أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

كأن الأمة والدول والأنظمة العربية في عطلة قومية مفتوحة!!..

نــوّاف الــزَّرو

خبير في شؤون الصراع العربي الإسرائيلي

Nzaro22@hotmail.com

 

كأن الأمة والدول والأنظمة العربية في عطلة قومية مفتوحة!!..

 

الذي يجري على امتداد مساحة العالم العربي وخاصة في محيط فلسطين في هذه الأيام حلم صهيوني كامن منذ مطلع القرن الماضي، فمن جابوتنسكي إلى بن غوريون، إلى مناحيم بيغن، إلى جولدا مائير، الى دايان فرابين، فشامير، فباراك ثم نتنياهو، ثم بينيت، فلابيد ثم نتنياهو مرة اخرى، وعلى امتداد المؤسسة الأمنية السياسية الصهيونية، كلهم أجمعوا ويجمعون على خريطة تفكيك وتدمير الأمة العربية كي تبقى”إسرائيل” لأطول فترة من الزمن …!.

فعلى سبيل المثال وفيما يتعلق بسوريا الطبيعية؛ كان الزعيم الروحي لليمين الصهيوني المتشدد زئيف جابوتنسكي قال في ذلك منذ عام 1915 : “إن المشهد الوحيد الذي يحمل أملاً لنا هو تفتيت سوريا .. إن واجبنا التحضير لهذا المشهد، وكل ما عدا ذلك هو تضييع عبثي للوقت”، وكذلك مؤسس الدولة الصهيونية بن غوريون الذي عزّزه قائلاً : “علينا تجهيز أنفسنا للهجوم، إن هدفنا هو تحطيم لبنان وشرق الأردن وسوريا”.

فهل يختلف اثنان على ان ما يجري في المشهد العربي اليوم إنما هو في الجوهر والمآل – وفق المخطط – تحطيم وتفتيت وتدمير وتقسيم …؟!.

وربما يكون القادم على العرب أعظم وأخطر إن لم يتدارك العرب أنفسهم …؟!
فالمشهد العربي اليوم لا يسر سوى العدو المتربص …!.
فنحن أمام مشهد من التفكك والإقليمية البغيضة والطائفية والمذهبية الظلامية المرعبة والاستلاب المطلق عن كل ما هو قومي عروبي …!.

وأمام “فك ارتباط عربي رسمي – إلى حد كبير -” عن فلسطين وعن كل ما هو عروبي …!.

والأحوال العربية يتسيدها الخراب والفساد والاستبداد …!.
بل إن الأمة والدول والأنظمة العربية كأنها في عطلة قومية مفتوحة …!.

إن ما جري في العراق وسوريا من غزو مكشوف سافر تشترك فيه جيوش من المرتزقة المدعومة المسلحة من قبل تحالف الدول المتواطئة على تخريب وتدمير الأمة، وكلها تعمل تحت عناوين : “داعش” و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” و”جيش الاسلام” و”جيش الفتح” و”الجيش السوري الحر”، وغير ذلك من عشرات التسميات الجهادية الأخرى …؟!.

ألا يدعو كل ذلك إلى وقفة مراجعة حقيقية ومسؤولة من قبل كافة القوى العربية العروبية على امتداد مساحة الأمة …؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى