البورصة : (سوق الأوراق المالية) Stock Market..
أ . صـلاح الشـيـخ
مستشار إداري وجمركي وخبير موارد بشرية
البورصة : (سوق الأوراق المالية) Stock Market..
كلمــة بورصـــة تعني سوق الأوراق المالية ، وأصلها يعود إلى اسم عائلــة “فان در بورســـن” Van der Bursen البلجيكية التي كانت تمتلك فندقا يلتقي فيه التجار وتتم الصفقات بينهم ، ثم أصبح هذا الفندق رمزاً لسوق رؤوس الأموال، ويعتبر أول ظهور لما يعرف الآن بالبورصة، فتم نشر قائمة بأسعار السلع المتداولة لأول مرة عام 1592.
لا تختلف بورصة العصر الحالي كثيرا عن البورصة القديمة، فالبورصة سوق يتم فيه بيع وشراء الأوراق المالية والسلع أو المحاصيل الزراعية.
بالنسبة للأوراق المالية ، فإذا أراد شخص ما أن يكون مشاركا أو مساهما في رأس مال إحدى الشركات ، فعليه التوجه إلى البورصة وشراء عدد من أسهم تلك الشركة ، وبذلك يكون فعلياً من أصحاب تلك الشركة التي امتلك جزءاً من أسهمها ، ويكون حق الإدارة لمالكي أكبر عدد من الأسهم ، ويكون للمساهمين الذين يمتلكون جزءا لا بأس به من الأسهم حق التصويت في اجتماعات مجلس إدارة الشركة.
التداول ببورصة الأوراق المالية :
البورصة هي سوق منظم لتبادل الأسهم والسندات، حيث يقوم الأفراد بتبادل الأوراق المالية في إطار قانوني حتى لا تضيع الحقوق ورؤوس الأموال. وفي البورصة تقييم موضوعي للشركات التي يتم تداول أسهمها ، فالشركات الرابحة نجد طلب عالٍ على أسهمها وسنداتها ، حيث يثق المستثمرون بأداء تلك الشركات ، لكونها شركات قوية ، ومن ثم يقبلون على أوراقها المالية في البورصة، ويؤدي الطلب المتزايد إلى زيادة أسعار أسهم تلك الشركات عن القيمة الاسمية لها (سعرها الأساسي عند صدور السهم) والعكس صحيح ، أما الشركات الخاسرة فتكون أسهمها في هبوط.
ويتم التداول عن طريق ما يُسَمّى بالاكتتاب ، أي طرح كل أو بعض أسهم الشركة على الجمهور للاكتتاب فيها ، ويحدث هذا عند تأسيس الشركات الجديدة أو عند زيادة رأس المال، وقد تدخل الشركة البورصة عن طريق إصدار السندات إذا كانت في حاجة إلى قروض طويلة الأجل، والاكتتاب في الأسهم قد يكون خاصا أو مغلقا، أي مقصورا على المؤسسين وحدهم ، وقد يكون عاما يمكن لأي شخص مسجل بالبورصة أن يشترك فيه ؛ أما الاكتتاب في السندات فغالبا ما يكون عاماً.
المنافسة بالبورصة تؤدي الي المضاربة (البيع والشراء بناء على توقع تقلبات الأسعار لتحقيق أرباح من فرق الأسعار) ويتضمن ذلك مخاطر عالية ، وقد يترتب عليه انهيار مؤسسات وشركات كبري مثلما حدث في عام 1987 (الإثنين الأسود) في بورصة نيويورك والذي شهد هبوطاً حاداً في الأسهم ، أو الاثنين الأسود بالكويت عام 1983 فوصلت الخسائر في سوق المناخ للأوراق المالية قرابة 22 مليار دولار.
ولكي تستثمر أموالك في البورصة ، يجب أن تقوم أولا بتسجيل نفسك فيها ، عن طريق ما يسمى بالتكويد (الحصول علي رقم تعامل يميز مستثمراً عن آخر) ويتم الحصول على هذا الرقم عن طريق تقديم طلب إلى إحدى شركات السمسرة المالية ، فلا يمكن للمستثمر أن يتعامل مع البورصة مباشرة، وإنما من خلال إحدى شركات السمسرة التي تتلقى منه أوامر البيع والشراء للأسهم ، وتقوم شركة السمسرة بتحصيل نسبة عمولة عن كل عملية تقوم بها من خلالها.
السندات والأسهم :
أحيانا ترغب بعض الشركات في الحصول على قروض لتمويل أنشطة إضافية بالشركة ، ومن ثم تلجأ إلى البنوك لإقراضها ، أو قد تقوم بالاقتراض من المستثمرين في البورصة عن طريق ما يُسَمّى بالاكتتاب في السندات ، وهذا يعني أن الشركة تُفَوِّض أحد البنوك بطرح هذه السندات في السوق ليقوم الناس بشرائها ، وبذلك تحصل على ما تريد من أموال عبر هذه السندات ، والتي تعد التزاماً مالياً على الشركة يجب عليها سداده في وقت لاحق.
ويعتبر الاستثمار في السندات أكثر أمانا من الاستثمار في الأسهم. ففي حالة السهم يمكن أن تربح أو تخسر وفقا للحالة الاقتصادية للشركة، بينما السند لا يمكن أن يخسر، لأن حامل السند يعتبر دائنا للشركة وعليها سداد الدين إليه، أما حامل السهم فشريك مالك في الشركة يربح مع ربحها ويخسر مع خسارتها.
كيف يمكنك تحقيق عائد من التداول بالبورصة ؟..
1. بالنسبة للأسهم :
- يمكنك الاحتفاظ بالأسهم حتى موعد توزيع أرباح الشركة ، أو صرف الأرباح عن طريق الكوبونات مع الإحتفاظ بالأسهم ، أو بيع الأسهم عندما يرتفع سعرها، وإذا تم بيع الأسهم بعد وقت قصير من شرائها (أو البيع والشراء في خلال جلسة واحدة) فتسمي بالمضاربة ، ولا يمكن تحقيق ربح من المضاربات على الفروق الصغيرة إلا باستثمار مبالغ كبيرة فيها.
2. بالنسبة للسندات :
- يكون العائد عليها هو سعر فائدة محدد ، وفي تاريخ استحقاق السند يتم الحصول على أصل المبلغ بالإضافة إلى الفائدة المحددة.
تنويع الإستثمار من خلال المحفظة المالية :
تعتبر المحفظة المالية أفضل وسائل الاستثمار في البورصة، وأقلها تعرضا للمخاطر، لكونها تجميع لأموال عدد من المساهمين في محفظة واحدة، يقوم بإدارتها مسؤول أو مجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة ، ويتم استخدام أموالها في شراء الأسهم وبيعها ، مع تنويع الاستثمار في الأسهم المختلفة وتتمتع المحفظة بعدد من الامتيازات مثل القدرة على الشراء والبيع بكميات كبيرة لارتفاع القوة الشرائية للمحفظة ؛ الأمر الذي يمكنّها من الشراء بأسعار مخفضة وهي ميزة لا يتمتع بها المستثمر الواحد ، بالإضافة إلى عنصر التنويع الذي يقلل المخاطر في حالة هبوط أسعار الأسهم ، وكذلك خبرة المسؤول عن المحفظة ، حيث يعفي المستثمر من المتابعة اليومية للبورصة.
فالبورصة تساهم في تداول رؤوس الأموال ، ومن ثم المساهمة في تمويل خطط التنمية ، وتوجيه الموارد إلى المجالات الأكثر ربحية.
وإلى اللقاء في مقال آخر بمشيئة الله ،،