ثـقـافـة الـتـغـيـيـر..
محمد بن خميس الحسني
ثـقـافـة الـتـغـيـيـر..
هل التغيير واجب علينا ؟ ومتى يكون ؟ وما هي فوائده ومضاره ؟.
التغيير مهم ومطلب من مطالب النجاح والتقدم، وكما يقال (دوام الحال من المُحال)، وهكذا هي طبيعة الحياة لابد من عملية التغيير في معظم الأمور، فمن غير المعقول أن نبقى كما نحن فيما نفعله فترة طويلة دون فاعلية إيجابية تذكر في أي مجال من مجالات حياتنا العملية.
لكن من الطبيعي أن تبنى عملية التغيير على مجموعة من الأسس والعوامل التي يتم من خلالها تقييم الشيء المراد تغييره سواء، لا نمشي وراء القاعدة التي يتبعها البعض للأسف وهي (تغيير القديم) بمعنى أي شيء قديم يُغَيَّر لمجرد التغيير.
وللأسف يتم تطبيق تلك القاعدة في كثير من الأحيان والأحوال والمواقع إلى وقتنا هذا دون دراسة وتقييم للنتائج ؛ مثلاً يتم تغيير موظف ما فقط لأنه قديم بغض النظر عن إنتاجه في عمله ، قديم وجب تغييره هكذا ، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الأفراد وإنما حتى على أي مادة من المواد أو أشياء سواء أكانت أجهزه أو أدوات أو منزل أو غيره ، لأنه قديم لابد من تغييره واستبداله بآخر ، حتى وإن كان ذلك القديم جيد ويعمل بكفاءة وفاعلية عالية فإنه يخضع لعملية التغيير.
وهناك من الناس من يقترض أموالًا كبيرة لأجل تغيير القديم بآخر جديد ؛ في حين أن هذا القديم بحالة جيدة ويمكن استخدامه لفترة قادمة من الزمن.
هـمـسـة..
التغيير كما أسلفت آنفًا أمر جيد ومطلب هام وله أهداف عدة إذا ارتبط بسبب يوجب التغيير ، فعلى سبيل المثال ، الموظف القديم إذا كان فعلاً غير منتج ، ولا يحب أن يكتسب مهارات ومعارف جديدة ، ومتذمر ولا يُقدِّر قيمة عمله عندها التغيير هنا لابد منه ويعتبر أمراً إيجابياً وصحّيّاً، فهنا نكون قد حقّقنا الهدف المرجو من التغيير بصورة سليمة.
كذلك عند تغيير مجموعة الأجهزة الكهربائية التي تتعطل بين الفترة والأخرى من المفيد تغييرها لتجنب عملية العطل المتكرر وهدر المال وإضاعة الوقت في صيانتها وإصلاحها دون جدوى.
وقس على ذلك كثير من الحاجات والأمور التي نرغب في تغييرها.
هناك بعض الممارسات الشائعة ما زلنا نمارسها ونتمنى أن نقف عندها خاصة عند تغيير المسؤولين أياً كانت درجاتهم ومسمياتهم الوظيفية ، حيث جرت العادة مسؤول قديم يستبدل لنأتي بالجديد مهما كان ذلك المسؤول منتجاً محباً لعمله ، محبوباً من قبل جميع موظفيه مخلصاً في عمله، قديم يغير وهناك من يرمي الكلام عليه بل ويطالب باستبداله ليس لأنه مهمل في أداء عمله لا ، وإنما خدم في وظيفته عشرات السنين ، وهناك من الناس من يطربنا لحناً بسمفونيات مستهلكة شعارها (تغيير القديم .. تغيير القديم).
كما أن التغيير الهادف يعتمد كذلك على الشخص المراد تغييره، فعندما يرغب المسؤول في تغيير موظفيه من مكان لآخر أفضل منه ، يفترض أن ينظر إلى الرغبة الأكيدة عند ذلك الموظف ليس بالقول وإنما بما يقوم به من أعمال مجيدة تؤهله ليكون في مكان أفضل يتماشى مع قدراته وميوله.
وليس على أساس أن ذلك الموظف من أقاربي أو صديق مقرب عندي أو أنه يقوم بتخليص أموري الخاصة ، فالتغيير يجب أن يبنى على أساس (الأداء والأعمال الناجحة وتقديم الأفكار الهادفة) من قبل الموظف ليستحق نقله ووضعه في المكان المناسب له.
يقول الخالق – عزوجل – : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). [الرعد: 11]؛ نفهم من الآية السابقة أن نجاح عملية التغيير تكمن في الذات البشرية ليحمل دلالة واضحة أن تحقيق هدف التغيير يعتمد كليًا على إرادة الفرد ورغبته في التغيير وعلى الغاية من التغيير.
وقال : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُن مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). [الأنفال: 53[.
مناشدة ورجاء بأن نخفف ونقلل من نظام التغيير لمجرد : أنه قديم.
ودمـتـم فـي ود..