كـيـف تبـحـث عـن وظـيـفـة ؟..
خالـد عـمـر حـشـوان
كـيـف تبـحـث عـن وظـيـفـة ؟..
في هذه الأيام لا يكاد يخلو منزل من المنازل إلا وتجد به متخرج من الجامعة أو طالب على وشك التخرج هدفه الرئيسي هو بداية مشوار البحث عن وظيفة لبداية حياة عملية جديدة، وتعتمد عملية البحث بشكل أساسي على الطريقة التي ينتهجها الخريج لأن الحصول على وظيفة لم يعد مرتبط بالمؤهلات والمهارات فقط، بل على كيفية البحث وأفضل الطرق للوصول إلى الوظيفة المطلوبة في عالم أصبحت تسوده البطالة بسبب زيادة أعداد الخريجين وتركيز سوق العمل على التقنية والتكنولوجيا التي قللت من الاعتماد على الموارد البشرية في سوق العمل والتوجه للإدارة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية واعتماد بعض أصحاب العمل على الوظائف عن بعد من واقع تجربة جائحة كورونا (كوفيد-19).
خطوات البحث عن وظيفة :
هي خطوات رئيسية يقوم بها الخريج لرحلة البحث وهي :
أولاً : إعداد السيرة الذاتية : الاهتمام بالسيرة الذاتية أمر مهم جدا للمتقدم حيث لابد أن تكون جذابة وتتضمن كافة البيانات والمعلومات المطلوبة لجهة العمل كي تساعد في أخذ قرار التوظيف، ومنها البينات الشخصية والتخصص الدراسي واللغات التي يجيدها المتقدم والخبرة المهنية إن وجد ومهارات التعامل مع الحاسب الآلي والأنشطة الأخرى التي يمارسها خاصة لو كانت تطوعية مع تحديد النموذج الخارجي للسيرة الذاتية باستخدام أفضل أساليب تطوير السيرة الذاتية وأسهلها للقارئ لعدم الشعور بالملل عند قراءتها بسبب الإطالة.
ثانياً : التسويق الذاتي : تعتبر الخطوة التالية بعد إعداد السيرة الذاتية وتتم بإنشاء ملف تعريفي على مواقع التواصل مثل موقع لينكد إن وغيره من المواقع المختصة بالتوظيف، لأن قوة الملف التعريفي تعتبر علامة مهنية لصاحبه تساهم في لفت نظر مسؤولي التوظيف في الموارد البشرية بأسلوب احترافي وتعطي انطباعا إيجابيا وتجعله مرشحا قويا لشغل الوظيفة المتاحة بإذن الله.
ثالثاً : البحث في الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) : مجرد إنشاء ملف تعريفي على المواقع مهمة ليست كافية للبحث عن وظيفة، حيث لابد من توسيع قاعدة البحث والتقصي في الشبكة عن طريق مواقع ” الوظائف الشاغرة ” أو المواقع المتخصصة في إعلانات الوظائف الشاغرة أو عن طريق لوحة الوظائف الخاصة بالجامعة التي تم الدراسة فيها، كما يجب أن يكون هناك حرص على توافق الوظيفة مع التخصص الدراسي أو قريب منه حتى يتم الاستفادة من البحث والمجهود المبذول من أجل إتمام القبول والحصول على الوظيفة.
رابعاً : الاستفادة من العلاقات الشخصية : ويتم ذلك بالتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء والمقربين ومعرفة الفرص الوظيفية المتاحة التي يعرفونها في محيط عملهم أو علاقاتهم المؤثرة في أماكن عملهم، وهنا لا نقصد أن تكون الوساطة لها تأثير في التمييز عن الأجدر والأحق بالوظيفة ولكن أن تكون هناك فرصة للدخول في اختبارات التقدم للوظيفة والقدرة على شغل الوظيفة.
خامساً : الاستعداد للمقابلة الشخصية بالتألق والتميز : بعد كل هذه الجهود لابد أن تكون هناك فرصة لمقابلة شخصية مرتقبة يتم قبلها التعرف على معلومات وافية عن جهة العمل وتوجهها في سوق العمل والتركيز على نقاط القوة والمعرفة والمهارات للمتقدم لإبرازها في المقابلة وتجهيز النفس بعدم الرهبة والشعور بالثقة والراحة ودراسة الأسئلة الشائعة في المقابلات الشخصية وإعداد الإجابات المنطقية والتمرس عليها لإظهار الحماس والاهتمام بالوظيفة، هذا بالإضافة إلى المظهر الخارجي والأناقة في اللبس لأنه جزء مهم في المقابلة خاصة للوظائف التي لها علاقة مباشرة بالعملاء والجمهور.
سادساً : المقابلة الشخصية : تبدأ مرحلة المقابلة باحترام الموعد وعدم التأخير ثم الاستئذان بالدخول والرد على الأسئلة باختصار ودقة وإظهار الاحترام والجدية بابتسامة خفيفة والتحكم في لغة الجسد وضبط النفس خاصة لبعض الاستفزازات التي قد تصدر من لجنة المقابلة الشخصية بقصد التعرف على ردة فعل المتقدم للوظيفة وقدرة التحمل لديه وحسن التصرف.
سابعاً : تعزيز المهارات والخبرات في فترة البحث : في فترة البحث يكون هناك متسع من الوقت للمتقدم لابد أن يستغله ويستفيد منه في تعزيز وتطوير مهاراته الشخصية ومتطلبات الوظائف العصرية وخاصة مهارات التواصل والمرونة في تغيير المجال وتعلم المزيد منها كالتطور التقني والتعامل مع أنظمة وبرامج الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والتسويق الإداري والعمل عن بعد والتجارة الإلكترونية لتعزيز فرص القبول في الوظائف العصرية.
ثامناً : البحث في الوظائف المؤقتة : تقوم بعض الشركات برعاية وتمويل معارض للتوظيف وتستهدف حاملي الشهادات والمهارات المناسبة لهم كفرصة للباحثين عن وظيفة وحديثي التخرج لعرض إمكانياتهم الوظيفية وغالبا ما يكون هؤلاء هم المميزين من هذه الفئة وتكون بمثابة اختبار وتجربة لهم قبل القبول النهائي ومنها على سبيل المثال “معرض التوظيف السعودي الأول بالمملكة” و “ومعرض الإمارات للتوظيف”.
معوِّقات الحصول على وظيفة :
ونختار لكم أهم وأبرز هذه المعوقات التي يقع فيها بعض المتقدمين وهي :
* عدم الانضباط والتنظيم : وذلك في عملية البحث بعدم الإعداد الجيد لقائمة بالأنشطة المتبعة خلال عملية البحث وعدم المتابعة الجيدة للإيميل الشخصي أو الاتصالات الواردة للوظائف أو الرسائل والسهر لفترات طويلة والنوم نهارا لأن ذلك يعطي انطباعا غير جيد لجهات العمل الراغبة في التوظيف.
* سوء إعداد السيرة الذاتية : سوء الإعداد للسيرة الذاتية وافتقارها للتنظيم والإثارة والمعلومات الأساسية المطلوبة أو الدخول في تفاصيل مملة لا تفيد، يؤدي إلى تجاهل القارئ لهذه السيرة وتجاهل الطلب منذ الوهلة الأولى.
* سوء التحضير للمقابلة الشخصية : سواء بعدم الاستعداد أو التأخير عن الحضور في الموعد المحدد أو التشتيت الذهني والخوف والتردد أو عن طريق الحضور بملابس غير لائقة أو الظهور بشكل غير جذاب في المقابلة يعطى انطباعا سيئا عن المتقدم ويؤثر سلبا في عملية القبول.
* ضعف التعامل مع الحاسب ووسائل التواصل الإجتماعي : مهارات التعامل مع الحاسب ووسائل التواصل من أهم المتطلبات العصرية للوظائف حيث تقل فرص التوظيف لهذا النوع من الخريجين الذين لا يملكونها خاصة بعد انتشار هذه الوسائل وتأثيرها على الحركة التجارية والعملية في التعامل مع العملاء.
* تدني المستوى التعليمي : أصبحت الشهادات الجامعية حد أدنى في هذا الزمان للحصول على فرصة وظيفية لائقة ويفضل عليها الأشخاص الذين ميزوا أنفسهم بتطوير قدراتهم ومهاراتهم لصالح سوق العمل، وأصبحت عائق رئيسي للبعض ومحفز للقبول للبعض الآخر.
* عدم القبول بالوظائف المتاحة : من المؤسف تعالي بعض الخريجين على بعض الوظائف المتاحة بحجة عدم مناسبتها لطموحهم وإمكانياتهم وأن بدايتهم لابد أن تكون قوية في وظيفة مناسبة وهو ما يجعل أصحاب العمل يصرفون النظر عن توظيفهم وتركهم في سوق البطالة يهيمون.
* اختلاف مدينة الوظيفة المتاحة : إن صعوبة انتقال بعض الخريجين من المدينة التي يعيشون فيها إلى المدينة التي تتوفر بها الوظيفة من العوائق الرئيسية لإجاد وظيفة، فالبعض يكون لديه أسباب منطقية والبعض الآخر لا يريد تغيير المدينة التي يسكنها دون سبب قهري أو تجربة فرصة جديدة قد تحمل فرصة النقل مستقبلا إلى مسقط رأسه يوما ما.
* اختيار التخصصات الدراسية غير العملية : فهي من أكثر العوائق لأنها لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل وتوجه الاقتصاد وإعداد الموارد البشرية له، فيجد الخريجين من هذا النوع صعوبة بالغة في إيجاد فرصة وظيفية تناسب تخصصه أو العمل في تخصص لا يعرف عنه سوى القليل.
* عادات وتقاليد المجتمع : وهي عائق من نوع آخر، بسبب رفض بعض العوائل والمجتمعات بعض الوظائف لأبنائها وفتياتها الخريجين، وتحت هذه الضغوط من الأهل والأقارب تجد بعض الخريجين لا يلتحقوا بها إرضاء للعادات والتقاليد والأهل والأقرباء على حساب فرصة وظيفية متاحة حتى ولو كانت مؤقتة.
ختاما تعتبر مرحلة العمل هي أهم مرحلة للإنسان بعد إتمام تعليمة الدراسي لأن العمل هو سلاح ومصدر قوة الإنسان ومن خلاله يستطيع تحقيق طموحه وأهدافه في الحياة وتكوين أسرة وتوفير جميع متطلبات واحتياجات الحياة، كما يساهم في انتشال الفرد من الفقر والبطالة ويجعله يعتمد على ذاته ويكون عضوا مؤثرا وفعالا في المجتمع الذي يعيش فيه، لذلك لابد للإنسان الاهتمام بمرحلة كيفية البحث عن وظيفة والاهتمام بها لتزداد فرص القبول لديه في الوظائف المتاحة خاصة في هذا العصر الذي يتميز بالتطور والتقنية وبها يحصل على الوظيفة التي تناسبه وتميزه عن غيره.