الحب بشهوته أما الرجل يتعامل مع الحب بطبيعته، وهنا الفرق الرجل يتعامل مع الحب على أنه قيمة أخلاقية، لذا نجد أن كلمة رجل أكبر وأعمق من أن تقال لأي شخص فالرجولة أفعال وليست أقوالا..

قال رب العزة : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).

الرجل قيم على المرأة ، فهو كبيرها ومؤدبها إذا اعوجت ، ومكلف بالإنفاق عليها واحتوائها، والله تعالى كلّف الرجل بالقوامة بوضعه في مكان الخدمة والرعاية دون أي تحكّم، أو استعلاء، أو تسلّط، أو ظلم؛ ليست القوامة تشريف للرجل على المرأة، وإنما هي تكليف.

أخيرا، الرجولة صفات وأخلاق ومبادئ ومجموعة من المواقف تجعل من الشخص إنسانا ورجلا حقيقيا.

ولذا نجد أن كل رجل ذكرا ، ولكن ليس كل ذكر رجلا .. فالرجل وطن تسكنه النساء بأمان ومودة واحترام.

فيا من هم أشباه الرجال إن لم تكونوا رجالا فَلَا تتحدثوا عَنْ الشموخ وَالْكبرِياء ، فالرجولة أفعال وليست مظاهر للارتداء.

تعليق واحد

اترك رداً على صلاح الشيخ إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى